عطوان :ترامب يخطط لعدوان جديد على العراق لتصفية الحشد الشعبي وتغيير النظام في بغداد فكيف سيكون الرد؟

إب نيوز ٢٨ مارس

عبدالباري عطوان :ترامب يخطط لعدوان جديد على العراق لتصفية الحشد الشعبي وتغيير النظام في بغداد فكيف سيكون الرد؟ وهل رفض الدعوات برفع الحصار عن ايران بسبب انتشار “الكورونا” وفتكها يصب في هذا الاطار؟ ولماذا نعتقد ان ترامب المتخبط قد يفعلها لإنقاذ نفسه؟

يتساءل كثيرون، ونحن لسنا من بينهم، عن أسباب سد الإدارة الامريكية الحالية اذنيها امام الدعوات العالمية المتصاعدة، والصادرة عن جهات اممية ودولية عديدة، تطالبها بـ”تعليق” العقوبات الاقتصادية التي تفرضها على ايران بسبب تفاقم الاضرار الناجمة عن انتشار فيروس “الكورونا” في أوساط الشعب الإيراني، مما أدى الى وفاة 2300 شخصا، واصابة 32 الفا آخرين حتى الآن.

صحيفة “نيويورك تايمز” اعفتنا اليوم من الإجابة عندما كشفت في تقرير لها عن وجود مخطط امريكي لتنفيذ  عملية عسكرية دموية وشيكة في العراق ضد فصائل الحشد الشعبي، لاستفزاز طهران، وجرها الى مواجهة عسكرية وهي في موقف ضعيف لانشغالها بأزمة الكورونا، وأكدت الصحيفة ان وزارة الدفاع (البنتاغون) امرت قادتها العسكريين الكبار بوضع تفاصيل المخطط الذي يتضمن ارسال آلاف الجنود الامريكيين المعززين بمعدات عسكرية ثقيلة الى القواعد الامريكية في العراق والمنطقة.

***

الرئيس ترامب الذي فوض وزير دفاعه مارك اسبر، وقادة البنتاغون بالثأر “عسكريا” لمقتل جنديين امريكيين وبريطاني، واصابة عشرة آخرين في هجوم شنته جماعة عراقية “مجهولة” على قاعدة التاجي شمال بغداد قبل أسبوعين، يعيش هذه الأيام أسوأ اوقاته، نظرا لإنهيار الاقتصاد الأمريكي، وانكشاف هشاشة النظام الصحي لبلاده، بفعل انتشار فيروس كورونا بصورة جعلت الولايات المتحدة تسبق الصين وإيطاليا وتحتل المركز الأول عالميا، بأكثر من 83 الف إصابة، وإعلان حالة الطوارئ في 11 ولاية، واعلانها ولايات منكوبة، من بينها نيويورك، وقد يحاول الخروج من هذا المأزق “الشخصي” بالبحث عن “انتصار ما” ضد ايران، سواء في حرب بالإنابة على ارض العراق، او حرب بالأصالة على ارضها.

كتائب “حزب الله” العراقية المتهمة أمريكيا بقصف عدة قواعد عسكرية علاوة على السفارة الامريكية في المنطقة الخضراء في بغداد، هي الهدف الأكبر، وكان متحدث بإسمها حذر في بيان رسمي قبل أيام معدودة من مخطط “انقلاب عسكري” امريكي في العراق، بالتعاون مع جهاز أمني داخلي (لم يسمه) يشمل انزالا جويا، على مواقع للجيش وقواعد “للحشد الشعبي” وتوعد البيان بالرد على الهجوم، بقصف القواعد الامريكية دون هوادة.

تحالف أمريكا في العراق في حالة تأهب، ونجح “أنصارها” في خلق حالة من الفوضى السياسية، بإحباطهم لكل جهود خصومهم، حلفاء ايران، بتنصيب رئيس وزراء عراقي جديد خلفا للسيد عادل عبد المهدي المستقبل، ومنع تحقيق اغلبية في البرلمان تمنح الثقة بإثنين من المرشحين حتى الآن، من قبل الكتلة الأكبر، ويضم هذا التحالف قيادات كردية وسنية وشيعية عربية عراقية.

القيادة السكرية الامريكية عززت قواعدها في العراق بمنظومات صواريه “باتريوت” بعد القصف الإيراني لقاعدة عين الأسد في الانبار، وقاعدة “K1” في كركوك، تسحبا لعمليات عسكرية للحشد الشعبي الذي يملك صواريخ كروز وطائرات مسيرة، انتقاما وثأرا لمقتل القائدين قاسم سليماني، رئيس فليق القدس، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي قرب مطار بغداد في كانون اول (يناير) الماضي.

مايك بومبيو، وزير الخارجية، ومارك اسبر، وزير الدفاع، اللذان يعتبران من اكثر المحرضين على شن حرب ضد ايران يريدان اشعال فتيلها في اقرب وقت ممكن، ويعتقدان ان فيروس كورونا اضعف القيادة الإيرانية، وحقق لهما فرصة ذهبية للانقضاض والاجهاز عليها، ويراهنان على ان زيادة تدهور الأوضاع المعيشية فيها، بسبب الاثنين أي الكورونا والعقوبات، قد يؤدي الى ثورة شعبية ضد النظام الإيراني، ولهذا يتبنيان موقف الرئيس ترامب، ويعارضان أي رفع وتعليق للعقوبات استجابة لنداء أنطونيو غوتيريش، امين عام الأمم المتحدة، وثماني دول أخرى، من بينها الصين وروسيا صدر الأسبوع الماضي.

أمريكا هُزمت بالعراق بشكل مهين، وخسرت اكثر من ستة ترليونات دولار و3500 قتيل، و33 الف جريح، بفعل المقاومة الباسلة لاحتلالها من قبل الشعب العراقي، ولا تستطيع بلع هذه الهزيمة، خاصة في ظل صعود “التنين” الصيني، وقرب نجاحه في اطاحتها من فوق عرشها كأكبر قوة عظمى في العام الذي تربعت عليه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945.

***

الكورونا هزمت ترامب، وفضحت هشاشة ادارته، والبنى التحتية الصحية والاقتصادية لإمبراطوريته وبات يحاول بائسا رشوة أطباء العالم وممرضيه بدعوتهم للهجرة الى أمريكا، ومنحهم الإقامة والجنسية، وقبلها سرقة انجاز شركة ادوية المانية المتمثل في لقاح ضد هذا الفيروس القاتل، ولهذا يتصرف هذه الأيام مثل النمر المثخن الجراح وقد يحاول الضرب دون وعي، ومن شدة الألم في جميع الاتجاهات.

المقاومة التي هزمت جورج بوش الابن في العراق، واجبرت خلفه باراك أوباما على الانسحاب ذليلا، ستهزم ترامب وستسقط احلامه في الفوز بولاية ثانية، فنحن نعرف الشعب العراقي العظيم جيدا.. والأيام بيننا.

You might also like