في ذكرى الوعد المشؤوم..

إب نيوز 2 نوفمبر

بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.

لو سألت: أين كان العرب يوم أن أعطى وزير الخارجية البريطاني آرثر جيمس بلفور وعداً بإقامة وطن قومي لليـ..،هود في فلسـ..،طين سنة 1917..؟

أنا، طبعاً، لا أعني هنا الحيِّز الوجودي أو المكاني، فالعــــرب، وكما هو معروف، موجودون في هذه البقعة من الأرض منذ آلاف السنين..

ليس هذا ما أعنيه بصراحة..

ما أعنيه هــو: أين كانوا يومها في دفاتر وسجلات الحسابات البريطانية..؟!

لم يكونوا حاضرين في الحقيقة..!

أو حتى غائبين..!

تعلمون لماذا..؟

لأنهم، ببساطة، لم يكونوا موجودين أصلاً، أو بالأحرى، لم يكونوا يشكلون رقماً يذكر بالمرة حتى صفراً..!

لذلك كان من السهل على البريطانيين أن يعطوا اليهود وعداً بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين..!

ليس هذا فحسب، بل ويتعهدون لهم أيضاً بتقديم كافة التسهيلات اللازمة لتنفيذ وإنجاز هذا الوعد..!

حتى لو هجَّروا العرب..

أو أبادوهم جميعاً..

لم يكن يفرق معهم شيء..

فالعرب في حسبانهم، يومها، لم يكونوا يشكلون حتى مجرد أرقامٍ صفرية أو وهمية..

فكان ذلك الوعد أرخص وعدٍ في التاريخ..

وأكثرها قابلية للتحقيق..

طيب..

اليوم، وبعد مرور حوالي أكثر من مائة سنة على ذلك الوعد المشؤوم، برأيكم، أين أصبح العرب اليوم في دفاتر وسجلات الحسابات البريطانية..؟!

وكذلك الأمريكية..؟!

يعني: هل لا يزالون غير موجودين..؟

أم أن الحال قد تغير اليوم وأصبحوا من ذوي الأرقام..؟!

بصراحة، يكذب كل من يقول أن العــــرب لا يشـكلون اليوم رقماً حاضراً وصعباً..

كيف وقد باتوا اليوم يشكلون واحداً من أهم وأصعب الأرقام على مستوى العالم كله..؟!

طيب.. أين المشكلة..؟

فقط مشكلة هذا الرقم أنه ليس في خانة العرب حيث يفترض له أن يكون، ولكنه للأسف الشـديد في خانة البريطانيين والأمريكيين..!

فكأنما هو رقمٌ بريطاني أو أمريكي صرف..

أو هكذا بات يُنظر إليه..!

حتى أسألوا غــ..،زة..

وجنــوب لبنان..

اسألوا أرقام البنوك وعدادات النفط..

إسألوها في أي بورصةٍ تؤشر، وفي أي خانة تصب..!

عندها فقط ستعرفون الحقيقة،

ستعرفونها، وتصرخون بصوتٍ واحد: ليتهم ظلوا غير موجودين، أو في حكم العدم..

ليتهم لم يكونوا أرقاماً تذكر، أو قصصاً تروى..!

ليتهم كانوا كذلك..!

على الأقل، كنا شهدنا وعد بلفور واحداً فقط في تاريخنا العربي..

#جبهة_القواصم_ضد_العدوان

You might also like