السلم و الثعبان (حوار ساخن من وحي الواقع )

إب نيوز ٢٥ اكتوبر

عفاف محمد

*تناول كأس النبيذ وأرخى رأسه مترنحاً في كرسيه الوثير بعد يوم شاق من العمل وهو يتأمل ديكور مكتبه وأثاثه الفاخر ؛وإحساس العظمة يغمره . فرفع كأسه منتشيا قائلاً بصوت عالٍ أنا أنجزت ما عجز عنه باقي الرؤساء . وفي هذه الأثناء فتحت زوجته باب مكتبه وقد بدت منهكة وغطست في أريكة اسفنجية ذات متكئ من جانب واحد واسترخت قائلة له : أجدك تحدث نفسك فهل أصابك الجنون ؟*

*فبادرها بالقول :هيا اشربي معي نخب دولتنا العظيمة وولاياتنا الكبرى مشيرا لعلم الولايات المتحدة الأمريكية الذي طوله أطول من قامته .*

*فردت ساخرة منه :أنت لم تنجز أموراً عدة فلدينا مشاريع عديده تحتاج لسيولة وأنت لا بد ان تحقق لنا كل أحلامنا قبل أن تترك كرسي السلطة . ولا تكن ساذجأ ولست انا اقل من زوجة أوباما. فتغيرت ملامح وجهه المتراخية وبدى عليه الامتعاض قائلا لها :صهي لا تذكريني بذاك البائس ؛ فأنتِ تعرفين حساسيتي المفرطة من أصحاب البشرة السوداء وكذلك الفقراء الذين هم عبء على الحياة . نحن فقط من يحق لنا العيش .*

*فردت بتذمر متأهبة للخروج كي تصعد للدور الثاني: وددت إعلامك بأن المشروع السياحي الذي حدثتك عنه بحاجة لتسليم النصف الآخر من المال في أقرب وقت . فأنا لا اهتم للحماقات التي تهذي بها الأن. وقطع كلامها رنين الهاتف فابتسم إبتسامة ساخرة . إنه الخط الساخن فمن سيجلب مزيدا من المال انتظري لتري ؟*

*وبعد تحويل المكالمة رد صوت من الطرف الآخر بصوت مهتز متودد . كيف لي الخروج من هذا المأزق ؟ أريد ان انتهي من قضية خاشقجي بما يحفظ ماء الوجه ؛أطمع في كرمكم بما تروه مناسبا لمساندتي . فقد بات الأمر مزعجاً للغاية . ثم رد عليه سريعاً : “أنت عليك إلتزامات ولم تتكفل بها بعد ؛ وسبق وحذرتك إن لم تفِ بها . أستطيع إقلاق راحتك وهز عرش مملكتك ، وما قضية خاشقجي سوى قرصة صغيرة . وأستطيع ان أجعلك فيها متهماً وكذلك أخرجك منها بريئا . فالأمر لم يعد سوى كونه لعبة الثعبان والسلم .*

*فأستطيع ان أجعلك ترتقيه أو تهبط منه من علٍ . فأحترز من غضبي وتذكر رئيس دولة العراق جعلناه متى شئنا بطلاً ؛ ولففنا بمشيئتنا حبل المشنقة حول رقبته وبإجماع عربي . تذكرها جيداً . فمع مزيد من المال لن يصيبك اي مكروه . راجع نفسك ، وهذا ما عندي .*

*وأغلق السماعة متوجهاً بنظره صوب زوجته قائلا : “هذه هي سياستنا فلا تقلقي سيصل المال قريبا “. وعلقت بفتور : “اووه متى تنتهي هذه المهزلة وقصة الصحافي العربي! كم هم سذج العرب يتعاطون سريعاً مع ما نخطط له. ألم يحن وقت الذبح لتنتهي المسآلة. فرد بمكر ؛ترقبي المشهد وحسب.*

You might also like