عطوان : بالذكرى 87 للعيد الوطني السعودي:لماذا تأجل انتقال العرش لبن سلمان؟وهل سياسة القبضة الحديدية ستتمخض عن اعتقالات جديدة؟

 

إب نيوز 23 سبتمبر

بمناسبة الذكرى 87 للعيد الوطني السعودي: لماذا تأجل انتقال العرش الى الامير محمد بن سلمان؟ ولماذا غاب العاهل السعودي وولي عهده عن اجتماعات الجمعية العامة؟ وهل سياسة القبضة الحديدية ستتمخض عن اعتقالات جديدة؟

احتفلت المملكة العربية السعودية اليوم السبت بالذكرى السابعة والثمانين لذكرى توحيدها وتأسيسها، حيث قال الامير محمد بن سلمان في كلمة نقلتها وكالة الانباء الرسمية انه “يحمد الله على نعمة الامن والاستقرار والازدهار فيها تحت قيادة خادم الحرمين الملك سلمان بن عبد العزيز″، الذي لوحظ غيابه عن هذه المناسبة، مثلما لوحظ غيابه ولي عهده، ايضا عن اجتماع الجمعية العامة للامم المتحدة، الذي اقتصر تمثيلهما فيه على السيد عادل الجبير، وزير الخارجية.
كثيرون داخل المملكة وخارجها توقعوا ان يتنازل العاهل السعودي لولي عهده عن العرش مع حلول هذه الذكرى، ولكن يبدو ان هذه التكهنات لم تكن في محلها، او ربما سابقة لاوانها، والقاء الامير بن سلمان كلمة بمناسبتها، نيابة عن والده، تؤكد ما هو مؤكد، اي انه بات الحاكم الفعلي للبلاد، وان هذه الخطوة تأجلت لاسباب ما زالت مجهولة.
كل المؤشرات تشير الى ان تشديد الامير بن سلمان قبضته الامنية الحديدية على الحكم في الايام والاشهر الاخيرة تأتي في اطار طريقها، وفرض رؤيته الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تتلخص في تقليص اعتماد بلاده على النفط، وخلق صندوق سيادي مالي ضخم من خلال بيع حصة من شركة ارامكو العملاقة عبر طرح اسهمها في الاسواق المحلية والعالمية، وتخفيض الانفاق، والمضي قدما في الانفتاح الاجتماعي، وتنويع مصادر الدخل بما في ذلك الاتجاه للقطاع السياحي المحفوف بالمخاطر، وهي خطط لا تتضمن اي اشارة للاصلاح السياسي.
حملة الاعتقالات الضخمة التي اجرتها السلطات السعودية وشملت اكثر من 30 من الشخصيات الاقتصادية والدعوية والاعلامية البارزة من بينها الشيخ سلمان العودة، الذي يتبعه 18 مليونا على “التويتر”، وشقيقه خالد الذي احتج على اعتقاله، وزميله في “حركة الصحوة” عوض القرني، واخيرا الاقتصادي السعودية المعروف عصام الزامل الذي انتقد بطريقة علمية رؤية الامير محمد بن سلمان (2030) الاقتصادية، مثلما انتقد بيع حصته من شركة ارامكو، هذه الحملة التي حظيت بتغطية اعلامية واسعة، جاءت لتؤكد ان الامير بن سلمان ماضي في خططه لتولي العرش دون هوادة، وربما قبل نهاية هذا العام.
حركة الاحتجاج السعودية التي اقدمت عليها، او بالاحرى، دعت اليها، شخصيات سياسية واعلامية معارضة تقيم في الخارج في معظمها، لم تحقق الا القليل من اهدافها بسبب هذه القبضة الحديدية، ونزول اعداد كبيرة من رجال الامن الى الاماكن والساحات المرشحة للتجمع، الى جانب عزوف كثير من السعوديين عن المشاركة خوفا من الاعتقال، او حرصا على استقرار البلاد، ومن المفارقة ان السلطات السعودية قالت ان هذه التحركات، واعمال التحريض، تأتي في اطار مؤامرة خارجية تستهدف امن واستقرار المملكة، وهو التعبير نفسه الذي استخدمته نظيرتها السورية في بداية الازمة قبل سبع سنوات تقريبا.
الامير محمد بن سلمان، سواء ظل يحكم البلاد كولي للعهد، او كملك متوج، يواجه تحديات ضخمة في الاشهر والاعوام المقبلة، ابرزها الازمات التي تحيط ببلاده، سواء تلك المتمثلة في الحرب اليمنية المستمرة منذ عامين ونصف العام، او الازمة الخليجية التي دخلت المئة يوم الثانية من عمرها، وسط تصعيد متسارع، وفي غياب اي حلول او وساطات ناجعة.
كيف سيواجه “العاهل السعودي المقبل” هذه التحديات الصعبة، هذا ما ستكشف عنه الايام والشهور المقبلة، ولا نستبعد مطلقا ان تأتي الذكرى الثامنة والثمانين المقبلة وهو متربع على العرش، فلا يوجد اي مؤشر حتى كتابة هذه السطور يوحي بعكس ذلك.. والله اعلم.
“راي اليوم”

You might also like