يوم القدس وسبب هوان الأمة من وحي خطاب قائد الثورة .

 

إب نيوز ٢١ مايو

منير إسماعيل الشامي

أخر جمعة من شهر رمضان هو يوم القدس العالمي الذي حدده الإمام الخميني كيوم سنوي لإحياء قضية الأمة المصيرية
والهدف من احياء هذا اليوم هو التذكير بالاهمية المصيرية لهذه القضية وكيف يجب أن تستشعر اﻷمة حجمها وخطورتها فالكيان الصهيوني لا يقتصر خطره على الشعب الفلسطيني فقط بل خطره يتعدى مجرد التهديد الى مستوى الخطر الكبير على كل اقطار الامة وشعوبهاوخطورته تشمل مختلف جوانب الحياة اقتصاديا،وعسكريا،وثقافيا،
واخلاقيا، واجتماعيا…إلخ ولذلك فنظرة الامة الى الخطر الصهيوني نظرة قصور كبير نظرة ضيقة ومحددة في استشعار هذا الخطر وفي التعامل معه.

ومن ينظر الى خطر العدو الصهيوني مقتصر على المنطقة التي احتلها وينظر الى تهديده على انه تهديد عسكري على الشعب الفسلطيني فهو غبي وأحمق نظاما كان أم شعبا .

وهذه النظرة هي من اهم أﻷسباب التي جعلت اهتمام الأمة بهذه القضية في تدني مستمر رسميا وشعبيا ولا يرقى إلى أدنى مستويات الخطر الحقيقي على الامة ويقتصر الاهتمام المسؤول بهذه القضية على جزء بسيط جدا في الأمة وأطراف محدودة للغاية

لقد اتجهت بعض الجيوش العربية في مراحل سابقة لمواجهة إسرائيل ولكنها فشلت وهزمت رغم ما تملكه من إمكانيات كبيرة تفوق إمكانيات إسرائيل لأن الأداء العسكري لم ينطلق على رؤية واقعية وايمانية ولم تتعاطى مع هذا الخطر تعاطي حقيقي وتتعامل معه كعدو خطير وبمقارنة إمكانيات تلك الجيوش مع إمكانيات حزب الله نجد أن امكانيات حزب الله لا تساوي شيئا أمام تلك الامكانيات ومع ذلك فقد صنع حزب الله مواقف عظيمة،وخالدة في مواجهة إسرائيل ولقنها هزائم نكراء واذلها فعلا

هذا يؤكد لنا أن الرؤية القرآنية هي الرؤية التي يجب أن تتحرك الأمة وفقها في مواجهة إسرائيل

القرآن الكريم تحدث عن اليهود بشكل خاص وبمساحة واسعة في الكثير من سور القرآن الكريم ويمكن أن نسترشد من القرآن في حديثه عن اليهود ونستفيد من ذلك في طريق المواجهة الحقيقية مع الكيان الصهيوني وبرؤية حقيقية ومعرفة كاملة عن العدو الصهيوني من مختلف الجوانب خاصة وقد كشف كل حقائق العدو الذي سوف نواجهه وبين كل نقاط ضعفه واصبحت معلومة للأمة الإسلامية كلها.

ضربت عليهم الذلة فهم اذلاء وجبناء يولون الادبار عند المواجهة ولا يقاتلون وجها لوجه إلا من وراء جدر او في قرى محصنة قلوبهم شتى لايمكن أن يتحركوا معتمدين على أنفسهم فلا يتحركون إلا إن كانوا واثقين من أمرين اثنين (إلا بحبل من الله وحبل من الناس) وهما:
1-أن الله قد سلطهم على المواجه لهم فحبل من الله يعني تسليط إلاهي لهم على المسلمين ولا يمكن أن يحدث ذلك إلا إن ابتعد المسلمين عن ربهم ونبيهم ودينهم وكتابهم فيكون ذلك عقابا لهم
2- لا يمكن أن يتحركوا بدون مساندة ودعم حقيقي من غيرهم وهذاهو معنى (وحبل من الناس) وهو ما هو واضح وما يؤكده الواقع منذ وعد بلفور الذي يعتبر مساندة بريطانية وتوسعت بعد ذلك لتصبح اليوم مساندة امريكية وغربية ودعم كامل منهم ماديا وسياسيا وعسكريا ولوجيستيا

وبإبتعاد الأمة عن ربها ونبيها وكتابها واعلام هداها ضربت عليهم الذلة وباختلافها تفرقت فضربت عليها المسكنة فأصبحوا يعتقدون اعتقادا قاطعا استحالة مواجهة العدو الصهيوني وهزيمته ومعنى ذلك أن الأمة فرطت وقصرت تجاه دينها وابتعدت كثيرا عن نهجها وكتابها ونتج عن ذلك أن تفرق واختلفت فسلط الله عليها عدو ضعيف واصبحت في هذه الوضعية السيئة ولولا تفريطها وتقصيرها تجاه دينها وتفرقها واختلافها في اسرار قوتها وشدة بأسها لما كانت في هذه الوضعية ابدا لأن هذه الوضعية ليست وضعيتها الحقيقية ما يعني أن تسليط الله لعدوها الذي هو من ضرب الله عليه الذلة والمسكنة هو عقابا على تفريطها وتقصيرها وتخاذلها وهو ما أشار إليه الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه صراحة فكيف لإسرائيل أن تكون أقوى من الأمة والأمة تمتلك كل عوامل القوة والتفوق عددا وعتادا واموالا وأسلحة ، ما يعني أن تحرك تلك الجيوش لمواجهة إسرائيل لم يكن وفق رؤية حقيقية ومنهج قوي يضمن وحدة القيادة ووحدة الهدف ما يعني أن التحرك يجب أن يكون وفق الرؤية اﻹيمانية والمنهج القرآني

فالركائز الاساسية لنجاح اﻷمة في مواجهة الكيان الصهيوني والقضاء على كل اخطاره هي الاعتصام بحبل الله والثقة به والتوكل عليه والتمسك بالنهج القرآني والتحرك من منطلق إيماني وتحت القيادة القرآنية والاقتداء بأعلام الهدى ومتى ما انطلقت الأمة على هذا النحو فلن يصمد هذا الكيان المجرم امامها لأيام معدودة.

ما يعني أن الأمة لن تخرج من هذه الوضعية إلا إن اخرجت نفسها من هذه الوضعية ولن تستطيع ذلك إلا إن تمسكت بالثقلين وسارت على نهج الثقلين فإن فعلت ذلك وفرت لنفسها جميع الركائز الأساسية التي تضمن لها العزة والقوة والكرامة وتأهلت لتحظى بالتمكين والتأييد الإلهي ونفوز بوعده الحق بالنصر على اعدائها.

You might also like