ممّا جاء في المحاضرة الرمضانية الثانية عشرة للسيد القائد حفظه الله للعام 1444 هـ

إب نيوز ١٤ رمضان

تلخيص/ مرام صالح مرشد

_ دائرة الاتساع للنشاط الشيطاني اتجهت في وسط الإنس بحيث تشيطن البعض من الناس وتحول إلى شيطان تماماً شيطان في صورة انسان وهذا ما أكد عليه القرآن لقوله تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) يبين الله لنا أن أعداء الأنبياء الذين حاربوهم وحاربوا الرسالة الإلهية هم من شياطين الجن ومن الإنس يتعاونون في أداء محاربتهم للرسالة.

_ عمل الأنبياء هو عمل يبغض الشيطان ويقلقه ويرى أنه يفشل عمله وفي قسمه أقسم وقال:(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْـمُخْلَصِينَ) استثنى القلة القليلة جداً فلا يستثني إلا من يعجز عن إغواءه.

_ لما بعث رسول الله قلق الشيطان وحزن حزناً كثيراً لأنه يرى أن رسول الله في عمله لهداية البشر سيحد من تأثيره على الناس وهو الذي قال له الله تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَـمِينَ).

_ متى يتحول الإنسان إلى شيطان؟ عندما يفقد عناصر الخير في نفسه ويحد من زكاء نفسه ويبتعد عن الخير والصلاح وتخبث نفسه وتفسد نفسيته حتى يتحول إلى عنصر مظل ومفسد لم يعد الشيطان يتعب نفسه عليه بل أصبح يتحرك تلقائياً وفق مايريده الشيطان.

_ يتعاون شياطين الإنس والجن ويقول الله تعالى عنهم: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ) تعاون مشترك وهو تبادل الآراء والخبرات فيما يتعلق بالخطط والمؤامرات التي تؤثر على الآخرين.

_ بعض الشياطين من الإنس يستفيد منه شياطين الجن لأن الإنس يكون لهم نفوذ بين أوساط الناس والبعض في مستوى ذكاءه ومعرفته القوية بالمجتمع تساعده أن يكون أكثر تأثيراً في الإغواء والإضلال من شياطين الجن.

_ نشاطهم نشاط مشترك وأصبح بينهم تعاون من خلال الوساوس واكتساب المهارات من بعضهم لقوله تعالى: (وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ) تميل إلى الشيطان أفئدة الذين لم يتحصنوا بالإيمان الصادق ويقوى تأثير الشيطان عليهم عندما يتأثرون به.

_ مع تحول البعض إلى شياطين واتساع دائرة النشاط الشيطاني يسعون إلى السيطرة بشكل عام وهو توجه الشيطان الحاقد في سعيه أن يسيطر على المستوى البشري ثم يحركهم وفق هواه.

_ الإنسان إذا أصبح خاضعاً لسيطرة الشيطان فهو قد مكن أسوأ وأحقد عدو للسيطرة عليه وهو شيء مخزٍ ومهين يصل الحال كما قال الله مبيناً فيما ينبهنا عليه في الدنيا ويحتج علينا به في الآخرة في قوله: (أَلَـمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ) فعندما تتحرك فيما يريد الشيطان أن تتحرك وتؤثر طاعتك له على طاعة الله فالحالة أصبحت حالة عبادة للشيطان الذي يسعى بك للخسران والشقاء ويرتاح لأنك ستشقى.

_ يسيطر البعض سيطرة تامة ومنهم فئة المنافقين لقوله تعالى: (اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ) ينحرفون إلى درجة أن يكون نشاطهم صد عن سبيل الله ويصبح مسيطر بشكل تام.

_ الشيطان أكبر خاسر في الكائنات كلها ويخسر حزبه وكل من يخضعون له ويعملون لمصلحته ويصبح ماهم فيه من الضلال في تضاد مع هدى الله تعالى وأنبيائه ورسله فيخذلون ويقول الله: (أَلَـمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا).

You might also like