أراهم ينمون في حين أعالج تربتي من سمومها..

 

إب نيوز ٤ يوليو
أميمة عثمان

ومع إطلالة كل صباح يُزهر كلٌ بحُلمه بعيداً عن شوائب الزمن الضارة، ينثر عبيره، ينصت لزقزقات العصافير فيسبح في موج أحلامه، ويفز على وقت إفطاره لينهض بعدها للعمل وإكمال مهامه وواجباته في الحياة ليستئنف سقي طموحاته في أوقاتها المحددة لتشرق متوردة.

في حين أكاسح نفسي ترويضاً أنهكني، وجعل كل طموحاتي وهميةً تذهب أدراج الرياح، وفراغ كل صباح لا أسمع سوى نخزات قلبي المثقل بالجراح، يئن من جور التقاعس رغم جهود العقل في نفض غبار التيه والنسيان، وجور الزمان.

حلمٌ ضاع بين طيات الألم القديم، ونكران الجميل، وتزاحم الأفواه أيها يأتي بخبرٍ يقين، عن أن الحياة تعبٌ مشقة، وهل هي محقه، في زرع الاحباط في الأوساط، لتمهد للغازي سطوة السياط، وخذلان الجياد، لينهار واقعٌ يتحلى بالجهاد.

فكل ما أنهض لسقي أحلامي أرى خيبات الماضي أمامي، لتصنع حاجزاً بين سد الإرواء، وتضعني بين الشتات والإغواء وتنثر سمومها ليجمد فكري الحي، ويغفو في سبات الضياع المؤرق.

تتردد حسرات الفؤاد عليّ، فانشغل بدموع مقلتيّ، أعاتب نفسي على كل دقيقةٍ أفنيتها في الضياع، دون التعلم والاستطلاع، دون الالتحاق بالعالم في كل صراع، فتتراكم الأوجاع عند زاوية تنتظر نوراً يضيء عتمتها، يشرق عليها علها تذوب علي أتوب وأستيقظ صباحي لفلاحي.

فالأحلام تُغذى بالجد والعمل، بالقوة والسلام الداخلي، دون تذكر حماقات الماضي، اللتي تؤرق وتعكر صفوة الروح التي تدفعك نحو الأمام، نحو بلوغ التمام.

فخذ رشفةً من كل صباح لتغذي بها طموحاتك لتصل حد السماء، لتنعم حد الارتواء، وتتفتح زهورها في ذروتها الزاهية، متواضعةً لا متباهية.

 

You might also like