عبدالباري عطوان : أحدث التسريبات الغربية تؤكد ان بن سلمان يريد”مخرجا”من الحرب باليمن هل هذا اعتراف بفشل”عاصفة الحزم”؟وهل تستجيب طهران؟

إب نيوز 15 أغسطس

احدث التسريبات الغربية تؤكد ان الأمير بن سلمان يريد “مخرجا” من الحرب في اليمن.. هل هذا اعتراف بفشل “عاصفة الحزم”؟ وأين الغرابة وما هو الجديد؟ وهل تستجيب طهران لهذه الرغبة؟

لم تفاجئنا التسريبات التي نشرت مضمونها عدة صحف ومواقع عالمية، مثل الاندبندنت، وغلوبال، وميديل ايست أي، حول محادثات جرت بين مسؤولين أمريكيين سابقين والسيد يوسف العتيبة، السفير الاماراتي في واشنطن، حول رغبة الامير محمد بن سلمان، ولي عهد السعودية، بإيجاد مخرج لبلاده من الحرب في اليمن، لسبب بسيط، وهو ان “عاصفة الحزم” التي اطلقها الأمير بن سلمان، وزير الدفاع أيضا، لم تحقق أي من اغراضها التي انطلقت من اجلها، واهمها فرض الاستسلام على التحالف “الحوثي الصالحي”، واعادة الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الى صنعاء.
ما لفت نظرنا في هذه التسريبات التي وثقت محادثات بين السيد العتيبة ومارتن انديك، السفير الأمريكي الأسبق في تل ابيب، وستيفن هادلي، مستشار الامن القومي الأسبق في عهد الرئيس جورج بوش الابن، ان السيد العتيبة وصف الأمير بن سلمان بأنه اكثر شخصية براغماتية في المملكة العربية السعودية، في اطار تأكيده على رغبة الأمير الشاب للبحث عن حلول للحرب في اليمن.
الجولة التي قام بها السيد إسماعيل ولد الشيخ، المبعوث الاممي لليمن، وشملت الرياض ومسقط وانتهت في طهران، ربما تكون جاءت بإيحاء وبتشجيع، ولي العهد السعودي، وفي اطار رغبته في اخراج البلاد من المصيدة اليمنية، لان الحوثيين يتهمون المبعوث الدولي، بانه رجل السعودية ويرفضون التعاطي معه، بينما طالب السيد محمد جواد ظريف، وزير الخارجية الإيراني السيد ولد الشيخ بأن تكون الأمم المتحدة غير منحازة في الازمة اليمنية لاحد الأطراف، كشرط أساسي للتوصل الى تسوية سلمية، غامزا في قناة مبعوثها اثناء لقائه به.
الذهاب الى طهران يعني الاعتراف رسميا وامميا بها كطرف فاعل ومؤثر في هذه الحرب، وشهدت الأيام والاسابيع القليلة الماضية انفتاحا سعوديا على الزعماء الشيعة في العراق، أمثال مقتدى الصدر، وقاسم الاعرجي وزير الداخلية العراقي، والسيد حيدر العبادي رئيس الوزراء، وهناك تقارير أفادت بان السيد الصدر يحمل رسالة من السعودية الى الحوثيين، فهل سيكون هذا الانفتاح مقدمة لوساطة بين هؤلاء والزعماء والحوثيين في اليمن؟
التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية ربما لم يخسر الحرب في اليمن، ولكنه بالقطع لم ينتصر فيها بعد عامين ونصف العام من خوضها، وباتت هذه الحرب تشكل نزيفا بشريا وماليا لدول التحالف التي اطلقت رصاصتها الأولى، بحيث بات الاستمرار فيما مكلفا على الصعد كافة.
لا نعتقد ان قرار انهاء هذه الحرب في اليمن بات في يد التحالف العربي السعودي وحده، أي من جانب واحد، فالطرف الآخر فيها الذي صمد طوال عاميها، رغم امكانياته العسكرية المتواضعة جدا، له رأيه الحاسم، وموافقته على اي تسوية سياسية أساسية، بل حتمية، ولا نعتقد انه بات مستعدا لمثل هذه التسوية، بدون مفاوضات مباشرة تكون السعودية والامارات منخرطة فيها ومستعدتان للتجاوب مع معظم الطلبات اليمنية او كلها، في التعويضات المالية العادلة، وإعادة اعمار اليمن، لان هذا التحالف، وبكل بساطة، وهو الذي احدث كل هذا الدمار، وتسبب في مقتل عشرة آلاف يمني واصابة اكثر من ثلاثين الفا، ونشر الأوبئة (الكوليرا)، والمجاعة في أوساط مواطني هذا البلد الكريم المضياف، الذي لم يعتد على احد، وكل مطالبه محصورة في لقمة عيش معجونة بالكرامة وعوة النفس.
“راي اليوم”

You might also like