رجالٌ بحجم الوطن..  سامي عبدالكريم حُميد – انموذجاً.. 

رجالٌ بحجم الوطن..

سامي عبدالكريم حُميد – انموذجاً..

إب نيوز ٢٦ شوال

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

بعد انتهائي من المشاركة في مراسم دفن ابنه الذي أستشهد في حادثٍ مروري أليم نهاية شهر رمضان المنصرم، تحركت إلى ميدان السبعين للمشاركة في مسيرة يوم القدس العالمي..

لم أكن بصراحة أتخيل أو أتصور، للحظة واحدة، أني سأجده هناك؛ لهول ما تعرض له طبعاً من فاجعة فقدان ابنه وفلذة كبده..

لكني، ومع ذلك، وجدته..!

وجدته قد سبقني إلى هناك..!

كانت علامات الإعياء والحزن ظاهرةً على وجهه، لكنه، ورغم ذلك، بدى (متماسكاً) بصورة تعكس مدى حرصه وإيمانه الراسخ والعميق بعدالة القضية التي أبى إلا الحضور من أجلها..

ولكم أن تتخيلوا ماذا يعني أن يحرص إنسانٌ على حضور مسيرة دعمٍ للقدس وغزة وفلسطين فقط بعد ساعة واحدة من دفنه ولده وفلذة كبده..!

لكن هذا هو القاضي سامي عبدالكريم حُميد مدير عام مديرية الوحدة كما عرفناه دائماً..

رجلٌ لا يعفي نفسه من القيام بمسؤوليته بكل جد وإخلاص حتى في أحلك الظروف التي يمر بها على المستوى الشخصي والأسري..

وهكذا هم رجال المسيرة القرآنية الحقيقيون..

رجالٌ بحجم المسؤولية دائماً..

يكفي أنك اليوم، وأنت تتحدث عن سامي حميد، لا تتحدث عن مجرد مديرٍ لمديرية الوحدة بمعناه الوظيفي فحسب، وأنما تتحدث عن رجلٍ نذر نفسه ليكون أباً وأخاً وإبناً وخادماً لكل مواطنٍ من مواطني هذه المديرية…

رجلٍ كان بإمكانه أن يغلق على نفسه مكتبه، وتلفونه، كما يفعل الكثيرون من مسؤولي هذه الأيام، ويمارس مهامه الإدارية والإشرافية بطريقة تقليدية بعيداً عن ضوضاء الشارع ومشاكل العامة، ولن يلومه أو يؤاخذه على ذلك أحد..

لكنه، وبما تحمله نفسه من همة وروحية جهادية وإيمانية كبيرة، حرص، ومن أول وهلة، على أن يكون حاضراً بين الناس، قريباً منهم، ومستمعاً إليهم، ومتفهماً لمشاكلهم، وباذلاً كل ما في وسعه من أجل حل قضاياهم وإسعادهم..

رجلٍ فيه من السلاسة والبساطة ودماثة الأخلاق ورحابة الصدر ما يجعلك تأنس إليه وتطمئن من أول لحظة متجاوزاً بذلك كل الحواجز والعوائق النفسية التي غالباً ما تنشأ أو تتشكل بين المواطنين وبين كثير من المسؤولين..

رجلٍ من طرازٍ نادرٍ ورفيعٍ جداً..

رجلٍ ليس بحجم هذه المديرية فحسب، وإنما هو، وللأمانة، بحجم هذا الوطن..

هذا هو، باختصار، القاضي سامي حُميد.

فهل عرفتم الآن من هو القاضي سامي عبدالكريم حُميد..؟!

#معركة_ال_قوا_صم

You might also like