في الحي المجاور .

 

إب نيوز ١٠ أكتوبر

بقلم / غيداء صدرالدين

في الحي المجاور وقعت الواقعة ، تنفسنا الصعداء عقب ضربة الصاروخ ، بينما من كانوا هناك تنفسوا الموت واعتلوا نحو السماء ، شهداء صائمون لربما لم تكفهم لقمة السحور ولم يكن العشاء بذلك الكم.

إحداهن في ذلك الحي عروس ستزف في ليلة من ليالي العيد إلى منزلها الجديد ، هدموا أحلامها وسرقوا في طيات دخان الصواريخ أسماءً لم تُنجب من الأرحام.

في الحي المجاور خيم الحزن وبسط الموت ذراعيه ببطش مهيب ، والسماء ذرفت دموعها لتطفىء نيران الموت في صدور الناس وتواسيهم على طريقتها وترفع برعودها صوتاً يوحش الأوغاد ويطمئن الحزانى
” يا الله انتقم “.

في الحي المجاور مدرسة ، في المدرسة منزل صغير مكتظ بعائلة رجل فقير لديه أطفال أبكاهم العيد قبل أن يناموا
” متى يا ابي نشتري ثيابنا الجديدة ” ،
ألمٌ مصحوب بالعجز وأبٌ لا يملك من عمره إلا أطفاله وكرامته ووطنه.

في ذلك الحي طلاب موعودون بنتائج عامهم الدراسي الآفل ، في ذلك الحي أصدقاء اعتادوا عقب صلاة الفجر أن يجمعهم رصيف يحكون ما اختنقت به صدورهم لعلهم ينامون بحمل أخف.

في ذلك الحي عجوز تنتظر أن تكتحل عينيها بعودة فلذة كبدها من جبهة قتال ما مكللاً بالنصر لتخبره أنها اختارت له عروس جميلة.

في ذلك الحي دماء وبقايا أشلاء ، صور وكتب ، مصحف ومسبحة وسجادة ، هدايا صوت لون الود فيها إختنق بالدماء ، صور شهداء تحت ركام خراب هو بمفرده سيد الموقف.

هناك ، في ذلك الحي حزن الأهالي سلب ألوان الصيف وحوّلها خريف ، كل واحد منهم ينتشل جثة ما برفق شديد خشية أن يؤلموهم رغم أن ما بهم قد تجاوز الوجع بمئات السنين الضوئية ، هناك رحلت الأرواح وبقي ضجيج اللحظة يعلو وصوت السكوت والدموع يسلك الطريق بحسرة نحو الجثث.

You might also like