دلالات القول السديد في يوم الشهيد .

 

إب نيوز ٨ يناير

بقلم / منير اسماعيل الشامي

اطل علينا السيد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي في خطاب موجه للأمة اليوم بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد وبحكمته المعهودة ونور حروفه تناول محاور هامة خلال خطابة تحمل دلالات وحقائق مؤكدة وذات ابعاد مرتبطة بواقع الأمة واحوالها المعاشة وهو ما نسلط عليها الضوء فيما يلي :-

*- اشار في بداية خطابه إلى ان الذكرى السنوية للشهيد تأتي متزامنة مع الكثير من التطورات والمتغيرات الهامة ومبشرا بأن هذه التطورات تأتي لصالح عباد الله المؤمنين كما هو الحال كل عام منذ أول احياء لهذه الذكرى وإلى اليوم وتمثلت هذه التطورات بتوحد ناشئ يضم كل اطراف محاور المقاومة المواجهة للهجمة الامريكية على المنطقة

مؤكدا أن هذه المناسبة اصبحت محطة مهمة للتزود بالدروس والعبر ومحطة للإنطلاق والاندفاع اكثر واكثر في هذا الطريق طريق الشهادة والاستشهاد وتحت عنون في سبيل الله لانها تحت هذا العنوان تصحية بتوفيق من الله في موقف الحق وفي قضية عادلة وتحت العنوان المهم( في سبيل الله ) بإعتبار هذا العنوان هو التجارة الرابحة بين عباد الله المؤمنين والله تبارك وتعالى .

*- فضل الشهادة واهمية احياء ثقافة الاستشهاد وقد ركز السيد قائد الثورة على هذا المحور لما له من اهمية كبيرة في حياة الفرد والمجتمع ولدور هذه الثقافة في تحقيق العزة والكرامة للأمة وبإعتبار الشهادة باب فتحه الله لعباده لنيل الصفقة الرابحة التي ثمنها الجنة والحياة الدائمة الهنية عند الله للشهداء واما ثمار الشهادة في الدنيا فهي اعلاء كلمة الله وتحقيق حياة العزة والكرامة والقوة للأمة

*- حتمية الصراع في هذه الحياة يفرض على الامة احياء ثقافة الاستشهاد والتحرك تحت عنوان (في سبيل الله ) لنيل الشهادة كغاية لبلوغ رضوان الله ودرجة الفوز العظيم فالصراع على هذه الارض صراع ازلي بين الحق والباطل لن يتوقف ولن ينتهي ولا يسلم من خوضه انسان فحتى الانبياء كانوا اول من خاضوا معاركه وهم في موقف الحق تنفيذا لتوجيهات الله واوامرة، وثبتوا وصبروا وجاهدوا وضحوا في سبيل الله في موقف الحق حتى اعلو كلمته، مشيرا إلى ان لا احدا من البشر ان يسلم من الصراع او ينأى بنفسه عنه حتى المنعزلين او المحايدين لا يسلموا من أثاره وانتائجه ولذلك فعلى الانسان ان يحدد موقعه بدقة من هذا الصراع ويقرر اين يكون موقعه منه تحت عنوان (في سبيل الله ) او تحت عنوان (في سبيل الطاغوت )

*- مظاهر الصراع في العصر الحاضر والشواهد عليه
اشار قائد الثورة الى حقائق من واقعنا المعاش عن الصراع وبين مشاهد تثبت حتميته وذكر الحضور العسكري الامريكي في المنطقة مثالا على ذلك الذي قطع آلاف الكيلومترات وأتى بأسلحته وبوارجه وجنوده وطائراته الى المنطقة فترتب على ذلك مئات الآلاف من جرائم القتل والاغتصابات والقمع وسلب الحقوق كنا فعل في العراق وفي افغانستان وسوريا واليمن، ومؤكدا ان لولا ارادة النظام الامريكي ورغبته ما شُن عدوان علينا ولكنهم شنوه بإشراف امريكي وادارة امريكية ودعم امريكي وسلاح امريكي ونتج عنه قتل عشرات الآلاف من ابناء الشعب اليمني اطفالا ونساء ورجال وتدمير كل مؤسساتنا ومنشآتنا لخمسة اعوام وما زال وكل ذلك بهدف اجبار الشعب اليمني ان يكون تابعا مستذلا ومستعبدا وخاضعا للنظام الامريكي كما هي عليه بعض دول المنطقة التي ارتضت بحالة التبعية المطلقة للامريكي توالي من يريد وتعادي من يريد هو وكل شعوب المنطقة وهو ما لا يمكن ان نقبل به او نرضاه لأنفسنا ولا يرضاه الله لنا كما بين السيد قائد الثورة ان هدف التواجد العسكري الامريكي بالمنطقة هو استعمارها والتسلط على شعوبها وسلبهم حقوقهم واستقلالهم وحريتهم ونهب مقدراتهم فتقتل من تشاء وتقرر فينا ما تشاء خدمة لإسرائيل ومشروع احتلالها للمنطقة كما وضح السيد قائد الثورة ان الجريمة الاخيرة التي ارتكبها النظام الامريكي في مطار بغداد وسقط فيها القائدين سليماني والمهندس اكبر دليل على تسلطها وجبروتها وطغيانها وعلى وجوب مقاومة الهجمة الامريكية حتى اخراج قواتها العسكرية من المنطقة نهائيا

*- اجتماع قوى الشر على الباطل يفرض على الامة ان تجتمع وتتوحد على الحق لمواجهته وطرد قواه حيث وضح السيد القائد ان قوى الشر وعملائه اجتمعوا في باطلهمةللهيمنة علينا وعلى مقدرات شعوب الامة وهذا الامر يفرض على الامة ان تتوحد وتقف صفا واحدا في موقف الحق لمواجهة الباطل ودحره واخراجه منها .

*- كشف قائد الثورة عن المسارات التي تترافق مع الهجمة الامريكية وبين ان المسار الأول يتمثل بالتأييد للهجمة الامريكية والجرائم وتقوم به الاطراف التابعة والخاضعة للنظام الامريكي
والمسار الثاني هو مسار التثبيط والنقد والتجريح والتشوية والقدح لكل من يقاوم هذه الهجمة

*- الضربة الصاروخية الإيرانية على القاعدتين الامريكيتين تأتي من واقع مشروعية حق الرد وفقا لمبادئ وقيم ديننا وتمثل الخطوة الأولى لتوحد اطراف محور المقاومة في المنطقة لمواجهة الهجمة الامريكية ولن نتحرج من الاعلان على ذلك لأننا في موقف الحق ووضح سماحته ان من يتضامن مع امريكا ويقف مع جانب امريكا فهو في موقع الخيانة والعمالة والذل والخضوع والتبعية وهو من يجب ان يحاسب ويعاقب ناصحا لكل من يقف في هذا الموقف ان يتوقفوا عن ذلك وان لا يستعجلوا فالنصر هو حليف المواجهين لهذه الهجمة الامريكية التي تستهدفنا ونعاني ونخسر من خطره

*- المعادلات التي يحاول النظام الامريكي فرضها على شعوب المنطقة غير مقبولة ولن تكون واقعا بعد اليوم حيث كشف السيد قائد الثورة عن المعادلات التي يحاول فرضها النظام الامريكي على شعوب المنطقة وهي معادلة الاستباحة لجميع شعوب المنطقة ويساعدهةفي ذلك عملائه في المنطقة واكد ان الأ حرار لن يقبلوا بها مهما كان الثمن، والمعادلة الثانية هي معادلة التجزئة في الاستهداف وهي معادلة خطيرة تهدف الى جعل شعوب المنطقة يقفون موقف المتفرج اثناء استهداف النظام الامريكي لأي شعب من شعوبه وبما يحقق له فرض سيطرته المطلقة على شعوب المنطقة واستباحتها دون ان تحرك ساكن ، معلنا بكل وضوح رفض الشعب اليمني قيادة وشعبا لهذه المعادلة وداعيا كل الاحرار الشرفاء بالمنطقة الى توحيد مقاومتهم تنظيمها لمواجهة الهجمة الامريكية وموكدا ان هذا مبدأ من مبادئ المسيرة القرآنية من اول يوم لها ومبشرا الامة بأن الصراع دخل مرحلة جديدة من مراحل الصراع هي مرحلة التوحد في التصدي لهذه الهجمة

*- الرسائل التي وجهها في خطابه ونصح بها بعض الأطراف
وجه السيد قائد الثورة في خطابه العديد من الرسائل الهامة اهمها ما يلي :-
١- رسالة للنظام الامريكي مفادها الشعب اليمني وكل الاحرار في المنطقة لن يكونوا تابعين لأمريكا بل سيكونوا جبهة واحدة لمواجهة الهجمة الامريكية حتى هزيمتها ودحر تواجدها العسكري
٢- رسالة لعملاء النظام الامريكي مفادها لن يحميكم هذا النظام والامة ستحاسبكم
٣- رسالة للنظام السعودي والاماراتي باعادة حساباتهما واخذ العبرة من تجارب خمسة اعوام من عدوانهما على اليمن ونصيحة لهما بوقف العدوان
٤-رف بشارة كبرى للشعب بتأكيده ان اليمن اليوم في مرحلة اقوى من اي مرحلة سابقة وانه في قادم الايام سيكون اكثر قوة بفضل الله وتوفيقه في تطوير الاسلحة الاستراتيجية

٥- رسالة اخيرة وجهها الى الداخل للجانبين الرسمي والشعبي بالاهتمام باسر الشهداء ووجه الوزارات بالقيام بواجبها تجاههم وكذلك وجه الجانب الشعبي بذلك.

وخلاصة القول ان ما ذكرنا مماورد في الخطاب إلا بعض الخطوط والعنواين العريضة وعلى وجه السرعة إذا لا يمكن تسليط الاضواء على كل ما ورد فيه لشموليته وكثرة محاوره
حفظ الله قائدنا السيد عبدالملك ورعاه ورحم الله شهداءنا العظماء وفك قيد اسرانا وشافى جميع جرحانا وعجل بنصره علينا انه على كل شيئ قدير

You might also like