معركتنا مع كورونا معركة وعي .

 

 

إب نيوز ٢٤ مارس

أم الحسن ابوطالب

ومع الضجيج العالمي حول الكابوس المخيف والشبح القاتل فايروس كورونا وما يحدثه من فتك بشري لسكان العالم هذا الوباء الخبيث الذي كسر هيبة الدول وحطم معنويات الكثيرين وأثار حوله الكثير من التساؤلات يبقى اليمن خالياً حتى الآن من أي حالة مصابة به ولله الحمد.

إنّ من نعم الله تعالى علينا نحن اليمنيون أن حمانا الله من ويلات هذا الفايروس وإن كان لفترة قد تطول وقد تنتهي فهذا في حد ذاته نعمة عظيمة وفرصة لم يمنحها الله لكثير من البلدان التي داهمها هذا الفايروس على حين غفلة ففتك بالمئات بل بالآلاف من سكانها.

إن عدم ثبوت أي حالة مسجلة بالإصابة بهذا الفيروس لدى وزارة الصحة اليمنية نقطة إيجابية يجب الإستفادة منها بأقصى درجات الإمكان وبكافة الأمكانيات فهذه المرحلة تتطلب نشر الوعي والإرشادات بين أوساط المجتمع وفئاته المختلفة لأن معركتنا القادمة مع هذا الفايروس معركة وعي بطرق أنتشارة والسلامة منه ويجب الأستعداد لها كما يجب.

لايخفى على الجميع ماعاناه الشعب اليمني من ويلات حرب كونية وحصار دام خمسة أعوامٍ جعلت من منظومته الصحية تحت مستوى القدرة المطلوبة لعملها وتقديم خدماتها فمعظم الأجهزة الطبية قد تجاوزت العمر الأفتراضي للعمل بها من ما جعل الخدمات الصحية شحيحة وضعيفة أمام أي عاصفة تنذر بوباء أو مرض ناهيك أن يكون هذا المرض وباء عالمي وسريع الأنتشار ويؤدي للوفاة في حال عدم وجود رعاية صحية عالية للمرضى كافايروس كورونا.

إنّ ما حدث في دول العالم المنكوب بهذا الفايروس يجب أن يأخذ بعين الأعتبار فالبرغم من “الترسانة الصحية” إن صح القول، التي أمتلكتها تلك الدول إلا أنها فشلت في احتواء أزمة كورونا ففي إيطاليا مثلا يموت مئات المرضى في اليوم الواحد نتيجة قلة الوعي الذي تعامل به الشعب الإيطالي مع هذا الفيروس والأستهتار بإرشادات السلامة التي قدمتها الحكومة من ما أدى الى وضع كارثي جداً وخروج الوضع عن السيطرة.

وفي المقابل نجحت الصين وبالرغم من مداهمة الفايروس لها دون أي مقدمات نجحت بأحتواء الأزمة التي حصدت أرواح الكثيرين وأكدت أنه و بمرور ثلاثة أيام لم تسجل فيها أي حالة جديدة للإصابة بهذا الفايروس أنها حققت إنجازا كبيرا بفضل وعي السكان وحكمة القائمين على إدارة الأزمة من خلال فرض الحجر الصحي لمدن بأكملها كما حدث في مدينة ووهان الصينية التي يقدر عدد سكانها بأكثر من أحد عشر مليون نسمة.

ومابين الصين وايطاليا وأمكانتهما الضخمة والمهولة والتحديات التي واجهتهما أصبح لدى شعب الحكمة والإيمان نموذجان أحدهما للنجاح وآخر للفشل في أحتواء الأزمة وعليه أن يختار أحدهما.
ومن جهة أخرى نجد أن الشعب اليمني يقف مجردا من كل تلك الأمكانات والمعدات الصحية الضرورية التي يحتاجها بدون وباء لإنعاش منظومته الصحية فما بالنا إن وجد لذا وفي ظل الوضع الراهن لن نراهن الا على سلاح الوعي والإحتراز والإلتزام بإجراءات السلامة التي أقرتها حكومة الإنقاذ الوطني للحفاظ على سلامتنا ووقايتنا من هذا الفايروس ولتجنب سرعة تفشي حالات الاصابة “إن وجدت” كي لا تعجز أمام كثرتها الإمكانات الطبية البسيطة التي تمتلكها وزارة الصحة ومراكزها الطبية ولكي نخرج من هذه الأزمة بسلامة “فدرهم وقاية خيرٌ من قنطار علاج.”

You might also like