ما مصدر الأخبار لديك؟!!

 

إب نيوز ٢٤ فبراير
عبدالملك سام

المعركة محتدمة بين الحق والباطل، بين مشروع الحرية ومشروع الأستعباد، بين اليمن وأعداء اليمن، بيننا وبينهم.. هذه المعركة أستخدمت فيها شتى أنواع الأسلحة، ولعل مما يميزها أن العدوان أستخدم أسلحة لم تستخدم على أي بلد آخر من قبل، ونحن أيضا أستخدمنا فيها أسلحة صنعناها بأنفسنا ولم تستخدم من قبل، ولكن ما يهمنا في هذا المقال هو أن نشير لحرب قذرة هي جزء من العدوان علينا، ألا وهي حرب الجاسوسية التي لم نعهدها من قبل، ولعله مما يجب أن نفخر به ما قطعناه نحن في هذا المضمار الذي أوجدناه في ظل ظروف صعبة للغاية، ونكلنا بدول العدوان في هذه المعركة ومعارك أخرى، وبفضل الله يبدو أننا نسير في الطريق الصحيح لحسم المعركة.

كلنا يعرف أن الجاسوسية جزء مهم من معارك اليوم، وذلك بسبب ما توفره من معلومات تؤدي إلى أستخدام أنسب وأقل كمية من الأسلحة في المكان والزمان المناسبين، كما أنها قد تحبط تحرك معين للعدو، وتوفر معلومات هامة عن توقيت وتحركات وعدد وعتاد العدو في أي عملية.. طبعا بالنسبة لسلاحنا نحن فمازال كم المعلومات قليلا عن الطرق التي يستخدمها الجيش واللجان في هذا المضمار، وهذا بحد ذاته نقطة قوية لصالحنا، أما فيما يخص دول العدوان فقد حققت قوات الأمن اليمنية الكثير من الإنجازات الكبيرة لعل أخرها عملية (فأحبط أعمالهم).

بالنسبة للجبهة الداخلية فيجب أن نفهم طبيعة تلك المعركة لنتفاداها، فالجاسوسية لا تتم فقط عبر أجهزة المراقبة والجواسيس الأجانب، بل أن أخطر أنواعها هو ما يتم بواسطة العملاء الداخليين الذين يكون عندهم أستعداد لتقديم أي معلومات أو القيام بأعمال تخريبية ضد أبناء جلدتهم مقابل المال المدنس. هؤلاء قد يكونوا خلايا نائمة أو طابور خامس أو “مغفلين”، والنوع الثالث هو ما نريد أن نركز عليه هنا، فالبعض قد يقدم معلومات قيمة للعدوان الذي يراقب ما نقوم بنشره عبر الإنترنت بأستخدام ما يطلق عليه “الذباب الألكتروني”.

احيانا يصل لك خبر أستشهاد صديق لك، وأنت بدافع الفخر بالعلاقة التي تربطك بهذا الشهيد تقوم بنشر صورته قبل أن يتم الإعلان عنه، وكلنا نفخر بهؤلاء الرجال الشرفاء، ولكن يحصل أحيانا أن نجد أن وسائل إعلام العدو تؤكد مقتل القائد الميداني فلان في منطقة ما! طبعا أنت لم تكن تعلم أهمية عمل الشهيد ولا خطورة أعلانك! وهذه من الهفوات التي تتكرر دائما، والسؤال هنا: لما العجلة بأذاعة هكذا أخبار؟

أما المثال الآخر وهو ما يفطر القلب قهرا، هو ما يقوم به البعض من تناقل أخبار لا أساس لها من الصحة، حتى لو كانت من باب الأستنكار! المفترض – كما تكلمنا سابقا – أن نعتمد هنا على ما ينشره الإعلام الرسمي فقط، مهما كان حجم الإغراء لنبدو رائعين أمام الآخرين، او لنظهر كالعالم ببواطن الأمور! صدقوني أننا هنا لا نقل خطرا عن أولئك الذين يقومون بنشر الإشاعات والأخبار المضللة عن قصد، بل ربما أخطر منهم أحيانا لأننا يمكن أن نجعل من العسير معرفة مصدر تلك الإشاعة! وهذا ينطبق أيضا على تناقل الأخبار التي لم يعلن عنها بعد، أو الأخبار التي يجب ألا تقال، ويكفي أن نعرف أن الأمريكيين بعد غزو العراق أعترفوا بأن أكثر من 50% من المعلومات قد عرفوها من سائقي سيارات الأجرة العراقيين!

أخيرا يجب أن نتنبه لوسيلة نقل الأخبار، ويمكن هنا أن نفعل شيئا بسيطا وهو أن نعتبر كل أنواع وسائل التواصل مخترقة ومراقبة، سواء الهاتف أو الأنترنت أو أي وسيلة أخرى. يجب أن نفعل الصواب ليكون لنا شرف المشاركة في النصر عبر تناقل الأخبار والمنشورات من خلال الوسائل الإعلامية الرسمية فقط، فهناك جهود جبارة لإعداد ونقل الأخبار عبر هذه الوسائل، ولا فائدة هناك من التعتيم عن مصدر الخبر لأن هذا يساهم في فوضى المصادر، بل يجب علينا أن نعلن عن المصدر لنربط أكبر عدد من الناس بهذه المصادر الهامة، وهكذا نكون مطمئنين لمصدر ومدى مصداقية الأخبار التي تصلنا، كما نكون ساهمنا في تعريف الآخرين بهذه المصادر.. ودمتم بود.

You might also like