بسم اللّه : و إلى روح الصّمّاد !!

 

إب نيوز ٧ يوليو

قلب الإنسان كالوردة و الوردة ككلّ نبات الأرض فبقدر حاجتها لما ينمّيها جذورا و سيقانا و أوراق كتفاصيل مكوّناتها الجسديّة ، فهي بحاجة لأسمى من التّربة و الماء الأرضي و الغذاء الأرضي لتنمو ، هي بحاجة لرابط يربطها بالسّماء فإن كان مطر فهو من الطّهور حيث و لم يختلط_ بعد _ بما في الأرض من عوالق و شوائب ، و إن كان هواء و شعاع شمس بضوئه و دفئه فهو من الأساسيات التي لا يتمّ نمو الوردة إلّا بها، و لأنّ المطر و الهواء و النّور و الدّفء ينساب من السّماء فهو الغذاء السّماوي لها ، و مثل الوردة هذا الإنسان فبقدر حاجته للأكل و الشّرب فهو بحاجة لتغذية روحه بصدق الإيمان، و هو بحاجة للنّوم و النّوم من وسائل التّواصل الأرضسماوي و فيه تتمّ مفاوضات أرضسماويّة ؛ فهو يقوّي الأواصر بين منمّيات الأرض و منمّيات السماء ، و نلاحظ من يصاب بالأرق كيف ينهار جسده ؛ و كذلك يضعف تركيزه و توازن تفكيره ،،
و الحاصل حين ننام تخمد طاقات الجسد و تستسلم ، بينما تبقى الرّوح متحرّكة في عالمها الذي هو من علم اللّه من لا نقدر على تحديد مهامه و أفقه ، تمضي الرّوح منطلقة حرّة مترجمة ما نعانيه و ما نؤمن به و ما نسمو إليه ، و في ما يسمى الأحلام أو الرؤيا تتمّ تفاعلات بين مكون الارض فينا و افتقادنا لعالم أسمى من الأرض ، فنرى منّا من له روح مؤمنة شفّافة تحيا علاقة راقية مع و في جنب و كنف اللّه ، و قرب الله فنرى لهم رؤى تتحقّق و كأنّ ربّ العالمين يفتح لهم نوافذ كمنحة للاطلاع و المعرفة لأحداث قبل حدوثها في عالم الأرض ، و في رؤانا نسافر و نهاجر و نطير و نحادث ماتمنعه عنّا قوانين الأرض و محدودية قدرتنا على التّحمل و الإدراك ، نرى في عالم الرّوح من تباشير و تحاذير ماليس لنا في الأرض كرموز و إشارات أو كما قلنا نوافذ منحها اللّه لمن شفّت روحه و عظم إيمانه ، و وحدهم ذوو الأرواح الشّفافة من في رؤاهم ما يتحقق في المستقبل ؛ فمن الانسجام بين المعرفة المنظّمة و المعلومات و من بين التفاعل بين طينة الأرض و عقيدة السّماء تقوم علاقات أجسادنا بأرواحنا كعلاقات التابع و المتبوع ، و المرؤوس و الرئيس ، و تترجم الأفعال ما يستقرّ في الروح من عقيدة ، و الفعل حركة الجسد ، و هنا تكامل الوظائف و المعاني و المفاهيم الروحيّة التي لايرقى إليها عابد لجسده و شهوته و غرائزه بينما يسمو إليها من آمن بقضيته و هنا الفرق بين عبدة أهوائهم الذين فرّوا بانكساراتها ، فرّوا بغريزة الجاهلية التي وأدت البنت خوف العار ، و قتلت الولد خوف الإملاق ، فرّ المرتزقة بغرورهم و قد عظّموا شهوة الأكل و الشّرب فباعوا لأجل هذه الشّهوة الأرض و العرض و حدّدوا مسيرتهم ليس نحو القرآن و لكن إلى حضن سلمان و ترامب فحصدوا الخيبة ، و جنوا الفشل و العجز ؛ فملاذهم كان إلى بشر مثلهم عبدوهم و ظنوهم ملجأهم ، و فعلوا مافعله جهلة ما قبل أربعة عشر قرنا حين كانوا يأكلون معبودهم الذي كان من تمر أو حلوى لو شعروا بالجوع ؛ بينما ارتقى رجال اللّه و عانقت طموحاتهم السّماء ؛ لأنهم لاذوا لرب السّماء من ظلم عبدة البشر ، نعم رجال اللّه هم من عرف اللّه حق المعرفة فحين ضاقت عليهم الأرض بما رحبت لم يلجؤوا لسلمان و بقيّة خرفان الخليج أو بغال النيل أو غيرهم ، بل لجؤوا للّه و سموا و طمحوا و عملوا ؛ فجعلت طموحاتهم تتحقّق ، و هاهي مجنّحات و طوائر و مسيّرات و قواصف و بدور توثّق أواصر رجال يحيون بيننا بشرا لكنّ قلوبهم و أرواحهم متعلقة باللّه الذي صدقوه عهدهم فصدقهم وعده :”
أُذِن للذين يُقاتَلون بأنّهم ظُلِموا و إنّ اللّه على نصرهم لقدير ” ، رجال رأوا النّصر و الوعد الإلهي حلما واجب التّحقّق ، فعملوا دون عبادة لشهوة بل عملوا عبادة للّه وحده فأراهم تصنيعاتهم خوارق حوارق للعدوّ تذيقه العذاب الأليم و الخزي في الدّنيا بوعد اللّه القائل :” قاتلوهم يعذبهم اللّه بأيديكم، و يخزهم، و ينصركم عليهم، و يشفِ صدور قوم مؤمنين ” ،
وها هو عملهم باليستيهات تصعد فتتنفّس الحرية حين وصولها للسّماء و تتزود بطاقة أرواح الأبرياء و الشهداء الأنقياء فترتدّ إلى الأرض عشقا يعصف و يدمّر كل ما يشوّه الأرض من مسوخ و ما يعبدون من دون اللّه .
فلله درّ رجاله الذين تخرّجوا من مدرسة ابن رسول اللّه ، للّه درّكِ سيّدي القائد/ عبدالملك بن البدر الحوثي، و للّه درّ صاحبك : صالح الصماد من حُفر اسمه في الأرواح حين كان يدا تحمي و يدا تبني حلمه ، و ها هي اليد الحامية و عمّا قريب و بصدق توجّه المضادات الحيويّة ، و تنفيذها أوامرا للسيّد القائد سيميز اللّه الخبيث من الطّيب ، و ستكون اليد البانية ، فباسم اللّه تنطلق دفعة جديدة من القوّة الصّاروخيّة مهداة إلى روح الصّمّاد عاشقة اسمه و برعاية و قيادة ابن رسول اللّه الإنسان الملائكي الذي فاز من والاه و خاب من خانه و عاداه ، و السّلام .

أشواق مهدي دومان

You might also like