ضرورة اقتران الثقافة بالوعي

 

إب نيوز 6 سبتمبر

بقلم/رويدا عثمان

 

وأقصد بالوعي هنا الفهم والإدراك
لأبعاد الأمور وأثرها على واقعنا
فهو يعتبر جوهر الإنسان ومعدنه
الحقيقي هو أساسه وكيانه وهو مايميزه عن غيره من الكائنات الحية.

فهل يخلق الانسان بالفطرة واعي
أم يكتسب حجم الوعي ونوعه
سواءً كان وعي حقيقي صحيح
أو وعي مزيف خاطئ من خلال البيئة التي نشأ فيها والمحيطة به
وما يكتسبه منها من أفكار وعادات
وتقاليد وايحاءات ونهج يسير عليه

كيف يصل الأنسان إلى مستوى الوعي الحقيقي الصحيح ويتجنب
الخطأ ؟
وإذا أكتسب الوعي الصحيح لماذا لا يكتسبه كافة الناس فهناك الواعييون و أناس لا يمتلكون الوعي
إطلاقا؟

الأكيد إننا سنقول الإنسان يكتسب الوعي حسب النشأة الإجتماعيه و
البيئة التي احتضنته وحسب تحصيله العلمي والثقافي ونسينا أن هناك عامل ومنهج مشترك بين شعوب العالم العربي والإسلامي موحد للجميع بإختلاف مجتماعتهم وعاداتهم وسلوكياتهم ان انتهجوه جميعا دون غيره لتوحدت أفكارهم وأهدافهم
ومفاهيمهم واصبحوا جميعهم يمتلكون الوعي الحقيقي الصحيح
الوعي الذي سيجعلهم يعرفون جميعا الحق من الباطل الخير من الشر ويميزون الصالح من الطالح
الفاسد من المؤمن.

هو ذاك المنهج والمشروع القرآني هدى الله الذي كلما زاد ارتباطنا به زدنا قووه وثبات وللمسنا تغير ونجاح على أرض الواقع وتلك هي وعود الله الذي وعدنا بها فهو مشروع مرتبط بمصيرنا.

و أيضًا يجب علينا تحرير انفسنا
من العبوديه للعباد لرب العباد
بأن نكون فقط عبيدا لله وحده بكل ماتحمله هذه الكلمة من معاني
العبودية الخالصة لله .

لايعمينا التعصب الحزبي أو المناطقي أو المذهبي أو العنصري
عن رؤية الحقيقه ومناصرتها وأن كانت ممن لانحبهم فنصرة الحق واجبه والحق أحق أن يتبع.

وأن لانكون فريسة للثقافات المغلوطة ونناصر الباطل والفاسد
لأن بيننا صلة قرابة أو عزيز علينا أو من قبيلتي كالمثل الخاطئ (انصر اخاك ظالما أو مظلوما)
ونسينا كلام الله الذي يحثنا على نصرة الحق أينما وجد وأن نتعاون على البر والتقوى ولا نتعاون على الأثم والعدوان.

الإنسان الواعي هو من يغير الواقع
وليس الواقع والظروف هي من تغيره.فيكون لديه حالة إدراك
لذاته ولمحيطه الخارجي لا يستطيع أن يخترقه أحد ويعلم نقطة ضعفه ليستغلها ويفرض عليه مساره وتوجهاته فالمؤمن القوي الواعي لا يمكن ان يضعف ويستسلم بل المواقف والظروف الصعبه تزيده قوة وثبات وخبرة
في مواجهه الظروف الصعبه وكيفية التصدي لها بما يملكه من وعي وقوة ايمان وبتوكله وثقته بالله.

 

والوعي هنا لا يقتصر فقط على كبار السن او الفقراء والمستضعفين
بل يجب ان يكون معمما على الصغار والكبار الأغنياء والفقراء
المتعلمين والمثقفين والأمييون الجهلاء فنحن في مرحلة طوارئ والنفير العام خصوصا وان هناك من يتربص بنا ويراهن على انكسارنا واختراقنا ويبذلون قصارى جهدهم لتفكيكنا واشعال فتيل الفتنه واثارة الشغب ومن هنا ممكن ان تكون خسارتنا وضياع دماء الشهداء وتضحياتهم بسبب قصور وعينا والانجرار الى الهاوية
والمهاترات والنزاعات بينما اليمن يتسع للجميع.

 

والثقافه مهمه أيضاً إن كانت ممزوجة بوعي حقيقي وصحيح
فبدون اقتران الوعي بالثقافه
لاتعطي نتيجه إيجابية بل العكس تماماً لا تحدث أي تغير أو تقدم على ارض الواقع وقد تكون خطرا
على المجتمع ان كانت ثقافه وعلم خاليه من المبادئ والقيم ستهدم المجتمع لن تبنيه ابدا سترجعنا الف خطوه للخلف ان عارضت مصالحهم الشخصيه .

وأننا نجد الآن في واقعنا الحالي
من باعوا وطنهم وخانوه هم بعض ممن يمتلكون العلم والثقافه المزيفه والتي لا تخدم الا مصالحهم الخاصه سواء كانوا من بعض علماء الدين او بعض العلماء في مختلف المجالات العلميه فقد دمروا البلاد والعباد بسبب جهلهم بأهمية الوعي واثره عليهم وعلى من حولهم .

فهل مثلاهؤلاء الخونه في الرياض هل هم امييون جهلاء فقراء ام كانوا من اصحاب المناصب والسلطه والمؤهلات العلميه العاليه الخاليه
من المبادئ والمفلسه من الوعي والاستشعار بالمسؤليه تجاه البلاد

فالوعي يصاحب كل افكار الانسان
وسلوكياته وتوجهاته فهل توجد علاقه بين الوعي والواقع والثقافه؟ وهل كان تصرفهم القبيح
نتاج بيئتهم وواقعهم المرير الذي غير مسارهم؟ اوبسبب قصرهم بالوعي ام بسبب ثقافتهم وعلمهم؟

 

ثقافه بدون وعي لافائده منها في
خدمه الشعوب ولن تعمرها ولن تقدمها خطوه الى الامام
وواقع سلبي والظروف الصعبه لايمكن ان تغير او تؤثر في الانسان الواعي الصحيح بل الواعي هو من يغير الواقع السلبي الى ايجابي.

إن المرحلة الآن مرحلة وعي حقيقي صحيح أن نتحرك مع الحق
نتحرك مع الله وليس مع أشخاص واصنام نتضامن ونتعاطف معهم ونتستر على اغلاطهم ونواياهم ونناصرهم ،ويجب ان نعي جميعا خطوره الوضع ونستشعر المسؤليه في كل توجهاتنا وتصرفاتنا وطرح المصالح الشخصيه والعمل على توحيد الصف وتقوية الجبهه الداخليه ونتحرك تحرك عمليا لا شكليا وان لا نتخاذل ونتراجع فهذا ليس في مصلحتنا وان لا نجعل ابواقهم الاعلاميهه تؤثر علينا وتكسبنا الوعي المزيف الخاطئ الذي يفرقنا لا يجمعنا يضعفنا ولا يقوينا .

علينا التوجهه الى هدى الله وننهج
ثقافه القرآن لنكتسب الوعي الصحيح القوي ولا نعتمد على الكتب والعلوم الكلامية فقط والإعلام فهي تعمل في مصلحة جهة معينة لايهمها الإنسان ولكن هدى الله طريقنا للنجاة ويعمل على مصلحة الإنسان ومايفيده
في الدنيا والآخرة .فبتوكلنا على الله وقوة ارتباطنا به سيحقق لنا النصر قريباً وسنستعيد كرامة وسيادة بلدنا وثرواتها المنهوبة
فهناك رجال في الجبهات صدقوا ماعاهدوا الله عليه فأننا نؤمن بعدالة قضيتنا و مظلوميتنا وإن الله على نصرنا لقدير.

#التصعيد بالتصعيد

You might also like