رغم ما نعاني من مأسي وتضحيات ودمار في بلداننا فإن أمريكا خرجت من الشرق الأوسط مهزومة .

إب نيوز ٢٣ يناير

مصطفى حسان

تجربة أمريكا في دخولها بحروب مباشرة في الشرق الأوسط بدئت من الرئيس جورج دبليو بوش وكانت هذه أول معركة تخوضها أمريكا على العرب كحرب مباشرة على غير عادتها السابقة بسياسة الحرب البارده بالإستعانه بحلفائها في الشرق الأوسط في الخليج العربي وعلى وجه التحديد مملكة بني سعود في زعزعة إستقرار الدول العربية وإشغالها بنزاعات وعنف داخلي حتى تخضعها للشروط الأمريكية والغربية كما حصل في الجزائر ودول عربية أخرى وإدخال العراق في حرب 8 سنوات مع إيران لإنهاك الدولتين وبالفعل خرجت الدولتين مثقلة بالديون وضحايا بشرية كبيرة من كلا الطرفين لكن في الجانب الأخر خرجت الدولتين بخبرات عززت وطورت لديها إستراتيجيات التكتيك والتقنية العسكرية والتصنيعية فعندما أستفادة من تجربة الحرب ل 8 سنوات أصبحت أكثر قوة من قبل الحرب فكان هذا الهاجس أكثر إقلاقاً لإسرائيل .

أمريكا قبل خوضها لحرب العراق فرضت عليه حضر وحصار إقتصادي فطالت المده ولم تتمكن من إسقاط نظام صدام حسين فخاضت المعركة وأحتلت العراق لكنها أهتزت إقتصادياً وكانت هذه الحرب هي الأكثر كلفة على أمريكا وكانت أيضاً من أهم العوامل في تعثرها بأفغانستان وإنشغالها بمشاكلها الإقتصادية الداخلية وأعطى مجالاً من الوقت للدب الروسي لينهض من جديد وإعادة تأهيل نفسه ويعيد مكانته كدولة عظمى بعد فترة الكمون والبيات الشتوي التي أعقبت تفكك الإتحاد السوفيتي .

بمعنى إن أمريكا في حروبها هذه كانت فاشله وخاسره ومهزومة أغرقتها في مستنقع وعملية إنتحارية أفقدتها المميزات التي كانت تتمتع بها قبل الحرب وهي .
1- هيبتها كدولة عظمى
2- تعرضها لمشاكل وأزمات إقتصادية كدولة رأسمالية تمثل القوة الإقتصادية والمرجعية الوحيدة الذي يرجع اليه العالم في حل مشاكلة الإقتصادية .
3- فقدت سمعتها عالمياً من جانب المبدأ الإخلاقي والإنساني للدولة الأمريكية العميقة .
4- فقدت مركزها القيادي الدولي بظهور أقطاب دولية قوية جديدة أعادة توازن القوى الدولية وغيرت معادلة القطب الواحد .
5- حروبها الأخيرة في سوريا والعراق واليمن دفعت الى الزيادة في معدل الأصوات المتعالية المنهاضة والمعادية لأمريكا .

فإذا كانت أمريكا خسرت كل هذه الصفقات والهزائم المتلاحقة التي أوصلتها الى مرحلت الشيخوخة فهل ستكون قادرة على خوض معركة أخرى مع إيران حسب الترويج الإعلامي لتصريحات بومبيو وماتيس التي تحمل مؤشرات السخافة في أساليب التهديد التهويلية معتقدين أنها ستحقق لهم جزءً من النصر وتستعيد لهم جزء من الخسارة فإذا كانوا يطلبون المستحيل فعليهم أن يخرجوا أنفسهم أولاً من مستنقع اليمن وسوريا والعراق اولاً “”””

You might also like