كاتب وأكاديمي موريتاني يكتب : ياحلف المقاومة لكم في اليمن العظيم القدوة.. أسرعوا إلى المعركة قبل فوات الأوان!

كاتب وأكاديمي موريتاني يكتب : ياحلف المقاومة لكم في اليمن العظيم القدوة.. أسرعوا إلى المعركة قبل فوات الأوان!

إب نيوز ١٧ ربيع الثاني

لعل من المناسب ، أن استهل هذا المقال برؤية  جمال عبد الناصر –  رحمه الله تعالى – التالية:  ” أن  أوقات الخطر،  هي دائما فرصة الأمم الحية “،  وأتمنى أن ينظر إلى الاستراتيجية  في  هذه المقولة، بدلا من اقصائها  على أساس  الاستنتاج  الفج على أن الهدف من الاستشهاد بها، هو الإشارة  إلى المرجعية  السياسية لكاتب المقال، بينما  الأهم  من ذلك  هو النظرية الاستراتيجية في الاقتباس، وهي مضمون مقالي الذي نشرته بالأمس عن  (المخلفون من الأعراب) ، حيث تمنيت على قوى المقاومة التي  أثق فيها، كواحد من جماهير  الأمتين  العربية والاسلامية معا  من أجل،  ألا  تفوت الفرصة  عليها بالتأخير عن  دخول  المعركة، و بالفعالية المنتظرة منها، وفي المقدمة  الجمهورية الاسلامية في إيران، وباقي حلف المقاومة في  اليمن، والعراق، وسورية، ولبنان، ولم  أغفل، أو اتغافل  عن  الدور المنتظر من  النظام في الجزائر،  لأن واجبه ، يجب ألا ينحصر في  المهاترات التي نطق بها الرئيس ” تبون”  بالأمس عن عجزه عن توحيد صف الحركات السياسية الفلسطينية…
لقد أعلنت قوى الثورة في ” اليمن” العظيم  عن مشاركتها العملية، ودخولها  في المعركة، و ذلك  بإطلاق الصواريخ المجنحة على مدينة أم الرشاش ” إيلات” التي هجر إليها المستوطنون من غلاف غزة، وبذلك لم  يبق  أمامهم، إلا الرحيل عن فلسطين، كل فلسطين…
إن هذه  المعركة  المصيرية بدأت  بمبادأة “طوفان الأقصى”، وكانت البداية الناجحة، وما بعد ٧  اكتوبر،  فقد كانت الانطلاقة، للمعركة  الكبرى المفتوحة  التي، لازالت قائمة،  ويجب تعزيز  جبهة “غزة” بفتح جبهات عديدة على الكيان الصهيوني والجبهات المتوقعة  أن تكون واحدة في كل مدينة وقرية  فلسطينية  من” يافا” الى الاغوار بالقرويين فيها، وكذلك  جنوب لبنان، والقنيطرة في سورية، وبالصواريخ المجنحة، والمسيرات المتفجرة من اليمن على بعده، ومن الجمهورية الاسلامية الإيرانية، لأن هذه معركتها الحاسمة  لا مجال ليخسر حلف المقاومة – لا قدر الله –  في هذه المعركة التي حشدت لها  الامبريالية، وحلف الناتو الإجرامي الأساطيل، وارسلت اليها السفن الحربية .
وقد كان هذا  قصدي  في مقال الأمس الذي، فسر على أساس الحساسية المفرطة –  ولن أزيد على ذلك –  لأن قناعتي أن  الوقت  ليس للمحاكمة السياسية،  فأمتنا في معركة مصيرية، وهذه الأخيرة مفتوحة على عدة جبهات، ومنها التشكيك في قدرات الأمة على مواجهة هذا التحدي المصيري الذي، يجب أن نحشد جماهير أمتنا من أجل المشاركة، وليس التخوين  الذي تواضع عليه بعض الكتاب، واستفزوا  به القراء الكرام  حيث صار سوء النية، هو منطق الفهم الذي تستنطق به  كل كتابة مهما، كانت واضحة الرؤية، وتفسيرية  المنهج..!
ولا يفوت القراء الكرام،  أن الكتابات اليومية، هي  للتوثيق  لما يجري من الأحداث، ورصد المشاركات في  معركة الأمة  نوعا، وكما، وهوية الجهات المشاركة فيها  من القوى الحية للأمة، وفي طليعتها  حلف  المقاومة  بقيادة الثورة الإيرانية التي كنا من مؤيديها منذ قيامها سنة ١٩٧٩م، ولازلنا  نؤيدها من مبدأ  الاتجاه  القومي  التحرري الذي ينطلق من واجب  المشاركة، و  تفعيل حركات التحرر العربي، والعالمي  منذ أسسته  قيادة  جمهورية مصر العربية  التي  ناصرت  الثورة  الإيرانية  قبل قيامها ، حيث كان جمال عبد الناصر  حينئذ يناصر الإمام الخميني رحمه الله،  والمتتبع لمسار الثورة الإيرانية، لا بد أنه اطلع على  حادثة  ظهور  المقبور ” الشاه” ملك إيران  في التلفاز الإيراني، ليخبر الإيرانيين من منطلق مذهبي  طائفي  ليباعد بينهم، وبين قيادة ا الثورة الإيرانية  التي، كانت  تتلقى  التمويل  من مصر، وأن المخابرات  الإيرانية حينها استولت على أموال طائلة،  كانت في طريقها الى الإمام الخميني من  طرف  جمال عبد الناصر…
وهذه  هي الرؤية  الاستراتيجية التي توجه الوعي القومي  الثوري في الوطن العربي قبل  أن يسعى الإعلام   الأمريكي،  والصهيوني،  في قناتي ” الحرة” ، و ” كان”، وغيرهما من امبراطوريات الاعلام الطائفي ..وهدف الجميع، هو التدليس، والتشويه،  واستدرار العواطف، والانفعالات  لشق الصفوف ، وتجيير الوعي بالاختلافات القطرية ، ثم  المذهبية والطائفية، والعرقية” الإثنية “، وتحويله الى وعي سياسي مفارق  من أجل  تفكيك مجتمعاتنا، ومشاغلة القوى السياسية  في الحروب البينية، والنزاعات الداخلية   .
هذا مخالف للطروحات التوعوية في كتاباتي في المواقع التي يمكن الرجوع إليها في الروابط، واعتبر كل تنظير يناقض تفعيل وعي الأمة العام، هو  من المحاولات البائسة  التي تسعى  لتحريف مسارات الوعي في أمتنا منذ  أن وحدها الفاتحون العرب، لتكون مجتمعات الأمة  جزءا من الأمة الإسلامية التي  لن يخترق وعيها  العام ألا  تلك  الاصوات النشازية  التي، قد  ترتفع من حين لآخر من طرف المشككين، والأقليميين، والعرقيين، ولكن رغم ذلك، سيبقى الوعي القومي،  يستند الى مقومات الأمة، وما يجمع قواها الحية  من أجل  المساهمة في  المعركة المصيرية، لأن  قضيتنا المركزية،  تفرض علينا  الآن أكثر من أي وقت مضى،  الالتزام  بالثوابت،  والمشاركة العملية، والحث على التكاتف، والتكامل في المجالات التوعوية، والمادية، والعسكرية..وبهذا اقول شتان بين  من يسعى لتأطير لهذا  الوعي الهادف ، وبين  من همه التخوين، ومن  يخون من؟
فقد يتخوف أحد المشاركين في  معركة ما، ويكون لديه هاجس الخوف الذي يدفعه لتخوين نظرائه اثناء المعركة، ولكن هذا يجب أن  لا ينطبق على من لم يكن بامكانه المشاركة في المعركة القائمة  إلا بهذا التحريض التوعوي..
وخلال قراءتي لتاريخ معركة ” الزلاقة سنة ٤٧٣هجرية،  وقفت على بعض الوثائق، حيث شكك ” ابن عباد” ملك اشبيلية،  في نوايا يوسف بن تاسفين – رحمه الله  –  وذلك  بعد  أن صلوا الفجر جماعة، وقبيل التوجه نحو جيوش “الفونسو” في ” وادي  الحجارة “،  تفاجأ ابن عباد  بما قال   يوسف بن تاشفين لملوك الطوائف التي شاركت في قيادة  الفرق  العسكرية،  بأن عليهم أن  يتوجهوا إلى  ميدان المعركة، ولم يخبرهم بما سيفعل، وأخذ يوسف فرقته من حملة السيوف، وتوجه  فى اتجاه مغاير لاتجاه ميدان المعركة، ثم باغت العدو بفتح  جبهة جديدة خلف الجيوش الإسبانية، وكان  لتلك الخطة، الدور المؤثر  في الانتصار رغم التأخير في دخول المعركة،  حتى كادت الهزيمة أن تلحق  بالفرق التي ابتدأت المعركة مع العدو…!
ونتمنى على السيد نصر الله  حفظه الله، أن يكون تأخيره على غرار ما حدث اثناء معركة” الزلاقة “…   وإذا كان من المبرر لابن عباد، أن تذهبت به هواجس الخوف إلى هذا  الحد الذي جعله يشكك في قائد عظيم، قطع  المسافة من مراكش إلى  مرتفعات تقع الآن  بين  مدينتي مدريد، وسرقسطة..
فلا مبرر  لكاتب هذا المقال الذي  لم تسمح له الظروف  للمشاركة في هذه المصيرية، بالنظر إلى المشاركين فيها فعلا، ولكن دون المستوى  المنظور إلى حد الساعة، ولعلنا نفرح بما، يسر الأمتين العربية والإسلامية  بالمشاركة النوعية  من  الجميع، بما فيها محاصرة السفارات الغربية، وقطع الماء، والكهرباء، وضرب المصالح الغربية…
إن الذي قاله أحد قادة الثورة في اليمن العظيم  ” محمد البوخيتي “:  (( فلنتحرك بما هو متاح لنا…علينا أن نعجل  بالتدخل .))
معبرا عن الإحساس بالتأخر في دخول المعركة، وهو الإحساس الذي يكاد أن يشكل اتجاها عاما حتى عند هذا الطرف المشارك في المعركة .

*د : إشيب ولد أباتي
كاتب واكاديمي من موريتانيا

You might also like