صنعاءُ تصمدُ في وجهِ المخططاتِ الصهيونيةِ والغربية… وخطواتٌ مرتقبةٌ للإصلاحِ والتعجيلِ بالنصر.

إب نيوز ١٨ يوليو

 حميد عبد القادر عنتر

بينما تُحاكُ المؤامراتُ في الغرفِ السوداءِ لتفكيكِ اليمنِ وإسقاطِ صنعاء، تقفُ القوى الاستعماريةُ الجديدة – وفي مقدمتها الكيانُ الصهيونيُّ وواشنطن، ومعهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، مرورًا ببعضِ أنظمةِ الخليجِ المُطبّعة – خلفَ مخططٍ لإعادةِ المرتزقةِ إلى السلطةِ على ظهرِ دبابةٍ غربيةٍ وبوصلةٍ عبرية. إلا أنَّ كلَّ هذه الرهاناتِ، كما سابقاتها، مآلُها الفشلُ والانكسار.

فصنعاءُ لم تعد تلك المدينةَ التي تُدارُ بالوصايةِ الخارجية، بل صارت مركزَ القرارِ الوطنيِّ الحر.

سلطةُ صنعاء:

ساندت غزة في زمنِ الخذلان،

وتصدّت للعدوانِ العالميِّ بثباتٍ وشموخ،

وانتزعت قرارَها السياسيَّ بقبضاتِ الرجال،وأسقطت الهيمنةَ الدوليةَ من حساباتِ المستقبل.

وإذا ما قرّر العدوُ الصهيونيُّ، مدعومًا بدولِ التطبيعِ وتوجيهاتِ واشنطن، المغامرةَ بغزوِ صنعاء، فليُدرك جيدًا أن الأرضَ التي دفنت إمبراطورياتٍ عاتية، ستبتلعُهم أحياء، ولن يعودوا إلا توابيتَ مهزومة.

أما الرهانُ على سلاحِ الجو، فقد أثبتت التجربةُ خلال عشرِ سنواتٍ من القصفِ – بأكثرَ من نصفِ مليونِ طلعةٍ جوية – أنه رهانٌ خاسر، وأن صنعاء لا تُركعها الطائراتُ ولا تُخيفها الصواريخ.

لكن من جهةٍ أخرى، فإن الحفاظَ على هذا الصمودِ البطوليّ، يتطلّبُ من قيادةِ صنعاء خطواتٍ جادةً لإطلاقِ ثورة تصحيحٍ داخلية، تتضمن:

إقالةَ الفاسدين،وضعَ الكفاءاتِ في مواقعِ القرار،البحثَ عن الشرفاءِ الوطنيين والاستفادةَ من طاقاتهم،الحفاظَ على الشراكةِ السياسيةِ كصمّامِ أمان،التخفيفَ من معاناةِ المواطنين،إيجادَ وعاءٍ ماليٍّ نزيهٍ تُجمَعُ فيه إيراداتُ الدولة،دعمَ الجبهاتِ بما يفي بالتضحيات،وتأمينَ راتبٍ شهريٍّ ثابتٍ لكلِّ موظفٍ في الجهازِ الإداري.

كما ينبغي العملُ على إنهاءِ حالةِ اللا سلم واللا حرب، ورفعُ شعار العدالةِ الاجتماعية:

“الناسُ تشبعُ سوى أو تجوعُ سوى.”

وبهذهِ الرؤيةِ الواعية، والإصلاحاتِ العميقة، سيُمهَّدُ الطريقُ نحوَ نصرٍ كبيرٍ وتمكينٍ تاريخي، يُعيدُ لليمنِ مكانتَه ويكسرُ أطماعَ الطامعين.

انتهى.

You might also like