تساؤلاتٌ على هامش الذكرى .

إب نيوز ٢١ مايو

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السُنبلي.

لماذا لم نعد نسمع اهازيج الوحدة واغانيها ؟!

لماذا لم نعد نرى ذلك الزخم الكبير الذي كان يصاحب احتفالياتنا بعيد الوحدة ؟!

لماذا أصبحت ذكرى الوحدة تمر علينا مرار الكرام كأنها لم تكن ؟!

مالذي جرى يا قوم ؟

هل شاخت الوحدة ؟ أم أنها عقولنا هي من شاخت وأصابها الخرف حتى أننا لم نعد نعير أغلى مكتسباتنا وأكبر منجزاتنا أي اهتمامٍ يذكر يليق بمكانتها وقدرها ؟!

أم ماذا يا تُرى ؟!

هل انعكس صراع الإخوة الفرقاء سلباً على رمزية وقدسية الوحدة في نفوس الناس حتى أصبح كل فريقٍ منهم يتهددنا ويتوعدنا بالنيل منها ؟!

وما ذنب الوحدة ؟!

فالوحدة ليست ملك فصيلٍ سياسيٍ بعينهٍ أو حزبٍ بذاته أو أي مكونٍ أو تيارٍ أو حراك أو شمالٍ أو جنوب حتى يُعطي لنفسه الحق في أن يبت في أمرها أو يبحث في مصيرها، ولكنها ملكٌ للأمة وحقٌ مكتسبٌ أصيلٌ للشعب .

كما أنها ليست ملكٌ لجيلٍ بنفسه حتى يمتلك في لحظة انحطاطٍ وطني قرار الإجهاز أو الانقلاب عليها وإنما هي ملكٌ لكل الأجيال اليمنية المتعاقبة السابقة منها واللاحقة . هي في الحقيقة ثمرة وحصاد نضالات وتضحيات أجيالٍ وأجيال عبر عشرات ومئات السنين .

ألم تكن يوماً لنا ولآباءنا وأجدادنا حلم الأحلام وأسمى الأماني والآمال، فمن خولك أنت أو هو أن تصادروا في لحظة طيشٍ وانتهازيةٍ رخيصةٍ علينا وعلى آباءنا وأجدادنا هذا الحلم ؟

تنازعوا ما شئتم وتقاتلوا ما شئتم، تقاطعوا وتخاصموا واختلفوا لكن لا تقربوا من الوحدة . لا تجعلوا منها البتة أمراً قابلاً للمساومة أو المقامرة أو المغامرة ولا تضيعوها فتخسروا أنفسكم وتخسروا الشعب !

فالوحدة لم تذنب بحق أحد، نحن من أذنبنا بحقها يوم أن فكرنا لؤماً أن نجعل منها شماعةً نعلق عليها فشلنا وحماقاتنا وأخطاءنا بحق بعضنا البعض .

باختصار ..

قد نتراجع يوماً وفي لحظة من اللحظات عن الديمقراطية أو التعددية أو أي شئٍ لنا ثمين في هذا الوطن إلا أنه لا يمكن لنا بأي حالٍ من الأحوال أن نتراجع قيد أنملة أو نفرط بالوحدة، فالوحدة اليمنية خط أحمر من اقترب منه أو حاول المساس به هلك وخسر .

عاش اليمن واحداً موحداً وعاش الشعب وكل عام وأنتم والوطن بألف ألف خير وعافية،

وجمعتكم مباركة .

 

#معركة_القواصم

You might also like