حاجة العالم للرسول بين الماضي والحاضر!

إب نيوز 9 ديسمبر
بقلم / وفاء الكبسي

حال العرب قبل الإسلام نفس حالنا اليوم، بل أن حالنا اليوم أشد وأخطر وأبشع من حالهم بالأمس، لنرجع إلى ماقبل ألف وأربعمائة سنة أي ماقبل البعثة لنتعرف على حال العرب آنذاك، ولكن هناك سؤال لابد منه لكي نفهم المقصود من هذا المقال
لماذا أرسل سيدنا محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- في ذاك الوقت بالتحديد؟ لماذا ليس قبل ؟ ولماذا ليس بعد؟!
للاجابة على هذا السؤال، لابد أن ننظر إلى خريطة العالم في ذلك الوقت، لنعرف إن كان ذلك الزمان أنسب وقت لمجيء هذا النبي الأعظم، إن أعظم وصف لذاك الزمان هو قوله تعالى: { لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }، وفعلا ً، كان العالم يعيش في الظلمات، ومن كان في الظلام يحتاج إلى النور.
فتعالوا نرى كيف كان يعيش العالم في الظلمات؟
أولًا ً: من ناحية العقيدة: هل تعلموا أنه لم يكن أحد على وجه الأرض يعبد الله وحده لا شريك له إلا نفرا ًقليلا ًممن يسمون بالحنفاء، وبعض نفر من أهل الكتاب، أما غالبية الناس فكانوا مشركين؛ ففي الجزيرة العربية نجد عباد الأصنام، وإذا ما اتجهنا شرقا ًنجد الفرس عُباد النار، وإذا ما اتجهنا للغرب نجد عُباد المسيح عليه السلام، كان العالم كله في حاجة لمن يقول له: “قل: لا إله إلا الله وحده لاشريك له”
ثانيا ً: من الناحية السياسية: كان العالم يقع تحت وطأة إمبراطوريتين، الإمبراطورية الرومانية في الغرب، والإمبراطورية الفارسية في الشرق وكانت الحرب بينهما مستعرة، والغلبة للأقوى، فكان العالم تحت وطأة الحرب والدمار، القوي يأكل الضعيف، فكان العالم في حاجة إلى من يأخذ بيده ليعيش في سلام وأمان بعيدا ًعن الحروب وويلاتها
ثالثا ً: من الناحية الإجتماعية: كان الناس في جميع أنحاء العالم طبقتين طبقة الأغنياء وطبقة الفقراء، الأغنياء لهم كل ملذات الحياة حتى ولو كان على حساب الفقراء والعبيد المساكين، وكان الفقراء لا يعيشون إلاّ لشرف خدمة أسيادهم من الأغنياء، فعم الظلم والقهر والفساد في كل مكان، وإنتشرت الرذيلة والفاحشة وسوء الأخلاق، وكان الناس يجأرون لمن يخلصهم من هذا الفساد، ويحررهم من الذل والقهر والإستعباد، إلى نور العدل والحرية والمساواة.
رابعا ً: من الناحية الإقتصادية: العالم آنذاك كان يعيش على التجارة بين الدول، وكان المال في يد طائفة معينة من الناس، فكانوا يستغلون حاجة الفقراء، فانتشر الربا، والغش، والفساد المالي، والفقر والربا والفاحشة فكان العالم في حاجة لمن يضع قواعد العدل والإقتصاد الحُر بلا غش، ولا خديعة، ولا ربا، مما يضمن لهم حياة كريمة للناس.
مما سبق تتبين لنا الحكمة العظيمة التي من أجلها اختار الله عز وجل ذلك الزمان بعينه لارسال خاتم رسله وخير خلقه -محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
والسؤال المُلح علينا الآن: هل نحن الآن في حاجة إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مثل ذلك الزمان أم لا؟
من كان له عقل رشيد مُنصف، ونظر إلى حالة العالم الآن، فسيعلم بأنه ما أحوجنا اليوم إلى الرسول الأعظم، بل لا أكون مخطئة إذا قُلت : إننا اليوم أحوج إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من ذي قبل، فكما كان العالم قديما ًيعيش في الظلمات، فإن العالم اليوم يعيش ظلمات أشد ظلمة من ذي قبل، فمن الناحية الدينية معظم سكان العالم مابين مسلم وكافر فمن ظن أنه مسلم؛ ذلك لأنه لايعلم بأنه ليس على الإسلام الصحيح بل هو على الفكر الوهابي الشيطاني الداعشي الذي أساء للإسلام والمسلمين، والبعض الآخر ما زال يعبد البقر والحجر والشجر والبشر وغير ذلك من العبادات، من الناحية الإقتصادية والإجتماعية: ما زال الجهل فينا والفقر والغش والربا وأكل أموال اليتامى والفقراء، ما زال القوي يأكل الضعيف وينتهك حرماته ويعتدي على مقدساته، ما زال الناس يُباعون تحت وطأة الفقر لمن يدفع أكثَر، وما زالت المرأة تباع وتشترى في سوق النخاسة، بل وبصورة أشد ومازالت الموؤدة توأد ، ولكن ليس دفنا ًوإنما تفجيرا ً، هي جاهلية أخرى كما قال رسولنا الأعظم: “بعثت بين جاهليتن أخراهما أشد من أولاهما” نحن نعيش الجاهلية الثانية بكل حذافيرها بكل شدتها وغلظتها، وما زلنا تحت القوى العظمى ولكن بصورة مختلفة وأشد، نحن تحت رحمة أعداءنا أعداء الإسلام من أمريكا وإسرائيل حذرنا منهم الله سبحانه وتعالى بقوله: {ولاتتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم اولياء بعض ومن يتولهم منكم فانه منهم} تلك الدولتين تأكُلُ خيرات الدول وترمي لهم بالفتات، بل وتقتلهم وتدمرهم باسم السلام ومكافحة الارهاب فماالعدوان على اليمن إلاّ خير دليل على خبثهم وفسادهم، وزيف مايدعون به، من بين كل هذا ألسنا اليوم بحاجة إلى رسول الله أكثر مما سبق؟!
نحن في حاجة ماسة لرسول الله، ليخرجنا من الظلمات إلى النور، ومن الكفر إلى الإيمان..
ولكن السؤال هُنا هل بعث الله لنا خاتم الأنبياء محمد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم من بعد موته تركنا من غير قائد ومعلم أو موجه ؟!
كلا والله لذلك قُرنت الولاية لله ورسوله بولاية الإمام علي -كرم الله وجهه- ومن بعده أعلام الهُدى من آل البيت فمن كان متولي لله ورسوله فلابد أن يتولى الإمام علي _كرم الله وجهه_ ثم من بعده أعلام الهدى من آل البيت ، قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ” تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أي آل بيتي” وقال: ” أنا وأهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك وهوى” وقال: “أهل بيتي كالنجوم كلما أفل نجم سطع نجم آخر”
وبالفعل الأمة مرت بعدة نكبات ومحن وكلما مرة فترة ظهر فيها علم من أعلام الهُدى كالحسن والحسين، والإمام زيد -عليهم السلام- وغيرهم، واليوم معنا السيد عبد الملك بن بدر الدين -حفظه الله- نجم سطع في سماء الأمة وعلم من أعلام الهُدى، هو سفينة النجاة لنا، فلن نضل أبدا ًمادمنا مع العترة الطاهرة مع ابن رسول الله، نعم نحن على خط الهُدى والحق بتولينا للسيد القائد عبد الملك الحوثي_حفظه الله_، والدليل على ذلك أننا أوذينا كما أوذي رسول الله، وحوصرنا مثله، وتحالف علينا العرب واليهود كما تحالفوا على رسولنا الأعظم، نحن نعيش مع الرسول نفس الطريقة والمنهج المستقيم، وكما انتصر رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- سننتصر بنصرتنا له، سننتصر ببركة علمنا وقائدنا، سننتصر بقوة إيماننا، سننتصر بيقيننا وثاباتنا، نحن منتصرون وواثقون بذلك.

#وفاء_الكبسي

You might also like