آثر الحج ومؤامرة الأعداء

إب نيوز ٢٠ يوليو
زينب الحسن

فرض الله على المسلمين حج بيته الحرام، وجعله مثابة للناس وأمنا، حيث جعل الحج ركناً من أركان الإسلام وأنزل بإسمه سورة في القرآن دون غيره من الأركان؛ لأنه الركن الذي يجتمع فيه المسلمون  من كل بقاع الأرض، قال تعالى: (( وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ )) من سورة الحج.

بقلوبٍ يحدوها الأمل إلى عفو الله ورحمة، وأرواحٍ متجردة عن كل مغريات الدنيا  وأجساد تقف على صعيد واحد، بلباسٍ واحد، وجميعهم يطمعون برضوان الله، لا فضل لعربيٍ على عجمي، ولا لأبيض على أسود إلا بالتقوى.

كما أن لهذا الوقوف الموحد  الأثر التربوي الكبير على نفوس كل الحجاج باستشعار وقوفهم أمام الله في ساحة المحشر، بقلوب تنبض بالتوبة، وحناجر تجأر بالتهليل والتكبير، وألسن تلهج بالإنابة ، وأيدٍ ترفع؛ لنيل العفو والمغفرة، تعرضا  لنفحات الله في تلك الأجواء الروحانية  الإيمانية التي، كانت تملأ الأرجاء، بالتلبية والدعاء.

وها نحن نشاهدها اليوم بيت الله وقد أفرغوها من زوارها، وأوصدوا أبوابها، متسربلةً بأحزان الإسلام، وحاملةً أوجاع الأمة، وحيدةً فريدةً تحت قيود الأعداء مكبلة ترزح، وتحت مؤامرة البغاة الكيدية تقيم، وهم الذين صوروها بالخطر على صحة المسلمون، وبأنها توزع الفيروسات؛ لتقضي على زوارها وقد وصفها الله بالمكان الأمن في قوله تعالى: (( وَإِذْ جَعَلْنَا الْبَيْتَ مَثَابَةً لِلنَّاسِ وَأَمْنًا وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ ))من سورة البقرة- آية (125).

ياله من كيد!!  وياله من مكر!! وياله من خداع!! على الإسلام والمسلمون، حيث تمنع شعائر الله أن ترفع تنفيذاً لمؤامرت الأعداء من اليهود والنصارى، بينما البارات تفتح لممارسة  الدعارة والرذيلة، والملاهي تقام لممارسة الفسق والفجور دون قيدٍ أو شرط، لا كورونا ولا غيره؛ لتبث سموم مؤامراتها القاتلة بين شعوب الأمة لتدجنها وتصنع منهم جيل منحط؛ ليسهل عليها السيطرة الكاملة عليه، وتعمل جاهدة على تشويه بيت الله الحرام بمختلف الوسائل، وتجعل من بيت الله الفيروس المعدي الذي يتسبب في نشر هذا المرض.

إنها والله الغربة ياقبلة الإسلام والمسلمين، لكن نعاهدك أن هذه الغربة لن تطول، مادامت الدماء تجري في عروقنا، ومادامنا أحياء، ومادمنا نملك رجال الرجال، فسوف ننقذك من جور الجائرين، ونكسر قيودك من سجن المعتدين، ونحررك من أسر الماكرين، وسننهي العار الذي لحق بالإسلام والمسلمين؛ باستئصال آل سلول _الغدة السرطانية_ التي زرعت في قلب الأمة الإسلامية، وسنعيد المؤتمر الإسلامي العالمي الذي اراده الله؛ ليلتقي فيه المسلمون من كل أقطاب الدنيا تحت راية الإسلام؛ ليتزودوا من معينه الصادق، وينهلوا من علمه الزاخر، ويرتووا من كوثره العذب النقي، ويحملون جوهره الأصيل لكل الدنيا، بعيدا عن الزيف والمكر والخداع والضلال، كما تقتضي حكمة الباري تبارك وتعالى .

.

You might also like