ذكرى الحرب العالمية الأولى.. والمسيرة القرآنية !!

إب نيوز ٢٩ يوليو
بقلم / أمين المتوكل

نعيش اليوم ذكرى الحرب العالمية الأولى وفي كل تاريخ وموقف هناك عِبر ودلالات

أوروبا اليوم التي باتت تمثل صورة مذهلة تقدمية أمام دول العالم لاسيما ما يسمى بـ دول العالم الثالث والتي تكسو ملامح هذهِ القارة الأوروبية مسحة من الهدوء والطمأنينة

هذهِ القارة قبل أكثر من مائة عام كانت عبارة عن غابة متمكنة.. كانت المصلحة الشخصية الضيقة لدول هذهِ القارة هي قبل كل شيء

فمنذ أن بدأت الثورة الصناعية بات من الضروري أن تجد هذهِ الدول بيئة لاستقبال منتجاتها مما أدى إلى توسيع مستعمراتها ليتم نسج سبب أولي تحت الرماد لاندلاع هذهِ الحرب العالمية الكبرى

فتلك بريطانيا سيدة البحار ازعجها تنامي القوة البحرية الألمانية الذي أدى ذلك إلى ارتفاع وتيرة الخطاب التشنجي ضمن الرئاسل الدبلوماسية بين هاتين الدولتين
فسباق التسلح كان سبب آخر من أسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى ولكنه مايزال سبب تحت الرماد للبحث عن ذريعة لإخراج شراراته

كان لسبق التسلح والثورة الصناعية تجاذبات سلبية بين الدول الكبرى مما أدى ذلك إلى وجود تحالفات بين دول عديدة لاسيما بين فرنسا وبريطانيا الذين تركا خلافاتهما على جنب وانطلقا نحو مصالحهما الشخصية بجانب روسيا واليابان وكذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي انظمت إليهم

زار ولي العهد النمساوي سراييفو وهناك تعرض لحادثة اغتيال من قِبل طالب صربي حيث كانت النمسا على حلف مع ألمانيا ومعهم الدولة العثمانية
حينها هاجمت النمسا صربيا كشرارة اندلعت من تحت الرماد لترد روسيا وتتداعى الدول إلى حرب عالمية لمدة أربع سنوات خلفت عدد تسعة ملايين قتيل وضعف ذلك عدد الجرحى وخسائر ماديه انتصرت فيها بريطانيا وحلفائها على ألمانيا ورفاقها

تحطمت أوروبا وانتشرت المجاعات، وحينها كانت فرصة عظيمة لأمريكا أن تصبح أوروبا سوق استهلاكية لمنتجاتها لتصبح بذلك من الدول الدائنة في سياسة أمريكية لعينة وخبيثة للاستحواذ على العالم تحت هيمنتها

عندما انتهت الحرب اجتمعت الدول المنتصره لإرساء معاهدة فرساي الذي اقتضى بتحجيم الجيش الألماني في عتاده وسلاحه وموارده في سياسة لانهاك وتضعيف الألمان
وهي
السياسة
نفسها
التي تريدها أمريكا اليوم في اليمن لإبقاءه ضعيفاً هزيلاً مستسلماً خانعاً ليتم فرض سياساتها عليه كما فرضها الرئيس الأمريكي آنذاك مع نظرائه المنتصرين على ألمانيا الكسيحة

أوروبا السلام اليوم كانت أوروبا الحروب بالأمس
ومن أجل أن تنعم بالسلام اليوم لابد أن تحمل السلاح كما قال الأمريكيين أنفسهم

فنحن اليمنيون تسلحنا بسلاح الإيمان وسلاح الحديد كتسليحيّن استباقييّن

وانطلق الشهيد القائد رضوان الله عليه في توعية الأمة لاستجماع قواها الإيمانية والنفسية والتسليحية والتطويرية ولحمل قضية حية ندافع من أجلها كـ حق يواجه باطل على مر الأزمنة والعصور وأن نكون جنود مرحلة تغيير واقع الأمة

كانت حروب أوروبا نزوات ونتائج الحرب العالمية الأولى ممهدة لاندلاع حرب عالمية ثانية، واليوم الأوروبيون يصرحون أن الأزمنة الماضية هي مرحلة معافاة من درن نزوات حروبها التي باتت تاريخ غير مرغوب رغم إن سياسات اليوم تحمل تلك النزوات القديمة

أما نحن مازلنا نستمد صمودنا من الله وكذلك من تاريخ ائمتنا الهداة الطاهرين حيث أن ساحة الحق اليوم هي امتداد لساحات الحق في تلك الأزمنة وأن الباطل هو ذاك الباطل رغم تعدد أساليبه وارتداءه عباءة البراءة اليوم من خلال الحرب الناعمة

You might also like