إليك أكتب …

 

إب نيوز ١٩ يناير
رويدا البعداني

مُنذ غيابك وأنا أعد الليالي، وأعاود النظر لساعة الزمن الخائنة، أخبرها أن ترجع لتلك اللحظة الواقعة بين السعادة من ناحية، وبين الشقاء من ناحية أخرى تتجاذبني.

لكن ساعة الوجع تأبى الرحيل، فأنزوي بعيدًا محاولة لملمة روحي، وتقمص ذاتي من جديد.

أحتضن نفسي مداوية جروحٍ كادت أن تُمِيتها، أحتضنها بشدة حيث لايراني أحد.

أوآسيها أن لاتبكي، لاتحزني، لا تنكسري , فتضعفي فهو حتمًا سيعود، نعم سيعود يوماً ما.

أيها البعيد ها أنا أصرخ بملء صمتي، أتسمعني؟؟!!

أخبرني من ينسج هذا الحنين إليك في حنايا روحي أيها البعيد القريب!

أيها القريب كأنفاسي وأفكاري، ها أنا أروي روحي دموعًا عادة لا أحتسيها لغياب أحد.

إني لم أكترث قط لغياب أحد ولم أهتم، لكنها الآن ذُرفت لأجلك، فما عدت أطيق هذا الغياب!

فكل دمعة تروي حكاية غيابك، وتدون على الوجنتين حلم عودتك.

أتعلم ياغائبي، تمنيت بلحظة لو أقاصص ذلك الغياب، وأعاقبه، لعله يشعر كم هو ظالم بحقنا، حين جعل المسافات بيننا كبعد الشمس عن الأرض، كبعد المشرق والمغرب.

نعم تمنيت لو للحظة أن استطع الإمساك به وأجعله بين كفي الذابلتين وأخنقه!

نعم أيها الغياب كم بودي أن أخنقك!

فأنت لم ترحمنا أبدًا، تماديت كثيرًا وآلمتنا!

جعلتنا لعبةً للأيام والذكريات، صوبت أسهمك الحادة فأصابتنا في مقتل.

لماذا؟؟
لماذا نحن أيها الغياب؟!

أتعلم ياغائبي! أحسد تلك المآذن كون لها حق الصراخ، والقدرة عليه!

أحسد كل شيء قادر على البكاء قبل أن تعلمه ظروف الفقد معنى الصمت!

أحسد الطيور كون لها حق التحليق عاليًا والسفر بعيدًا متى شاءت!

أحسدها كون لها القدرة على الإفلات من أي شيء يضايقها متى شاءت!

وكم أحسد ذلك العصفور الصغير عندما يقف على نافذتنا الصغيرة مغردًا، لا يفكر بشيء ولايقلقه أمر.
ليته استطاع أن يعزف لي لحن العودة علك تسمعه وتعود.

You might also like