عليه العوض فينا !

إب نيوز ١٥ رمضان

عبدالملك سام

في العام 1901م، عندما تم نشر “بروتكولات حكماء صهيون” لأول مرة، صدم العالم بمدى بشاعة وقذارة من سموا أنفسهم (شعب يهواه المختار)، وتفاجأ الكاتب والناشر والقراء بالكيفية التي ينظر بها اليهود إلى الآخرين؛ فقد عرف العالم أشكالاً عدة من العنصرية التي يرى فيها جماعة من الناس أنهم أفضل من غيرهم، لكن هذه المرة وجدوا أن هناك جماعة تؤمن بأن باقي البشر ليسو بشراً، بل مجرد كائنات خلقت شبيهة بالبشر ليستأنس بهم اليهود فقط، ولليهود الحق بأن يفعلوا (بالأميين) ما يشاؤون!

بالطبع فعل الأوروبيون المثل مع معظم الشعوب التي أحتلوها، حيث شبهوهم بالحيوانات والقردة، ولكن لم يتجرأ هؤلاء الأوروبيون أن يدعوا أن هذه الفكرة وحي وتشريع من الخالق! بل أنطلقت حملات التبشير لضم هؤلاء “الكفار” إلى مجتمعاتهم “المؤمنة”، أما اليهود فيؤمنون بأستحالة أن يتحول “أممي” إلى يهودي لأن روحه نجسة، وليست كروح يهواه (رب الجنود) الذي نفخها في اليهود فقط!

صار ما صار، وجمع اليهود الكتب التي فضحتهم وأحرقوها، وقتلوا وأرهبوا كل من ينشر أي كتب تفضحهم، بل ووصل الأمر لقتل وأستئصال ذريته حتى لو كان ملكاً كما حدث في عدة بلدان؛ وهذا التكتم ليس لأنهم كانوا يستحون من باقي البشر، بل لأن المرحلة التي كانوا فيها أستلزمت السرية حتى يحكموا سيطرتهم المالية والسياسية على أعظم الأمم. كما أن السرية مكنتهم من زراعة عائلات حاكمة ورجال دين يهود متنكرين في بعض البلدان ليتمكنوا من السيطرة الدينية والسياسية على الشعوب، وما ظاهرة “الدونمة” إلا صورة لهذا التواجد في البلدان الأسلامية!

اليوم صار تحرك هذا (الشعب) على المكشوف، وما عادوا خائفين من أحد. لكن الأسواء هو ما حدث ويحدث في بلادنا العربية، وضد العرب والمسلمين الذين يشكلون ربع سكان هذا الكوكب! نحن نشاهد كيف بدأ الأمر بأستفزاز محدود، وتحول مع الأيام إلى أستفزاز علني.. وما يدمي القلب حقا هو أنهم صاروا يستفزون العرب والمسلمين في دينهم ونبيهم وحتى إلآههم، وتخطوا هذا كله وصولاً إلى شرفهم وكرامتهم، ويسخرون منهم وممن أنجبهم وكأنهم أصبحوا واثقين ألا أحد منهم سيتحرك!

لو لم يعد للدين أعتبار لدى أبناء هذه الأمة، فعلى الأقل كانوا سيثورون من أجل كرامتهم الإنسانية! من العار – وليس المعيب فقط – أن نسمع عن قتل وسحل وتجويع أخوة لنا بطريقة لا تحصل حتى للحيوانات ولا نجد هذا الأمر دافعاً للثورة! والأشد إيلاماً أن نعلم كيف تم أغتصاب نساء فلسطينيات أمام أزواجهن وأطفالهن دون أن تكون لنا ردة فعل مزلزلة تقضي على كل من يقف بيننا وبينهن! أن تكتفي ملايين هذه الأمة بالغضب للحظات ثم نسيان هذا الأمر برمته لعار يفوق كل خيال! ولو كان هذا الكلام مستفزاً فبأمكان أي واحد منا أن يطالع بعض ما ينشر في مواقع التواصل الأجتماعي اليوم من سخف وتفاهة، وحتى قبل أن يجف مني المجرم!؟!

القضية ليست قضية أنظمة خائنة تمنعنا من التحرك، أو حتى قول كلمة حق! المسألة أصبحت كاللعنة، بل وشيء أكبر من اللعنة! لقد رأيت ناشطين أجانب يذرفون الدموع أسفاً على كرامتنا المستباحة، بينما وجدت الكثيرين منا يبحثون عما يشغلهم وكأنهم تعبوا من فعل اللا شيء!!

أما ماذا نستطيع أن نفعل فأمر آخر، ولو أني أعتقد أن لو أعتبر كل واحد منا أن الذي أغتصبت زوجته أو أخته لكان عرف ماذا يفعل.. البداية في أن نحيي ما أماته الشياطين فينا، أن نحيي الغيرة والنخوة والشرف في صدورنا لنعود رجالاً وعرباً ومسلمين، بل وبشراً! وبعدها سنعرف كيف نتحرك.. ولن يستطيع أحد بعد ذلك أن يمنعنا من أن نكون طوفان يقتلع أبناء الحرام ومن يقف معهم، وإلا فنحن أموات، وإكرام الميت في دفنه.. البقاء لله!

….

*سؤال المقال: لماذا قام الجنود الصهاينة بقتل الفلسطينيات بعد أغتصابهن؟!

1- لأنهم لا يريدون أن تحمل عربية بيهودي، ولو سفاحاً.

2- لأن دينهم يمنحهم أجراً أكبر كلما أقترفوا جريمة في حق “الأميين”.

3- ليستفزوا ويهينوا العرب والمسلمين أكثر.

4- كل ما سبق.

إذا كنت تعرف الأجابة – عزيزي العربي – فأحتفظ بها لنفسك.. وشكراً.

You might also like