خفايا الإنسحاب الإماراتي من اليمن: سلام أم تصعيد..؟؟

 

إب نيوز ١٢ يوليو

تقرير: فؤاد الجنيد

بعد أربعة أعوام من العدوان والحصار وتبعات ذلك على المستوى العسكري والإنساني والإقتصادي، بدأت قوى تحالف العدوان بكشف قناعاتها التي ظلت تخفيها طوال الفترة السابقة وهي ترى نفسها تغرق كليا في مستنقع بلا شواطئ أو مجاديف، وتجد نفسها مثيرة للشفقة العالمية في سياساتها وتعاملها مع المستجدات والتطورات بعقل صبياني أقرب للخرف، حتى العمليات العسكرية التي تلجأ إليها للتستر على ضعفها ووهنها وفشلها تقتل المدنيين وتستهدف مواقع حيوية ومدنية ومساكن وأسواق ومزارع ومصانع وطرقات لا صلة لها بالعمل العسكري، وهذا ما يزيدها توترا وضغطا؛ خصوصا مع عيون الرصد العالمية التي تجمع مثل هذه الأحداث والدلائل لمحاسبة الرياض في يوم ما، ولا أظنه سيكون بعيدا.

الإمارات.. إعتراف الفشل

البداية إماراتيا، حيث تشير المستجدات الأخيرة إلى انتقالها من إستراتيجية القوة العسكرية أولاً إلى إستراتيجية السلام أولاً، لتترك بذلك السعودية وحدها في المصير المجهول، وذلك حسب تصريح مسؤول اماراتي رفيع، وإن صحت هذه الخطوة مع علمنا أن هناك تأكيدات ميدانية تدعم ذلك التوجه، فإن أسباب الانسحاب الإماراتي تكمن في تخوفها من السياسة اليمنية الأخيرة التي انتقلت من الدفاع إلى الهجوم، وخشيتها أيضا من أن تمسها نيران نفس الإستراتيجية التي تكتوي السعودية بلظاها في حضرة الطائرات اليمنية المسيرة. ويأتي الإنسحاب كرسالة إماراتية للداخل اليمني مفادها أن أبو ظبي ليست هي الطرف الذي يرفض الجلوس إلى طاولة التفاوض والحوار والجنوح للسلام، بل هو طرف آخر في إشارة إلى الرياض، يأتي ذلك بعد أن وصلت الإمارات إلى قناعة تامة بفشل الحل العسكري في اليمن.

معركة الأدوات

منطقيا الكل يعلم أن تدخل أبو ظبي العسكري المباشر توقف منذ منتصف العام 2018م، يوم انتقلت من نسق المشاركة في العمليات العسكرية إلى مرحلة إعادة الفوضى والخراب عبر الأدوات التي أنشأتها ودعمتها في الساحة الجنوبية، ودعم ميليشيا طارق صالح في الساحل الغربي، والدعم المادي والتسليحي للمرتزقة اليمنيين في تشكيلات الأحزمة في المحافظات والمدن الجنوبية، فيأتي هذا الإنسحاب تدشينا لمرحلة استثمار أدوات الفوضى التي صنعتها رغم تصادم المصالح والأهداف مع الرياض، فهما غير متفقتين على مسارات الحرب ونتائجها المحتملة، ويعد هذا الانسحاب الإماراتي هزيمة للسعودية، وبداية لخراب وحرب بين مجاميع مسلحة هدفها الانفصال بذاتها وكيانها دون بوصلة.

أصداء المزاعم

عقب أيام على تقارير تناقلتها وسائل إعلام عن الانسحاب الإماراتي، نقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مسؤول إماراتي قوله، الاثنين، إن هناك خفضا في عديد قوات بلاده في مناطق عدة في اليمن ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “استراتيجية وتكتيكية”. ووفق الوكالة، أكد المسؤول أمام مجموعة من الصحفيين في دبي، مشترطا عدم الكشف عن هويته، أن أبوظبي تعمل على الانتقال من “استراتيجية القوة العسكرية” إلى خطة “السلام أولا” في هذا البلد. وتأتي تقارير الانسحاب الإماراتي وسط تصاعد التوتر في المنطقة على خلفية سياسات طهران وملفها النووي، والذي بلغ ذروته في إسقاط إيران طائرة أميركية من دون طيار الأسبوع الماضي. وعزت أربعة مصادر دبلوماسية غربية تقليص الوجود العسكري الإماراتي في اليمن إلى تفاقم التوترات بين الولايات المتحدة وإيران، بالتزامن مع تصعيد أنصار الله في الجنوب السعودي، في حين لم يستبعد محللون أن يكون الانسحاب الإماراتي في سياق الاستعداد لمواجهة عسكرية محتملة بين واشنطن وطهران، قد تظهر فيها الإمارات والسعودية كقوات قتال رئيسية، وتم التطرق إلى الموضوع خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، إلى السعودية والإمارات، الأسبوع الماضي.

مسك الختام

بالمجمل العام لا يكترث اليمنيون لمثل هذه الأخبار والتقارير سواء صحت أم أخطأت، فهم يعولون على صمودهم ووعيهم، وعلى جيشهم ولجانهم ومجاهديهم الذين مرغوا تحالف العدوان في تراب الخيبة والانكسار لخمسة أعوام متتالية بامكانياتهم البسيطة، متسلحين بحق قضيتهم وصدق مظلوميتهم، وإن كان هناك من تطورات تدفع للسلام مع العدو فهو كما يشترطه اليمنيون لا سواهم، ومع ذلك تظل اليد قابضة على الزناد في كل الأحوال حتى يتحقق النصر المبين الذي باتت بشائره تلوح في الأفق القريب..القريب جدا.

ملتقى الكتاب اليمنيين

You might also like