الوضع الدوائي في اليمن بعد 44شهرا من العدوان والحصار.

إب نيوز ١٨ ديسمبر

لم تكتف دول تحالف العدوان بقيادة امريكا والسعودية على اليمن بالقصف والقتل والتدمير المباشر لكل شيء في اليمن ، بل تزامن هذا القتل بحصار جغرافي خانق شمل البر والبحر والجو مما نجم عن ذلك مآسي إنسانية وعلى راسها الصحية حيث تتكلم كل تقارير الأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها عن أكثر من 12 مليون يمني لا يجدون الرعاية الصحية اللازمة ولا يستطيعون ان يحصلوا عليها ، وعوضا عن ان تسعى دول التحالف إلى تخفيف حدة الحصار صعدت أكثر وذلك عندما قامت بنقل البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى مدينة عدن الواقعة تحت الاحتلال فتوقفت رواتب ملايين من العاملين في القطاع الحكومي وأيضا تأثر القطاع الصحي أكثر واكثر ويأتي الجانب الدوائي في وزارة الصحة على رأس الجوانب المتأثرة خاصة وهي القناة الوحيدة التي تقدم الأدوية المجانية لمئات الآلاف من مرضى الأمراض المزمنة المختلفة ، ولم يبق إلا توفير ما يمكن توفيره عبر المنظمات والتي يتسم استجابة معظمها بالبطء والروتين الطويل عوضا عن عدم قدرتها على تغطية ما كان تغطية الوزارة من احتياجات ،هذا كله أدى خلال الفترة الماضية إلى سقوط آلاف من المرضى ضحايا لهذا الوضع الصحي .

عندما تصدر منظمة الصحة العالمية ان هناك 500ألف مريض سكري لا يتوفر لديهم ادوية مناسبة فهذا يعكس مدى المأساة التي يعانيها برنامج الإمداد الدوائي في توفيره ما يمكن توفيره من أدوية لهؤلاء ، وعندما نجد مرضى بمرض (السكري الكاذب) يستخدمون علاج المنيرين الخاص بهم له منذ أن انتهى سنة او اكثر لأنهم لم يجدوا دواءهم في الوزارة بسبي الحصار والعدوان فهذا يوضح للعالم أجمع اي مأساة يعيشها هؤلاء المرضى ، وعندما نتكلم عن وفاة الآلاف من زارعي الكلى والفشل الكلوي بسبب عدم توفر ادوية مناسبة لهم وغير ذلك من مرضى فنحن نتكلم عن مأساة صحية كبيرة جدا وضحايا يسقطون اضعاف ما يسقط جراء القصف المباشر لطيران وبوارج العدوان الامريكي السعودي.

حوالي 120 صنف دوائي من ادوية الامراض المزمنة لهذه الامراض وامراض اخرى متعلقة بالقلب والكبد والدم الوراثي والسرطان وغيرها اصبحت مخازن وزارة الصحة العامة والسكان خالية منها وأصبح هؤلاء المرضى بين نارين ، نار الكلفة المادية التي يحتاجونها شهريا لشراءها من السوق الدوائية مع توقف رواتبهم منذ28شهرا جراء نقل البنك من صنعاء الى عدن، وبين نار الصبر على آلامهم وإنتظار الموت بصمت في زاوية من زوايا منازلهم فتندفن جريمة حرب ارتكبها العدوان مع دفن هذه الضحية في قبره .

كما ان مستشفيات ومراكز اليمن تكاد تكون خالية من الأدوية الأساسية والاسعافية والمحاليل الهامة خاصة تلك المحافظات التي تشهد سقوط جرحى مدنيين على مدار الساعة جراء القصف المستمر لطيران وبوارج العدوان لمدن ومنازل واسواق اليمن على رأسها تأتي محافظات الحديدة وصعده وحجة .

مآسي كبيرة وكثيرة على مدار الساعة يمر بها اليمن تحت طائلة الحصار والعدوان وتزداد المأساة يوما بعد يوم وساعة بعد ساعة ، بل كل دقيقة تمر يزداد الوضع مأساة فوق المآسي السابقة خاصة عندما نعلم ان طفل يموت كل عشر دقايق بسبب صحي ما ، كل هذه المآسي واكبر مما يمكن ان يصفها قلم كاتب ما أمام مرآى ومسمع المجتمع الدولي والضمير العالمي دون أن يكون هناك تحرك حقيقي وفعال يخفف من مأساة 30 مليون انسان يمني يقبع تحت العدوان والحصار الأمريكي السعودي منذ ال26مارس 2015 حتى هذه اللحظة .

#د_يوسف_الحاضري
الناطق الرسمي لوزارة الصحة العامة والسكان

You might also like