العدوان على اليمن .. بين الصبر و النصر!!

 

إب نيوز ٢٩ مارس

د.أسماء الشهاري

4 أعوام من العدوان بين الصبر و النصر.. بين الآلام و الآمال .. بين من غَدرّوا و من غُدِرُوا .. بين التعدي و التحدي.. بين الأشرار و الأحرار……. و رغم كل شيء انتصرنا و هم خَسِروا الرهان.،،

مرت 4 أعوام على وطني الحبيب لكنها ليست كأي أعوام ، أعوام من الدمار، أعوام أُجريت فيه الدماء كالأنهار.. دماء طاهرة زكية ليس لها ذنبٌ سوى أنها تاقت إلى الحرية.. أعوام هي الأسوأ في تاريخ البشرية، أعوام جعلت العالم يرتدي ثوب الحزن والحِداد حتى لو ادّعى الصمت وغضّ الطرف عن الإجرام والفساد..

كانت الصدمة في بدايتها قوية كوحشية العدوان ودمويته ، ففي يوم السادس والعشرين من آذار قبل 4 أعوام تفاجأ الشعب اليمني المسلم المسالم بما يُسمى بعاصفة الحزم والتي بدأت أولى جرائمها على الأحياء السكنية وسقط أول الضحايا من المدنيين في حالة من الذهول مما حصل؛ لكن توالت بعدها الصدمات سِراعاً لِتُأكد أن هناك أشخاصا قد باعوا أنفسهم وإنسانيتهم من أرباب التكبُر والاستعمار وهم أيضاً من دفعوا ثمن العمّالةِ والصَغار ، ولكن للأسف تحت مُسمى الدين والإنسانية،
واعتقد أرباب المال أن باستطاعتهم إسكات العالم وشراء الذمم وهذا ما حصل فعلاً و لِأجل أموالهم التي كانت تُدفع بسخّاء تسابق الكثيرون وهم يلهثون وراءها ليبيعوا إنسانيتهم في سوق النخاسة ولا عزاء على الجبناء؛

وهكذا أصبح أولئك البعران من حكام الخليج ومن تحالف تحت لوائهم مطية وأداة قذرة بيد أمريكا تستخدمها للقتل والإجرام و تحقيق أهدافها التدميرية والاستعمارية لشعوب المنطقة ابتداءً من سوريا وليبيا والعراق وليس انتهاءً في اليمن تحت مخطط الشرق الأوسط الجديد،
فقد ابتعد أولئك الملوك والأمراء ومن تحالف معهم من الأعراب الذين هم أشدُّ كُفراً ونفاقاً عن نهج الإيمان وعن عبادةِ الديّان إلى عبادة الأمريكان ومن ورائهم من الصهاينة يقدمون لهم دماء المسلمين قرابين ويضعون تحت أقدامهم أموال شعوبهم صاغرين علَّهُم يرضون عنهم وعن عمالتهم وخيانتهم لله ولدينه ولأوطانهم وأوطان المسلمين..

بِأموالهم أخرسوا العالم ومنظماته المُتشدِّقة باسم الإنسان والحرية وجاوزوا كل الحدود بأبشع الجرائم على مرِّ التاريخ والتي يندى لها جبين الإنسانية، لكنهم لم يقدِروا بكل ما يملكون من أموال ومن تواطأ العالم معهم أن يُركِّعوا شعب الحكمة و الإيمان، الذي أعلن التوحّد والصمود، و الصبر حتى النصر وحطَّم بإرادة الله و إرادته كل القيود..

بأعتى و أفتك الأسلحة المحرمة دولياً تم قصف محافظات اليمن كلها بدون استثناء و هم يخيفون الآمنين في مدنهم وقراهم و يحصدون أرواح الأبرياء من أطفال وشيوخ و نساء ليل نهار ويدمِرون بيوتهم ومساكنهم فوق رؤوسهم، وبكل حقد استهدفوا المساجد والأسواق والأعراس وحتى الصيادين في البحر ليتحول من لونه الأزرق إلى اللون الأحمر القاني وليشهد إلى جانب الأرض التي قُصِفَ كل شيء فيها و السماء التي تئن من طائراتهم ووحشيتهم في كل وقتٍ وحين على أبشع عدوان عرفه الإنسان.

قصفوا ودمروا كل شيء ولم يتركوا بنياناً قديماً ولا حديثاً إلا أحالوه إلى نيرانٍ مشتعلة كتلك التي تضطرم بداخل نفوسهم الخبيثة وعمدوا إلى تدمير آثار عمرها مئات وآلاف السنيين من لا تاريخ لهم ولا حضارةً..

وهكذا طوال 4 أعوام حتى دمروا البنية التحتية لليمن بشكل كامل وبلغ عدد الشهداء والجرحى إلى الآلاف جُلهُم من الأطفال والنساء، وحاصروا شعباً بأكمله جواً و براً و بحراً على مرأى و مسمع من العالم، و إلى جانب هذه الحرب الضروس التي شنوها كانت ولا تزال هناك حرب إعلامية لا تقل شراسةً ولا ضراوة عن آلتهم العسكرية اعتمدوا فيها على الزيف والتضليل والكذب و تزييف الحقائق والتعتيم على جرائمهم التي تتبرأ منها حتى الشياطين..

لكن وعلى الرغم من كل تلك الجراح و الآهات كانت هنالك الأفراح والمسرات التي أثلج بها الأحرار من رجال الرجال الشرفاء من أبناء الشعب اليمني من الجيش واللجان الشعبية قلوب المكلومين والذين توجهوا إلى كل ميادين الفداء والتضحية وجبهات العزة والكرامة ليسطروا بأسلحتهم البسيطة و الشخصية أروع آيات النصر وأعظم معاني الشموخ والفخر أمام أعتى الأسلحة وأفتكها و أمام تحالف عالمي وتكالب أممي، صمدوا أمامه أيما صمود وحققوا بطولات لن تُنسى في تاريخ الوجود..

ستذهب أمم وتأتي أمم والتاريخ لا يزال يكتب عنهم وعن أمجادهم وبطولاتهم،
ستجف الأقلام وستمتلأ الدنيا كُتباً و كتابات ولَمَّا ينتهي الحديث عنهم،
وستنتهي كل الحضارات إلا حضارةً صنعوها بدمائهم وسطروها ببطولاتهم هؤلاء هم
رجال الله الذين بهم انتصرنا و عليهم بعد الله نراهن.

وبعد 4 أعوام من العدوان البربري الوحشي الذي فاق كل الوصف في الإجرام وجاوز كل الحدود في الإنحطاط البشري وبعد 4 أعوام من الصبر المكلل بالنصر كان العالم على موعد مع اليمانيين الذين خرجوا إلى ساحة العز والكرامة صباح يوم الثلاثاء الموافق السادس والعشرين من آذار، خرجوا جميعاً على قلب رجل واحد كطوفانٍ بشري هادرٍ مُزلزل، خرجوا رجالاً وشيوخاً ونساء وأطفالا رافعين صور شهدائهم الأماجد الأبطال، و صور القصف والدمار، لكنهم لم يأتوا ليعلنوه حِداداً ولا عزاء بل يوم عيدٍ ومجد قهروا فيه طواغيت العالم وانتصروا فيه على الأعداء.

جاؤوا من محافظات ومناطق مختلفة بمختلف أعمارهم وأجناسهم وانتمائاتهم و مكوناتهم إلى عاصمة الصمود، كما خرجوا في محافظات مختلفة، ليس ليقولوا أيها العالم أما يكفيك قتلاً فينا ودمار و تجويعاً فينا وحصار فقد تعبنا،
بل احتشدوا جميعاً في منظرٍ مهيب يعجز اللسان عن وصفه ترتج له الأرض وتهتز له السماء ليقولوا أيها العالم سواء علينا أنطقت أم كنت من الذين لا ينطقون انظر إلينا فقد انتصرنا.

نعم صبرنا وتحدينا وصمدنا و واجهنا و انتصرنا وها هي أرواح الشهداء تملأ السماء و دمائهم الزكية تُعطِر الأرجاء وتقول لنا أن بُورِكتُم وبُورِكَ سعيكُم إنه كان مشكوراً، و نحن نرد عليهم ونقول ناموا أقرّاء الأعين فإن دِمائكُم الطاهرة لن تذهب هدراً ولن يسلم من ظلمكم وأزهق أنفسكم الطاهرة طُغياناً وكِبراً.

جئنا بعد 4 أعوام من العدوان لنقول لكَ أيها العالم أنت تعرف حجم مظلوميتنا ولو سكت عنها، وتعرف حجم صمودنا ولتعرِفه أكثر من خلال هذا الخروج المُشرِّف لليمن و اليمنيين، جئنا بحجم اليمن و بحجم الصبر و بحجم النصر لنجدد العهد لله وللوطن و للشهداء بأنَّا قد انتصرنا فلتسمع وأنَّا لغير ِ الله لن نركع؛؛؛

You might also like