من أحب الحياة .. عاش ذليلا !!

 

إب نيوز ٢٣ سبتمبر

بقلم/ منير اسماعيل الشامي

قانون استخلاف الله للإنسان على الأرض

هكذا اوجز الأمام العالم المجاهد نجم آل محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم قاعدة الحياة ، ولخص سنة من سنن الله ، وفطرة من فطر الله في خلق البشر بهذا القول الذي نذكره قبل كل قول في ذكرى ثورته عليه السلام واستشهاده

عبارة من خمس كلمات فقط اوجز فيها الإمام زيد عليه السلام حقيقة الحياة البشرية، وقانون استخلاف الله لبني آدم على الأرض

هذا القانون ينص على أن حب البشر للحياة في الدنيا يتناسب تناسب طردي مع حالة الذل فكلما زاد حب الإنسان للحياة كلما زاد ذلة وهوانا ، وكلما زهد الإنسان في هذه الحياة كلما زاد شجاعةً وإقداماً وثباتاً.

إذن فحب الحياة والتمسك بها يورث المحب حياة الذل ، والزهد في الحياة يورث الزاهد الشجاعة والإقدام وحب الحياة او الزهد فيها يتحدد وفقا لعوامل عديدة تؤثرة في الإنسان اهمها ما يلي :-

اولا: علاقة الإنسان بربه فكلما كانت علاقة الإنسان بربه قوية كان إيمانه بالله كبير وثقته بربه عظيمه وهذا الحال يجعله مؤمن إيمان قطعي بأن حياته بيد الله وهو من يملكها ويهبها او يأخذها، ولذلك فلا يخاف من طواغيت الأرض وجبابرتها ولا من الخلق اجمعين ويتحرك ليرضي ربه وفيما أمر قويا شجاعا مقداما ثابتا لا يهاب الموت ابدا، وعلى العكس يكون حال الإنسان الذي علاقته بربه ضعيفه تماما فهو يخاف الخلق ويخشى سطوتهم ولذلك يكون ذليلا جبانا يخاف منهم ولا يتجرأ على مواجهتهم او انتقادهم حتى ولو سلبوا ماله وانتهكوا عرضه، وجلدوا ظهرة .

ثانيا: الفكر الثقافي والديني الذي يحمله الإنسان فكلما كان فكره نقيا وثقافته صافية ومعتقده سليم كان وعيه كاملا ومعرفته واسعة وكان مدركا حقيقة الحياة الدنيا وحقارتها وادرك أن الهدف منها هو إجتياز الإمتحان فيها للفوز بالحياة الحقيقية والنعيم الأبدي وهذا ما يجعل تفكيره محصورا في البحث عن أقصر الطرق للتفوق في اختبار الحياة الدنيا واختصار والوقت للرحيل إلى الحياة الحقيقية التي تعلق بها فيزهد في هذه الحياة ويستكثر بقاءه فيها ولا يتأخر لحظة واحدة إن وجد فرصة من الفرص او بابا من الأبواب التي فتحها الله لخاصة عباده للخلاص من هذه الحياة والفوز بالحياة الآخرى كالفوز بالشهادة وهو ما ادركه المجاهدين وبلغه الشهداء،
وعلى العكس من ذلك يكون حال الإنسان القاصر في فكره والمغلوط ثقافته، والضال في معتقده فيظل متعلقا بالحياة الدنيا ومتشبثا بشهواتها وحريصا على البقاء فيها فيضحي بكرامته وشرفه وعزته، ويخضع لطواغيت الأرض وجبابرتها ويخنع تحت اقدامهم ليعيش حياة الذل والرق والعبودية

ثالثا: النظام الحاكم للمجتمع ويعتبر هذا العامل الأهم والأكثر تأثيرا في حياة كل مجتمع، فالأنظمة الظالمة والمتجبرة تتعمد فرض ثقافات مغلوطة ومعتقدات باطلة بهدف تضليل المجتمع وتجهيله وفصله عن مبادئ دينه وقيمه وقواعده الجوهرية ودفعه نحو حب الحياة والتعلق فيها فيورث الذل والهوان وتسهل بذلك سيطرة الظالمين عليهم واخضاعهم لسلطتهم واستعبادهم ، في حال أن النظام العادل يجعل مسؤوليته الأولى بناء مجتمع قوي مرتبط بالله ورسوله وأعلام هداه ارتباط قوي ويستمد نهجه من كتاب الله وهدي نبيه الصحيح وسيرة اعلامه ورموزه للإقتداء بهم والسير على دربهم وأول ما يقتدوا به هو الإقبال على الله والزهد في الحياة ولذلك يكون هذا المجتمع قويا شجاعا مقداما عزيزا كريما مهابا لا يخشى إلا الله ولا يتحرك إلا فيما يرضيه وتكون عاقبته الفوز بنعيم الدنيا والآخرة .

هذا هو ما جسده الأمام زيد بن علي عليه السلام في تحركه وثورته وهو الدرس العملي الذي علمه للأمة وهو مالخصه وأوجزه في قاعدته المشهورة من احب الحياة عاش ذليلا

هذه القاعدة العظيمة هي ايضا ما جسده اليمنيون بسيرهم عليها في مواجهة تحالف أقوى وأغنى ١٧ عشر دولة للعام الخامس وهي القاعدة التي واجهوا بها اعظم واكبر واحدث ترسانة اسلحة في العالم بأسلحتهم الخفيفة وداسوها باقدامهم الحافية .

You might also like