العرض السعوديّ الإماراتي الذي رفضه الحوثي.

 

إب نيوز ٢٩ شوال

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

(لن يكون هنالك يمنٌ موحدٌ بعد اليوم).. هل تتذكرون هذا التصريح لأحد المسئولين الإماراتيين ذات يوم والذي أفشى فيه لأول مرةٍ بصورةٍ واضحةٍ وفاضحةٍ عن حقيقة مشروعهم ومؤامرتهم على اليمن..

بصراحة أعتقد أنه لو لم يكن من عدوانهم الغاشم على اليمن إلا أن أطلقوا مثل ذلك التصريح لكان ذلك كافياً لنا كيمنيين أن نعاديهم أبد الدهر.

على أية حال،

لست بصدد الحديث عن كنه هذه المؤامرة الآن، فقد تحدثت عنها في فترةٍ سابقةٍ على إثر صدور ذلك التصريح مباشرة.

ما أريد الحديث عنه، في الحقيقة، هنا هو عن مضمون حوارٍ دار بيني وبين أحد الأخوة قبل فترة والذي، وكما أعتقد، أنه لايزال لديه موقفٌ سلبيٌ تجاه أنصار الله.

بدأ ذلك الرجل حديثه بسؤالٍ موجهٍ إليَّ قائلاً:

أرأيت ما فعل أصحابك (ويقصد أنصار الله طبعاً)؟!

وماذا فعلوا؟! أجبت مستغرباً!

قال: شكلهم قد اتفقوا مع (الخبرة) على اقتسام وحفظ نصيبهم من الكعكة!

لم أفهم..! أجبت مستغرباً أكثر!

قال: الشمال يذهب للحوثيين والجنوب يصبح منطقة نفوذٍ سعوديّ إماراتيٍ من خلال تسليمه للقوى الموالية لهم هناك والمتمثلة طبعاً بما يعرف بالمجلس الانتقالي.. وهنا طبعاً بدأ بسرد ما قال أنها حقائق تاريخية مفادها أن حكم (الأئمة) لم يكن يتركز دوماً سوى في المناطق الشمالية فقط وأنهم (الأئمة) لم يكن لهم أي أطماع أَو رغبةٍ في بسط سيطرتهم ونفوذهم على المناطق الجنوبية قط لأسبابٍ عديدة منها عدم توافر حاضنةً شعبيّة ومذهبيةً لهم هناك وَ.. وغير ذلك من الأوهام والتهيؤات التي لا أرى لها معنى سوى في مخيلة صاحبنا هذا.

قاطعته متسائلاً: وهل تعتقد أن الشعب اليمني بمن فيهم أنصار الله سيقبلون بذلك؟!

قال ومَا الذي يمنع (الحوثيين) من ذلك؟

العرض مغرٍ لهم كَثيراً.

قلت: أسباب كثيرةٌ أهمها:

أولاً: السيد عبد الملك الحوثي قالها في أكثر من مقام أنهم ليسوا طلاب سلطة بقدر ما هم أصحاب مشروع وبالتالي فلا مصلحة لهم في تقسيم اليمن وإعادة تشطيرة من حَيثُ المبدأ، فما بالك إذَا كان سيترتب على ذلك تمرير وتحقيق المشروع السعوديّ والإماراتي والصهيوني في اليمن.

ثانياً: إذَا كان هذا، كما قلت، هو كنه المخطّط السعوديّ الإماراتي فإن تحقيقه وتنفيذه سَيُعدُّ من الناحية الاستراتيجية بمثابة انتصار ساحقٍ لأصحابه وهزيمة ماحقة في الوقت نفسه لليمنيين بمن فيهم أنصار الله أنفسهم ولا أعتقد أن أنصار الله وكل اليمنيين سيقبلون بالهزيمة.

ثالثاً: من يتعدى سقف طموحهم الحدود وُصُـولاً إلى تحرير القدس والمسجد الأقصى لا يمكن لهم بأي حالٍ من الأحوال أن يفرطوا بأي شبرٍ من بلادهم أَو يساوموا عليه حتى لو كان الثمن كما ذكرت ملكاً جاهزاً على جزءٍ أَو شطرٍ منه.

يا حبيبي.. هل تعلم أن السيد الحوثي هذا الذي صنفته متآمراً أَو متواطئاً سراً مع النظامين السعوديّ والإماراتي قد رفض ذات يوم عرضاً سرياً وأكثر إغراءً تقدموا به عن طريق المبعوث الأممي يقضي بأن يضمن الحوثي بقاء النفوذين السعوديّ والإماراتي في اليمن بالصورة التي كانا عليه من قبل في مقابل تمكينه من السيطرة على اليمن كاملاً وحكمه؟!

ضحك كعادته كُـلّ مرة ساخراً ثم مضى إلى حاله..

عُمُـومًا،

ما دفعني إلى أن أورد هذا الموقف هو في الحقيقة تذكري لحديث الرئيس المشاط في لقاءٍ جمعه برئيسي مجلسي النواب والوزراء قبل حوالي أكثر من عامين والذي أكّـد فيه على أننا ماضون في تحرير كُـلّ شبرٍ من أراضي الجمهورية اليمنية.

وهذا بالطبع يؤكّـد ما ذهبت إليه أنا كاتب هذه السطور في ذلك الوقت.

بالتالي فلا داعي في اعتقادي لأي خوفٍ قد ينتاب البعض على (وحدة اليمن) لأننا فعلاً ماضون في تحرير اليمن كُـلّ اليمن ولن نتخلى عن شبرٍ واحدٍ من أراضيها أَو جزرها أَو بحارها مهما كلف ذلك من ثمن،

فالوحدة اليمنية كانت ولاتزال وستظل تجري في عروقنا ودمائنا.. أَو كما قال الأُستاذ (حسين العزي) نائب وزير الخارجية ذات يوم.

#معركة_القواصم

You might also like