إنما الشهادة حياة

إب نيوز 10 نوفمبر

دينا الرميمة

من عظيم الأثر الروحي الذي لمسناه في ذواتنا الممتلئة عزة وكرامة وعلى واقع أرضنا التي حفظت سيادتها واستقلالها بل وتحررت من إحتلال خفي لم يكن الكثير منا يعلم حقيقته، تتجلى لنا عظمة الشهادة ويتضح لنا سبب وصفها بالتجارة الرابحة التي لا تقدر بالأثمان الدنيوية بل بالجزاء الأخروي الذي قل من يحظى به،

ولذلك وحده رحيل الشهادة هو المرحب به والمرغوب الذي تتمناه كل نفس ملئت بالإيمان الذي حررها من حب الدنيا فابتاع أصحابها لله أنفسهم وأموالهم مقابل جنة عرضها السموات والأرض، على طريق جهاد أعدائه وفي سبيل إعلاء كلمته وإظهار دينه، فيَقْتلون ويُقتَلون، صدقا ووعدا حقا بمبايعة عظيمة، ومعاوضة جسيمة، وهو أنه ‏{‏اشْتَرَى‏}‏ بنفسه الكريمة ‏{‏مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ‏}‏ فهي المثمن والسلعة المبيعة‏.‌‏{‏بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ‏}‏ الجنة التي لا تضاهيها كل جنان الأرض وكنوزها وحياة مترفة بالنعيم حينما إمتلات قلوبهم يقينا بأن الحياة الدنيا فانية وان ماعند الله خير وابقى وحياة ابدية لاموتا فيها ولا نشور،

نالوها على عتبات حرب و أرض ظنها الاعداء لقمة سائغة سرعان مايلوكونها بافواههم ونيران صواريخهم وقنابلهم فما كانت إلا قلعة محصنة بابنائها المحبين لها حد النصر و الاستشهاد ومنهم من قضى نحبه ومنهم ينتظر في ذات طريق باتت معبدة إلى القدس أرض الانبياء والإسراء ومهد الرسالات غاية تمنوها وحملوها في كل معركة وجبهة حتى غدت واقعا في معركة الفتح الموعود لن تتنتهي إلا بتكبيرات النصر على أبواب القدس والأقصى اللذين تقيدهما يد الأحتلال الخبيث يوما ما ستتفكك قيدا قيدا على معارج الشهادة دفقة إيمان وصدق انها التجارة الرابحة ورهانات معقودة للأرض والكرامة على ناصية رجال آمنوا بأن الله لا يخلف وعده من وثق به واتخذ من قوته قوة يواجه بها كل قوة على الأرض.

واذا ماخضنا في حياة الشهيد بحثا عن السبب الذي جعله يفوز بالشهادةالتي لايلقاها إلا ذو حظ عظيم سنجده شخص استثنائي مميزا لا يشبه الغير إيمانا وصدق وشجاعة و رجولة وتضحية وايثار وصبر، حياته لم تكن يوماً ملكه إنما حيث وجد الحق يكون وحيثما استدعاه الواجب تلقاه الملبي والمجيب يتحسس مكامن العروج والفوز، مرهونة أيامه بتأشيرات البنادق،للفوز بأحدى الحسنيين النصر الذي يعز به الإسلام وأهله وتصان به الكرامة للأرض وأما الشهادة عروجا للخلود الأبدي في مقعد صدق عند مليك مقتدر وكلا الحالين هو نصر سواء على المستوى الشخصي أو للأمة .

ولهذا ومهما حاولنا ان نرثي الشهداء سنجد حديثنا قاصرا مبتذلا ليس من شح المفردات ولا من ضيق العبارات إنما لأن الرثاء ليس إلا موتا أخر وبكاء والجرح الذي يبكى ينسى واما هم فهم الباقون بقاء كرامة أرضنا وسيادتها وعزة ديننا وربما نحن أحق بالرثاء منهم، مقارنة بمكانتهم المحفوظة في سماوات الخلود وفوزهم برضى الرحمن ومابدولوا تبديلا

You might also like