عطوان : النصر تحقق.. والآن بدأ “الجهاد الأكبر”.. كيف سيتم الحفاظ على هذا النصر .وهل جاء عدم تدخل “حزب الله” في الحرب بطلب فلسطيني.. ولماذا؟

إب نيوز ٢١ مايو

 

عبد الباري عطوان :

النصر تحقق.. والآن بدأ “الجهاد الأكبر”.. كيف سيتم الحفاظ على هذا النصر ومكتسباته والتصدي لمؤامرات الطابور الخامس؟ لماذا فتح الرئيس الأسد الباب على مصراعيه امام عودة “حماس” وحيا المقاومين في غزة؟ وهل جاء عدم تدخل “حزب الله” في الحرب بطلب فلسطيني.. ولماذا؟

الانتفاضة الصاروخية انتصرت، والعدو الإسرائيلي خرج من المواجهة مهزوما، والسؤال هو حول كيفية الحفاظ على هذا الانتصار أولا، والبناء عليه ثانيا، وتعويض 4000 آلاف صاروخ جرى اطلاقها وكان لها الدور الأكبر في حسم المعركة ثالثا؟

الان بدأ الجهاد الأكبر فعلا في تقديرنا، الآن بدأ التحضير للمعركة القادمة التي لا تقل شراسة، أي مواجهة أعداء النصر، والطابور الإسرائيلي الامريكي الخامس، الذي يحاول سرقة هذا النصر، وخلق الفتن، ومحالة تفتيت جبهة المقاومة، ولبعض العرب، وبعض الفلسطينيين بينهم دور مهم في هذا الاطار، فالحرب توحد، والسلم او وقف اطلاق النار يفرق.

 

 

***

ما لا يعرفه الكثيرون ان هذا الانتصار الذي حققته غزة كان بالتنسيق مع محور المقاومة، ولا نكشف سرا عندما نقول ان عدم تدخل “حزب الله” او ايران، وانصار الله في اليمن في هذه الحرب، جاء بطلب من قيادة الفصائل في غزة، حتى يكون الانتصار فلسطينيا صرفا، وحتى لا تتحول “إسرائيل” الى ضحية في نظر العالم، ويخسر الشعب الفلسطيني بالتالي هذا التعاطف الدولي لصالح قضيته، وهذا ما يفسر المظاهرات العارمة التي تفجرت في شوارع وميادين العالم بأسره، بصورة لم نر لها مثيل منذ حرب العراق عام 2003، وحرب تموز عام 2006.

الحقيقة التي تغيب عن اذهان الكثيرين في غمره الاحتفال بهذا النصر العظيم ان قيادة المقاومة في قطاع غزة هي التي اتخذت قرار الحرب، وتحديد ساعة الصفر، وبادرت بالقصف الصاروخي على اسدود وعسقلان وتل ابيب، وبكميات كبيرة دفعة واحدة لإرباك القبب الحديدية وافشال مهمتها، وهذه علامة فارقة.

ربما يختلف معنا البعض عندما نقول ان غزة بإعلانها الحرب على الغطرسة الإسرائيلية كانت تنتقم لهجمات “الموساد” على مفاعل “نطنز”، وشن الجيش الإسرائيلي الف غارة صاروخية إسرائيلية على اهداف في العمق السوري، وهذا ما يفسر امرين أساسيين:

  • أولا: فتح الرئيس بشار الأسد أبواب سورية وقلبها لحركة “حماس” وجناحها العسكري المقاوم للعودة الى دمشق، كتحية لها، وبدء صفحة جديدة من التعاون المباشر، والتسامي فوق الجراح والخلافات.

  • الثاني: كشف ايران عن طائرة مسيّرة جديدة متطورة، واطلاق اسم “غزة” عليها تخليدا لذكرى الانتصار الحالي، وردا على خطوة السيد اسماعيل هنية التي تمثلت في شكره للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ومرشدها الأعلى على دعمها لفصائل المقاومة، وعرفانا بجميلها.

***

الاستعداد للجولة القادمة من المواجهة بدأ فور اعلان وقف اطلاق النار، والمهمة الأولى ستكون كيفية تعويض الصواريخ الـ 4000 “المباركة” التي أرسلت ستة ملايين إسرائيلي الى الملاجئ، وعزلت الدولة العبرية عن العالم بإغلاق مطاراتها حرصا على سلامة الطائرات وركباها، ولوقوعها في مرمى الصواريخ.

مصدر مقرب من محور المقاومة اكد لنا ان لدى فصائل غزة خمسة اضعاف هذا الرقم ان لم يكن اكثر، وان عملية التعويض قد تستغرق عامين على الأقل بسبب الحصار، ولكن الاستبدال قد يتم بطريقة اسرع، وبصواريخ احدث واكثر دقة وتطورا.

العد التنازلي لإنهيار الحلم الصهيوني العنصري بدأ، وبشكل متسارع، بعد بروز غزة العسكري، تحولها الى “اسبرطة” فلسطين، وهي التي لا تزيد مساحتها عن 150 ميلا مربعا ودون غابات او جبال، وإسرائيل الآن تعيش أسوأ ايامها، وباتت عبئا ثقيلا على حلفائها، والنصر الأكبر قريب بإذن الله.. والأيام بيننا.

You might also like