نم قرير العين ياحسين .
إب نيوز ٢٩ ديسمبر
كوثر محمد
ماذا أصابك ياحسين !!؟
لمَ لم تنهض من جديد !
لمَ لا تعود إلى حياتك ونشاطك !
لمَ لا تستيقظ فهناك من ينتظرك !؟
لمَ لا تتكلم فهناك من يريد أن يسمعك !؟
لمَ لم تشفى جراحك الغائرة!!؟
حسين المؤيد أحد ضحايا جرائم العدوان الموجه لليمن بكل أنواعه ولكن العاقبة للمتقين…
هب حسين مثله مثل كل الشرفاء من أبناء الشعب اليمني للدفاع عن حدود وطنه أمام العدوان الغاشم، ولكن الصواريخ الموجهة ضد اليمنيين من طائرات الموت لم تتركه، بل ادركته مما أدى إلى دخوله في غيبوبة مستديمة وكان ذلك منذ أربعة أعوام في شهر ديسمبر 2015 م فقد استقرت شظية لئيمة في دماغه …
عاش حسين مع هذه الشظية غيبوبة مستديمة، وعاش أهله من حوله حالة من الذعر الشديد على حبيبهم الذي صار جسده طريح الفراش وغائب عن الوعي، عاشوا في حالة من الحزن فهم لا يملكون أن يفعلوا له شيء، فقد قيدت أيديهم و توقفت معها عقارب الإنسانية في عالم صم أذنه عن الجرائم في اليمن .
حسين حُرم من العلاج داخل وطنه فلا أدوية ولا مستلزمات طبية متطورة ولا تقنيات عالية تساعد في شفاءه فحالته لم تكن عادية أبداً بل كانت خطيرة وتحتاج إلى تقنيات عالية و من جانب آخر لم يستطع السفر بسبب إغلاق المطار ، فحالته الصحية كانت تحتاج إلى السفر للخارج ولكن الحصار أضناه ، و الانتظار طال، لتنفيذ الاتفاقيات المزعومة في عمل جسر جوي للجرحى والمرضى عبر المطار الذي أغلق من قبل أيادي الإجرام العالمي،،،
وضِعت الأسرة المغلوبة على أمرها تحت خيارين من قبل جراحي المخ والأعصاب لا ثالث لهما إلا انتظار الموت والشهادة
الرأي الأول يقول أنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا له شي سوى مراقبته والعمل على استقرار حالته حتى وإن خرج فهم عاجزون ، والرأي الثاني يقول أنه يتوفر في الخارج جراحه عصبية دقيقة مع علاج طبيعي مكثف يمكن أن يتحسن بعدها حسب قول الأطباء
وكلا الرأيين لم ينفذ منهما شي فلا أدوية متوفرة ولا مطار مفتوح للسفر للأسف الشديد.. عانى الحسين بصمت حتى غادر الحياة ، لم يصل صوته للمعنيين بحقوق الإنسان في العالم ، لم يزعج أحداً بجراحه الغائرة كما يزعجونه هم بإحصائياتهم ، نام كطفل بريء في أحضان وطنه المكلوم الذي لم يستطع أن يقدم له شيء
غادرنا في 6 ربيع أول1441 الموافق 3/11/2019 وهو ينتظر أن يُفتح المطار ولكن سماوات الرحمة فتحت له أبوابها ،
لم يحمل أي ذنب لكن ربما كان ذنبه الوحيد أنه يمني حر يأبى الضيم ، حتى تكالبت عليه الدول وهو ذنب في الدنيا أما في الآخرة فمن العليين ، رحل حسين ليختصر قصة من بين العديد من القصص فهو بمعاناته روى عن مأساة الحصار الذي يعاني منه اليمن منذ أكثر من خمس سنوات وحتى الآن، روى معاناة الشعب الصامد الأبي الذي لا يسمح له إلا بالموت ، اختصر كذب المنظمات الدولية و الإنسانية التي تزيد من المعاناة والجراح لتكون يدها شريكة دول العدوان على اليمن ، نم قرير العين ياحسين فقد فزة ورب الكعبة.