الزعامة لا تُوَرَّث..
إب نيوز 13 أغسطس
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي
متى سيدرك البعض أن لكل زمان دولة ورجال..
وأن الرئيس الأسبق على عبدالله صالح قد انقضى زمانه ورحل بخيره وشره وسلبياته وإيجابياته كما رحل من قبله الرؤساء عبدالفتاح إسماعيل والحمدي وسالمين وقحطان والإرياني والسلال والإمام أحمد و..؟
متى يدركون أن البكاء على الأطلال لا يضيف إلى الواقع شيئاً سوى المزيد من النواح والعويل، وأن البكائيات لا تعمر أوطاناً حتى لو كانت من المعلقات السبع..؟
متى يعون أن الأوطان أوسع وأكبر من أن تختزل أو تختصر في كيانات أو أشخاص أو مجرد «هشتاج» أو احتفائية عرس أو حفل تخرج أو فيلم وثائقي أو حتى مقابلة تلفزيونية..؟!
وأن الزعامة لو كانت تُورَّث؛ لكان نشوان الحمدي في اليمن أولى بها من أحمد علي، ولكان عبدالحكيم جمال عبد الناصر في مصر أولى بها من جمال مبارك، وهكذا..؟
من حقك أن تحب من تشاء أو أن يميل قلبك ويهفو إلى من يشاء، لكن ليس من حقك أن تربط مصير الوطن بمن تشاء أو بمن يهفو إليه قلبك حتى لو كنت ترى فيه المخلص يسوع..
فالأشخاص زائلون، والوطن باقٍ..
على أية حال،
الزعامة ليست صفة تمنح بحسب الأهواء أو منتج يروج ويسوق له بحسب حالة السوق، وإنما هي شرف لا يناله أو يستحقه إلا كل من وصل بمواقفه وتوجهاته وخطابه السياسي إلى مستوى متزن ومنصف من الأقوال والأفعال، مستوى تُغلَّب فيه مصالح الأوطان على المصالح الشخصية والحزبية والفئوية الضيقة، وبصورة قائمة على أساس متين ثابت وراسخ من التسامي والتسامح والإستعداد للتضحية من أجل السلام..
والأوطان لا تعمر إلا بسواعد جميع أبناءها، ومدى قدرتهم على تجاوز الماضي ولملمة الجراح، لا بصب المزيد من الزيت على النار، وإثارة النعرات والأحقاد وتأجيج الفتن أو بالإنجرار والإنسياق خلف مخططات الأعداء والمتربصين، أو بأوهام وأحلام بعض المغردين والمفسبكين..
#جبهة_القواصم