عبد الباري عطوان : هل صواريخ الحوثي الباليستية تريد ضرب مكة وافشال موسم الحج؟وما فائدتها اذا كانت تعترضها دائما؟وماهي رسالتها للسعوديين؟

إب نيو 28 يوليو

 

 

هل صواريخ الحوثي “الباليستية” تريد ضرب مكة وافشال موسم الحج فعلا؟ وما فائدتها اذا كانت الدفاعات الجوية السعودية تعترضها وتفجرها دائما بنجاح قبل وصولها الى أهدافها؟ وما هي الرسالة التي تريد ايصالها للسعوديين؟

غابت اخبار الحرب في اليمن وتطوراتها طوال الأسابيع القليلة الماضية، ليس لان الأمور هدأت، واعمال قصف “طائرات الحزم” توقفت، وانما بسبب انشغال حكومات دول “التحالف العربي”، والسعودية والامارات خاصة، في الازمة الخليجية المتفاقمة مع قطر، وفشل كل الوساطات في إيجاد مخرج سلمي لها.
حدثان مهمان اعادا التذكير باليمن والعدوان الذي يستهدفه في ظل زحمة الاحداث الأخرى المستجدة في المنطقة:
الأول: المظاهرات الضخمة التي انطلقت في العاصمة اليمنية صنعاء تضامنا مع المرابطين المدافعين عن الهوية العربية الإسلامية لمدينة القدس المحتلة، وتأكيد الخطباء من حركة “انصار الله” الحوثية، وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبد الله صالح على استعدادهم، والشعب اليمني الزحف لحماية المسجد الاقصى في مواجهة الهجمة اليهودية الإسرائيلية.
الثاني: اطلاق حركة “انصار الله” الحوثية صاروخا باليستيا من طراز “فرقان 1″ باتجاه قاعدة الملك فهد الجوية في الطائف، واعتراضه من قبل الدفاعات الأرضية السعودية (صواريخ باتريوت) في التصدي له قبل الوصول الى هدفه.
الحكومة السعودية ارادت توظيف اطلاق هذا الصاروخ في اطار استراتيجيتها الإعلامية التي “تشيطن” التحالف “الحوثي المؤتمري”، من خلال القول انه كان محاولة “يائسة” لافشال موسم الحج، وانه دليل على استمرار تهريب هذه الصواريخ (من ايران) الى الأراضي اليمنية بسبب غياب الرقابة الدولية عن ميناء الحديدة.
لا نعتقد ان الشق الأول من الاتهامات السعودية سيجد آذانا صاغية الا في نطاق محدود، لان الصاروخ المذكور، مثل صواريخ أخرى مماثلة، جرى اطلاقها في السابق، سواء باتجاه القاعدة الجوية المذكورة في الطائف، او باتجاه قاعدة أخرى قريبة من الرياض، جرى اعتراضه في منطقة الواصلية في محافظة الطائف، التي تبعد عن مدينة مكة حوالي 70 كيلومترا.
هناك مثل يقول “الطلق الذي لا يصيب يدويش”، أي يزعج، وينطبق هذا المثل العربي، جزئيا او كليا، على عملية اطلاق هذه الصواريخ، فصحيح انها لا تصيب أهدافها بسبب تقدم الدفاعات الجوية السعودية وترسانتها الحافلة بصواريخ “الباتريوت” الاعتراضية، ولكنها تحدث اثرا نفسيا كبيرا في أوساط السعوديين، وتخرج هذه الحرب ضد اليمن من نطاقها الحدودي وتنقلها الى قلب المدن السعودية الرئيسية.
الحوثيون وحليفهم الرئيسي علي عبد الله صالح ينتمون الى افقر الدول العربية، ويدافعون عن انفسهم في مواجهة عدوان يشنه تحالف يمثل اقوى الدول العربية واغناها، فهؤلاء اليمنيون لا يملكون الطائرات الحربية الحديثة لفقرهم، وحتى لو كان لديهم المال، فإن الإدارة الامريكية لن تبيعها لهم، وذلك حاكوا تجربة “حزب الله” وحركة “حماس″ في اللجوء الى السلاح الصاروخي الذي اثبت فاعليته في لبنان وقطاع غزة، ليس لان مصدر تكنولوجيا هذه الصواريخ واحد، وانما لان نوع الطائرات وصواريخها الفتاكة واحد أيضا، أي من أمريكا.
الصاروخ الباليستي “الحوثي الصالحي” لم يرد افشال موسم الحج، وانما التذكير بأن هناك عدوانا وشعبا محاصرا في اليمن، تفتك به المجاعات والكوليرا تحت ذريعة لم تعد تقنع الا القلة، وهي عودة الشرعية، وبوسائل وطرق استكبارية تدميرية، وغير شرعية أيضا.
“راي اليوم”

You might also like