المسألة ببساطة.. اليمنيون قادمون

المسألة ببساطة.. اليمنيون قادمون

إب نيوز١٢ رمضان

عبدالملك سام

أنتهت المسألة، وعويل المرتزقة الخائبين العائدين إلى جحورهم خفت، وبفضل من الله لم يحقق المجرمون أهدافهم بأشعال الفتنة بين اليمنيين حتى ينشغلوا عن نصرة أخووانهم في فلسطين.

نحن مدعوون اليوم لمراقبة ماذا سيقول هؤلاء الأبواق عن تدمير منازل غزة لنعرف أين يقف هؤلاء فعلاً، ولنفهم أنهم لا يهمهم سوى ما يوجه به الأمريكي والإسرائيلي، وأن المرتزق لا يتخذ موقفاً إلا بما يملى عليه من غرف المخابرات المعادية.

رب ضارة نافعة، وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم. الحادثة المؤسفة التي حدثت في رداع كانت بمثابة درس لليمنيين ليقيموا مدى وعيهم وادراكهم لما يواجههم وهم يتحركون؛ فقد تعددت المواقف، ولله الحمد كان معظمنا واعيا ومدركا لما يجب عليه فعله، وكانت أشرف المواقف هي تلك التي أنطلقت من أصحاب الشأن، وقد سطر أهل رداع أشرف موقف رغم محاولات الأقزام للتأثير عليهم، ولكن الكبير يظل كبيرا، وهم جزء أصيل من شعب الصمود الذي تحطمت أمام صلابته كل مؤامرات الأعداء على مدى تسع سنوات.

نحن على موعد مع الذكرى التاسعة للصمود اليمني الأسطوري أمام أكبر مؤامرة عصفت باليمن في تاريخه الحديث، ولعل أبرز نتائجه هي أن اليمن بات يحاصر أعداءه كما كانوا يحاصروه، وأن الأعداء منيوا بأثقل خسارة عليهم منذ نشأة كياناتهم وأنظمتهم اللعينة في المنطقة، هذا بالإضافة إلى موقف الخزي الذي يقف فيه المجرمون ومرتزقتهم اليوم دون أن يجدوا سبيلا للخروج منه، وقد قلناها لهم منذ العام الأول لعدوانهم بأنهم لا يعرفون أي مستنقع ورطوا أنفسهم بالدخول فيه يوم فكروا في غزو اليمن!

أكبر دليل على ضعف موقفهم تمثل في محاولاتهم المستميتة لإقفال الطرقات التي بادرت حكومتنا لفتحها بين المدن اليمنية؛ فهم باتوا قلقين من أتصال المناطق اليمنية ببعضها، فهذا سيؤدي لأجتماع وتواصل اليمنيين، بينما مشروعهم منذ بدايته كان مشروع تجزئة وفرقة.

كيف لا وهم منذ تحكموا بالمناطق الجنوبية والشرقية عمدوا إلى تقسيمها إلى ما يشبه “كانتونات” تعادي بعضها البعض، وكل منها لديه تبعيته وأيدلوجيته الخاصة به، ولم يكن مشروعهم مشروع دولة بقدر ما كان مشروع أرتزاق لا يعود بالفائدة سوى على الفاسدين، أما الشعب فلم يكن ضمن أولوياتهم أبدا..

المراقب اليوم يدرك أن دول العدوان باتت مشغولة عن مرتزقتها بمشاكلها ومشاريعها، وأصبحت تكتفي بدور المحرض، وقريبا لن تستطيع أن تفعل شيئاً للمرتزقة الغارقين في الأزمات والصراعات والفشل على جميع الأصعدة.

أما الحكومة اليمنية في صنعاء فقد اصبحت بفضل الله حكومة عربية جامعة عقدت عليها آمال الشعوب العربية ودانت لها بالولاء بعد أن فشلت حكوماتها عن التعبير عن تطلعاتها، وبعد أن زاد تأثير صنعاء وقويت شوكتها. ويبقى على بعض اليمنيين أن يرتقوا بأنفسهم وأعمالهم لتتناسب مع دورهم في المرحلة القادمة، والتي لن تكون إلا مرحلة حرية وعزة وكرامة ونصر بأذن الله، والعاقبة للمتقين.

You might also like