كاتب سوري : أبناء اليمن من جعل اسطورة واقع واستمرارية

 إب نيوز 11 يوليو

كان الرد في قصف الكيان مع الاطباق البحري على تجارته بعد العدوان على مدينة الحديدة.

ويبقى اليمن السعيد نجمتنا نرنو إليها رافعي الرؤوس في زمن الانكسار، هو خيمتنا الوحيدة في مضارب العار المستدامة مرة اخرى وكم من مرة تعجز الكلمات عن وصف يوفي حق اخوتنا ابناء اليمن الكرامة احفاد بلقيس العظيمة في زمن انظمة وشعوب حكامه تمتهن الزحف على بطونها إرضاءً للسيد في المكتب البيضاوي أيا كان ويفعلون ما لا طاقة لهم به، وصل بهم الامر إلى امداد عدو هذه الامة والإنسانية بكل ما يستطيعون من إسناد وهو يسفك دم ويقطع أشلاء اطفال غزة ويواصل تعذيب و قتل من بقي من المحاصرين الجائعين الهائمين على وجوههم ينتقلون بين جدران القطاع – السجن ،ثم و بأمر يصبحوا جنوده على خط الدفاع الاول بوجه من تجرأ و يتجرأ على إرسال الغضب في رؤوس الصواريخ والمسيرات تهز أركانه و تدمر شرايين دورته الإقتصادية الصناعية التجارية و هلع المستوطنين من ملجأ إلى ملجأ، يعملون سماسرة بيع ما تبقى من فلسطين جملة او بالتقسيط .. كيف لا اصرف غضبي بهذه الكلمات في وصفهم و انا أرى بكل خجل من جهة مقابلة مهرجان مظاهرة في اسبانيا مؤخراً لدعم و الدعاء من اجل فلسطين وغزة، بينما هولاء (الاقربون) لم يملكون شجاعة استدعاء سفير واحتجاج او إغلاق سفارة او مركز تجاري او ارتباط، منذ بداية المجزرة..!

هؤلاء اليعربيون الأقحاح ، من فضح و اثبت عمالة الامة بعربها و مسليميها ، رغم مصائبهم و بعد عدوان جائر وحشي (عاصفي الحزم) أفشله صمودهم ،رغم الجوع و ندرة مواردهم و الحصار المجرم ، أبوا أن يتركوا غزة وحيدة تذبح من الوريد إلى الوريد …

إنهم الاشرف و يصح فيهم ‘ شعب الأمة المختار” ، ناصرو المظلومين ، كتف المتعبين و عكاز المكسورين من حين لآخر يرسمون بسمة فرح على شفاه اطفال عطشى تتوسل رشفة ماء من شقيق او صديق.. أيها اليمن العزيز نشعر أننا مخصيين عندما نراك تتفوق على ذاتك و علينا و تتجاوز آلالام و جراحاتك التي لم تندمل ، بل جعلتهم صواريخ و مسيرات نصرة لأخوة طلبوا عونك فلم تتردد.

تبقون العلامة الفارقة المضيئة في تاريخ من الاستسلام ارتضته الامة لنفسها ، لستم انصار الله بل انتم الأقرب إليه و الأعلى مرتبة ، بعد غسلكم شيئ من عار ، خضوع و خنوع اكل وجوهنا و مع ذلك انها ليست عقيمة في إنجاب الرجال رغم حكامها الذين ارتضوا البقاء على الكرسي مقابل الكرامة و شعب من الماء إلى الماء قد تغنّم وتنعجن ، بينما جباهكم تلامس حدود الكون كبرياء و جباههم في مستنقع الذل و الخيانة تتوضأ للصلوات الخمس لعلها كفارة و لكن على من ينافقون..؟

إنكم و بجدارة سادة العرب و أحفاد بلقيس الشامخة بحق ، كونوا على حذر ، هؤلاء لن يدعوكم تستمروا بصمودكم و دعمكم لانكم بذلك فضحتوا حقيقتهم في عيون البشر ، أثبتم للعالم و الإنسانية وضاعتهم و نفاقهم و لايبالون بل قطعوا عهودا ألا يجوع مستوطن و جندي احتلال و هو يتغول في دماء غزة و اهلها قتلاً و ألا ينقصه فاكهة او زجاجة ماء .

من اين لكم هذه القدرة و العزيمة و الصمود بعد عدوان خمس سنين و اطنان من قنابل المهووسين من عرب و عجم سقط على رؤوسكم و استكتر عليكم عربنا بيان استنكار _اللازمة الثابتة_ من قن الدجاج العربي .؟

و ها هو ابن يمن الحضارة و شاعره العظيم البردوني يؤكد المؤكد قائلاً:

“و إن ظلمونا ازدراء بنا فأدنى الدناءات أن يظلموا وإن فخروا بانتصار اللئام فخذلاننا شرف مرغم فلا نحن نقوى على كفّهم و لا هم كرام فمن ألوم ؟

و كلّ جبان شجاع الفؤاد عليك إذا أنت مستسلم و أشرف أشرافهم سارق و أفضلهم قاتل مجرم.”

كم شعرنا بالغبطة حين رفعت يديها اقوى و أظلم قوة في التاريخ بل اعترف رئيسها بشجاتكم ساحباً اساطيله بعد عدوان بربري استمر اربعين يوما و معه بلطجيته العرب و الاجانب ، ربما سركم من بناة سد مأرب و رسوخ و صلابة جبال صعدة و هضاب نجران ، فبوركت تلك السواعد التي لا تنكسر ..؟

و يا فرحة *فلسطين 2* بفلسطين المنكوبة و زغاريد احبتنا فيها ترافق وصول الزائر- الثأر لكل جراحاتهم و عذاباتهم ، بعد تركتهم هذه الامة في الجحيم و طوق ( اخوة ) هم حمالة الحطب ، هم نفسهم من حاصر العراق و سوريا و هذا اليمن الاسطورة ، و عبثا القدس تراهن على من لا يملك سلطة داخل غرفة نومه و للأمانة احياناً ربما أعذرهم و أشفق عليهم ، لان من اجلسهم على كرسي السلطة له سلطة خلعهم ، و أحيانا تنتابني حيرة ، ربما هم تماسيح على صورة بشر ، في ما مذبحة العصر تجري على مرمى نظرهم و مسمع آذانهم ..

لكنهم اول المتبرعين و بلهفة لا يبخلون على متضرري إعصار “مارينا” كل عام و لايبخلون بالملايين لإنشاء حديقه حيوانات في عاصمة أوروبية مثلاً… و منهم مصاب جنون العظمة و تخمة مالية و انفصام في الشخصية السياسة يسرف مئات الملايين في القتل و الفتن و على شراء اندية مفلسة بتخلي نفسه المقعد السادس في مجلس الامن .

تعلموا من رجال اليمن كبر النفوس و شموخ الروؤس هؤلاء هم “وقفة عز هذه الامة” المصابة بثبات شتوي بعيد المدى ، هكذا امة لا تستحق إلا هكذا انظمة تقود قطيع براعي يفهم عليهم و الطاعة لولي الامر على سنة ” القناعة كنز لا يفنى”.

الان تيقنت ان اهلنا في اليمن على قلتهم هم الامة الحق و البقية خوارجها … كل الوفاء و لا نملك إلا الإنحناء اجلالا و رفع الصلوات كي يبقى هذا اليمن المقاوم عزيزا و يتعافى اهله و يعيش بكرامة و رفاه .

*علي وطفي

كاتب سوري

You might also like