نظرة خاطئة جدا للمرأة ..

 

إب نيوز ٥ يوليو
كتب/ عبدالفتّاح علي شمّار
..
مما جادت به الثقافة القرآنية التي دعانا إليها السيد القائد الشهيد تصحيح النظرة الخاطئة جدا التي رسّختها الثقافات المغلوطة التي يقف وراءها اليهود في كل العصور والتي كانت تفرّق بين الرجل والمرأة إلى درجة أن يعتبر كل منهما الآخر عدوّا له؛ فعملوا مثلا على نشر فكرة
أن تصر المرأة على أن آدم هو الذي أغرى حواء بالأكل من الشجرة وأن يصر الرجل على أنها حواء في حين أن القرآن الكريم وضّح أنهما مشتركان في المعصية وأن الشيطان هو من أغراهما معا بذلك (فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَٰذِهِ الشَّجَرَةِ إِلَّا أَنْ تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ)
(وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ)
(فَدَلَّاهُمَا بِغُرُورٍ ۚ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۖ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ)
(قَالَا رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)
[سورة اﻷعراف 23،22،21،20]

ومن ثم تتشعب الخلافات وتتسع دائرة الخصام حيث يلقي الرجل باللائمة على المرأة في كل الظروف ويقول بأنها هي سر شقائه وتعاسته، وبالمثل تردّ المرأة

ولو عدنا جميعا إلى القرآن الكريم لوجدنا الأمر يختلف تماما عما نعتقده ونردده جميعا؛ فهاهو القرآن الكريم يختص الله سبحانه وتعالى المرأة فيه بسورة تحمل اسم (النساء)

وفي بدايتها قول الله سبحانه وتعالى:
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
[سورة النساء 1]

ثمّ يأتي الحديث عن الزواج وكيف أنه امتزاج لكليهما ليكونا كيانا واحدا
(وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)
[سورة الروم 21]

وعن تكامل الأدوار في المجتمع الإسلامي تفرّد القرآن الكريم بهذا التوصيف الرائع:
(وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ۚ أُولَٰئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)
[سورة التوبة 71]

ثم يسخر الله سبحانه وتعالى من أولئك الذين يتشاءمون إذا ما كان المولود أنثى وذلك في قوله تعالى:
(وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ)
[سورة النحل 58]
(يَتَوَارَىٰ مِنَ الْقَوْمِ مِنْ سُوءِ مَا بُشِّرَ بِهِ ۚ أَيُمْسِكُهُ عَلَىٰ هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ ۗ أَلَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ)
[سورة النحل 59]

فهل بقي بعد كل هذا مجال للمدّعين والأفّاقين الذين يتّهمون الإسلام بامتهان المرأة، وهل من ثقافة غير ثقافة القرآن رفعت من شأن المرأة وجعلت منها تاجا على رأس المجتمع المسلم، حيث يصفها السيد الشهيد القائد بأنها المجتمع بكله وليست نصف المجتمع كما يقولون.

والأمثلة والنقاط كثيرة جدا غير أنني سأكتفي بما قد طرحته وأدعو الكُتّاب والكاتبات وكل شرائح المثقّفين إلى ترسيخ هذه النظرة القرآنية بعيدا عن التراث الذي طرأ عليه الكثير من التحريف والتزييف والتزوير، على أن يكون ذلك من خلال تناول الطرح القرآني للمسألة
..
دمتم في رعاية الله

You might also like