الحوثيون يصعدون هجماتهم تزامنا مع جهود أممية لإحلال السلام.

إب نيوز ١٢ ابريل

صعدت جماعة الحوثيين من عملياتها القتالية عبر الحدود السعودية إلى مستويات غير مسبوقة.

ويأتي هذه التصعيد غداة عودة المبعوث الأممي إلى اليمن «مارتن غريفيث» إلى العاصمة السعودية الرياض، حيث التقى «هادي» في مسعى للتهدئة الحربية وإحياء مشاورات السلام.

كما يتزامن مع ضغوط عسكرية كبيرة لحلفاء الحكومة عند الشريط الحدودي مع السعودية باتجاه معاقل الحوثيين في محافظتي صعدة وحجة شمالي البلاد، ومحيط العاصمة اليمنية صنعاء.

وأعلن التحالف الذي تقوده السعودية، ليلة الأربعاء، اعتراض ثلاثة صواريخ باليستية داخل العمق السعودي، في تصعيد لافت للهجمات الصاروخية من جانب الحوثيين المتحالفين مع إيران.

وجاءت الهجمات الصاروخية الجديدة بعد وقت قصير من إعلان التحالف إسقاط طائرتين مسيرتين دون طيار حاولتا استهداف منشآت مدنية في منطقتي جازان وعسير.

وقال الحوثيون، إن صواريخهم الباليستية ضربت وزارة الدفاع السعودية في الرياض، ومدينة الملك عبدالله الاقتصادية، وأهدافا أخرى في منطقة جازان الساحلية على البحر الأحمر.

لكن المتحدث باسم قوات التحالف العقيد «تركي المالكي» أعلن اعتراض الهجمات الحوثية، التي انطلقت من محافظتي صعدة وعمران باتجاه الرياض ونجران وجازان حسب المسؤول السعودي.

وكانت جماعة الحوثيين تبنت، الأربعاء، هجمات جوية بطائرات مسيرة دون طيار على مطار أبها في منطقة عسير جنوبي غرب السعودية، ومقر لشركة «أرامكو» النفطية العملاقة في منطقة جازان المجاورة.

وقالت الجماعة إن الضربات الجوية المسيرة، أصابت أهدافها بدقة، غير أن الجانب السعودي أعلن إحباط تلك الهجمات، متوعدا الجماعة وقياداتها ومن يقف وراءهم برد حازم.

قوات التحالف ردت على الفور بسلسلة غارات جوية عنيفة في العاصمة اليمنية صنعاء ومحافظات صعدة، وحجة، وعمران.

وقالت جماعة الحوثيين، إن 9 غارات استهدفت قاعدة الديلمي الجوية في محيط مطار صنعاء الدولي، وكلية الطيران المجاورة لمنزل الرئيس «عبدربه منصور هادي» غربي العاصمة اليمنية.

كما ضربت اكثر من 23 غارة جوية أهدافا متقدمة للحوثيين في عمران وصعدة وحجة شمالي البلاد.

ومنذ دخول العمليات العسكرية التي تقودها السعودية في اليمن عامها الرابع نهاية الشهر الماضي، أعلنت قوات التحالف عن اعتراض أكثر من 14 هجوما باليستيا نحو العمق السعودي.

والأربعاء، أعلنت القوات الحكومية رسميا استعادة مركز مديرية ميدي الحدودية مع منطقة جازان، بعد نحو ثلاثة أعوام من معارك الكر والفر التي خلفت مئات القتلى والجرحى من الطرفين.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية الرسمية (واس)، إن قيادة المنطقة العسكرية الخامسة، احتفلت، الأربعاء «بتحرير جميع أحياء مدينة ميدي من الحوثيين، بمشاركة قيادة السلطة المحلية والعمليات المشتركة التابعة للتحالف العربي».

في الأثناء واصلت القوات الحكومية وحلفاؤها بدعم من مقاتلات التحالف حملة عسكرية كبيرة انطلاقا من داخل الأراضي السعودية عبر محاور البقع ومندبة ورازح والظاهر باتجاه محافظة صعدة المعقل الرئيسي لزعيم جماعة الحوثيين «عبدالملك الحوثي».

وقالت مصادر عسكرية حكومية، إن 20 مسلحا حوثيا قتلوا على الأقل بمعارك بين الطرفين في مديرية كتاف شمالي شرق محافظة صعدة على الحدود مع منطقة نجران السعودية.

وتبنى الحوثيون سلسلة هجمات برية وصاروخية على مواقع حدودية سعودية في نجران وجازان وعسير، في حين ردت القوات البرية السعودية بقصف مناطق متفرقة غربي محافظة صعدة.

وأفاد الحوثيون بمقتل 4 أطفال وإصابة 10 آخرين بغارتين جويتين على مديرية رازح الحدودية مع منطقة جازان.

جبهة صنعاء ومحافظات طوق العاصمة
إلى ذلك استمرت المعارك وتبادل القصف المدفعي على اشدها غربي محافظة مأرب شرقي العاصمة اليمنية صنعاء.

وأفادت مصادر ميدانية بسقوط 11 قتيلا معظمهم من الحوثيين بمعارك الساعات الأخيرة في مديرية صرواح غربي محافظة مأرب التي تشهد منذ أسبوع مواجهات هي الأعنف بين حلفاء الحكومة والحوثيين .

كما استمرت معارك الكر والفر بين حلفاء الحكومة والحوثين شمالي محافظة البيضاء على الحدود مع محافظة مأرب النفطية.

وتحدثت مصادر إعلامية موالية للحكومة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الحوثيين بقصف جوي استهدف معسكر تدريب للجماعة في مديرية الحيمة الداخلية غربي العاصمة اليمنية صنعاء.

الجبهة الجنوبية
وفي محافظة تعز جنوبي غرب البلاد، قالت مصادر عسكرية حكومية إن 18 مسلحا حوثيا قتلوا على الأقل بمعارك دامية خلال اليومين الماضيين عند الضواحي الشمالية والشرقية والغربية لمدينة تعز.

كما دارت معارك متفرقة وقصف مدفعي وصاروخي متبادل شمالي محافظة لحج عند الحدود الشطرية السابقة مع محافظة تعز.

على الصعيد السياسي، يواصل مبعوث الأمم المتحدة «مارتن جريفيث» مساع دبلوماسية حثيثة لاحتواء التصعيد العسكري الكبير وتشجيع الأطراف اليمنية المتحاربة العودة إلى طاولة المفاوضات من أجل وضع حد للصراع الدامي في اليمن.

والأربعاء، التقى الوسيط الدولي مجددا في العاصمة السعودية الرياض «هادي» ومسؤولين رفيعين في حكومته في مسعى للتهدئة الحربية وإحياء مشاورات السلام.

وقالت وكالة الأنباء الحكومية إن «هادي» جدد تمسكه بالمرجعيات الثلاث المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216، من أجل التوصل إلى حل شامل للأزمة اليمنية.

ومن المقرر أن يعود موفد الأمم المتحدة في وقت لاحق إلى العاصمة اليمنية صنعاء للحصول على التزام الحوثيين وحلفائهم بالانخراط في عملية السلام قبل العودة إلى نيويورك في أول إحاطة له أمام اجتماع لمجلس الأمن الدولي في 17 من أبريل/نيسان الجاري.

ومنذ اندلاع الفصل الجديد من النزاع عقب تدخل تحالف عسكري بقيادة السعودية في 26 من مارس/آذار 2015، فشلت أربع جولات من مفاوضات السلام اليمنية، في التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب التي دخلت عامها الرابع بحصيلة ثقيلة من القتلى والجرحى، وملايين الجوعى والمشردين.

المصدر | الخليج الجديد+وكالات

You might also like