كاتب لبناني : هل الطفل اليمني كائن بشري أو من كوكب آخر؟

إب نيوز ٢٦ يونيو

تحتل الحوادث المتعلقة بالأطفال عناوين الصحف وتتربع صورهم على مساحات واسعة من الصفحات الأولى بالأضافة إلى فرض أنفسهم في مقدمة نشرات القنوات التلفزيونية وصفحات الإعلام الإلكتروني التواصل الإجتماعي

ولكن حين يتعلق الأمر بالطفل اليمني الذي يقتل أثناء الذهاب إلى مدرسته أو على مقاعد ما تبقى من مدارس أو في الأسواق أو يموت غدرا في عتمة ليل دامس ، فإن وسائل الإعلام تمتنع عن نقل صور الخبر بحجة أن الصور قاسية بناء على ما تعلموه في كليات الإعلام وبناء على أسس ومباديء مؤسسي صفحات فايسبوك وتويتر .

فالطفل اليمني يستشهد نتيجة الغارات التي تستهدف المباني السكنية ، المدارس ، الأسواق ، المستشفيات وحتى دور الأيتام . أو نتيجة نقص الغذاء والدواء أو نتيجة انتشار الكوليرا علما بان إتفاقية جنيف تضمن حقوق الأطفال والنساء والمرضى والشيوخ زمن الحرب بغض النظر عن جنسياتهم . وبينما في اليمن فالأمر مختلف تماما والسبب بسيط جدا فالمصالح الإقتصادية والسياسية لأمريكا وحلفائها فوق كل إعتبار وهي تتعارض مع إدانة المعتدي .

ففي كل دول العالم حين يحصل حرب داخلية أو حرب بين بلدين يتدخل مجلس الأمن فورا ويفرض عدم توريد السلاح للأطراف المتحاربة دون تمييز بين مدافع ومعتدي إلا في اليمن. فإن تزويد أمريكا وحلفائها لتحالف دول العدوان بقيادة السعودية بمليارات الدولارات هو على دماء الشعب اليمني المظلوم . فليس من مصلحة أمريكا ان يتدخل مجلس الأمن أو الأمم المتحدة لأن ذلك يقلص حجم المليارات التي تدير عجلة إقتصاد أمريكا وحلفائها الراكد . ويمنع ترامب من إبتزار حكام السعودية والإمارات تحت حجة حماية عروشهم من الخطر الحوثي والإيراني الوهمي .

وفي العودة إلى جريمة الحرب التي نفذتها طائرات تحالف العدوان حيث عاستهدفت مبانٍ سكنية حي البريد في عمران نجم عنها سقوط حوالي 30 إصابة بين شهيد وجريح جلهم من الأطفال والنساء وإصابات الجرحى بليغة . ولم يتم التطرق إلى الغارة في الدول المؤيدة للتحالف رغم مخالفتها للقوانين والمواثيق الدولية المتعلقة بحماية المدنيين وخاصة الأطفال والنساء والشيوخ والمرضى في زمن الحرب .

وسأذكر حادثتين خطفتا الأضواء في الصحافة العالمية على سبيل المثال لا الحصر:-*
*فالصورة الأولى للطفل السوري آيلان كردي على أحد الشواطيء التركية الذي هزّ العالم بجسده الملائكي مسجى على الشاطيء وقد تلاعبت به الأمواج وعمره ثلاث سنوات. وتعني كلمة “آيلان” الكردية باللغة العربية: (حامل راية النصر).

وبناء على الصورة الموزعة فتحت أوروبا حدودها لاستقبال المهاجرين غير الشرعيين .

وقدد شكك خبراء الصورة بوضعية الطفل على الشاطيء والتي تتناقض مع لفظ البحر لها . والبعض اتهم أردوغان بترتيب الصورة لإبتزاز اوروبا في استقبال المهاجرين وقد نجح في ذلك .

وأما الصورة الثانية فهي من حلب ويزعمونوان الطغل قد.نجا من قصفمنزل اهله . وبالرغم بأن صورة طفل حلب عمران دقنيش مفبركة على يد الخوذات البيصاء إلا إنها أحتلت الصفحات الأولى لمئات الصحف وكان الخبر الأول على مئات وسائل الإعلام المرئية وقد بلغ مجموع الوسائل حوالي 440 وسيلة إعلامية مرئية ومكتوبة . وقد كشف خبراء FAKE NEWS فبركة الصور ولكن تم الإستفادة الإعلامية منها على أوسع نطاق بتوجيه أسهم الإتهام الدولي إلى القوات السورية الرسمية .فالصورة لا يمكن التشكيك بها من قبل المراقب العادي ولكن من خلال تحليل الفيديو وتسريب تحضير الفبركة تم التشكيك بها ولا يوجد أي قيمة إعلامية للكشف عن الفبركة . وقد أرفقت صورتين عن الفبركة ؛ أحداها وقت وضع يد عمران على الجرح المزعوم والثانية عند تحديق نظره بالسائل الموجود على يديه وبدون إظهار أي وجع أو انين نتيجة جرح نازف .

وأما صور الاطفال اليمنيين التي مزقت أجسادهم الطرية القنابل الأمريكية ومن الطائرات امريكية وقد يكون قائد الطائرة مرتزق امريكي أو صهيوني أو أوروبي أو باكستاني فلم يهتم بأخبارهم سوى محطات محور المقاومة .

ولم تتطرق وسائل الإعلام إلى إدانة المعتدين الذين خرقوا القوانين الدولية وقوانين حقوق الإنسان لقتلهم مواطنين أبرياء دون وجه حق . ولكنها السياسة التي تمنع حتى الإشارة إلى أمريكا وحلفائها بأية إشارة نقد او إتهام ، وكان الطفل اليمني لا حقوق له أو أنه قد هبط من كوكب آخر .

وإذا قارنا الإهتمام الإعلامي المحلي والدولي بالأطفال الشهداء في اليمن والإهتمام الذي ناله طفل حلب السليم المعافى نلاحظ بأن أخبار الشهداء بالكاد ذكرت ، مع العلم بأن صور الأطفال تدمي القلوب حين انتشالها . والصور المرفقة للشهداء تعكس مدى همجية وبربرية الوحوش البشرية الذين قتلوا المدنيين الإبرياء ظلماً وعدواناً. فحسبهم الله ونعم الوكيل .

{ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ۗ وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلَا يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ ۖ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا .} (سورة الإسراء-33).*

“وإن غداً لناظره قريب”

26/06/2018

الكاتب اللباني

عدنان علامه

You might also like