المسئولون (الأعباء)!

إب نيوز ١٦ يونيو
بقلم الشيخ /عبدالمنان السنبلي.
لا أدري بصراحة لماذا يحرص معظم المسئولين وخصوصاً أولئك القائمون على المؤسسات المعنية بتوفير الخدمات الأساسية للمواطنين على الإنكفاء على أنفسهم والبقاء بعيداً في معزلٍ عن الناس!
أليس حريٌ بهم وفي مثل هذه الظروف الصعبة والإستثنائية التي تمر بها البلاد أن يكونوا أكثر التصاقا بالناس وأكثر قرباً منهم؟!
فما الذي يمنعهم من ذلك؟!
ما الذي يمنعهم من النزول الميداني وعلى كافة المستويات إلى المناطق والأحياء والشوارع والحارات بصورة دورية ومستمرة والإستماع إلى الناس وتلمس احتياجاتهم والعمل بحسب الممكن والمتاح على توفير ما أمكن منها، ولن يكونوا أصلاً مطالبين بأكثر من المتاح والممكن؟!
حتى في المناسبات الموسمية العامة والإحتفالات السنوية الهامة التي يجدون أنفسهم مضطرين للخروج من قماقمهم والإلتقاء بالناس، لا يلتقون بالناس من أجل الإستماع إليهم والنظر في احتياجاتهم و..، وإنما فقط لدعوتهم وحثهم على ضرورة الإحتشاد وحضور الفعاليات ليس إلا!
فقد تعود الناس منهم دائماً أن لا يظهروا إلا في مثل هذه المناسبات وهذه الفعاليات فقط!
ثم بعد ذلك يتسائلون أين الحشود .. ولماذا لم يتجاوب الناس مع دعواتهم هذه!
هل رأيتم أسخف من هكذا مسئولين؟!
وهل كان مثل هؤلاء يعرفون أصلاً ما هي المسئولية؟!
تحمل المسئولية يا (باشوات) لا يتطلب الإنكفاء أو البقاء بعيداً في معزلٍ عن الناس ولا يستلزم بأي حالٍ من الأحوال التمترس أو التسمر في البيوت أو خلف عتبات المكاتب!
المسئولية بكل صراحة إذا لم تمارس في الميدان وبصورة يلمسها الناس فإنها باختصار تصبح عبئاً على الدولة وعلى المجتمع!
فهل يعي معظم المسئولين أنهم في قماقمهم ليسوا سوى مجرد أعباءٍ على الدولة والمجتمع؟!
أنا هنا بصراحة لا أشمل بكلامي هذا كل المسئولين طبعاً، فهنالك من المسئولين من يستحقون فعلاً أن ترفع له قبعة الإحترام، وإنما أنا أخص به فقط كل أولئك (النرجسيين) المقصرين والمتخاذلين عن تحمل مسئولياتهم وأداء واجباتهم .
على أية حال،
تخلوا أيها المسئولون النرجسيون (الأعباء) عن أبراجكم العاجية وانزلوا إلى الناس..
اقتربوا منهم وعيشوا في أوساطهم وتلمسوا احتياجاتهم وهمومهم ولا تترددوا في أن تقدموا لهم كلٌ من موقع مسئوليته أقصى ما تسمح لكم به الظروف من خدمات وتسهيلاتٍ ممكنة بكل أمانةٍ وصدق وإخلاص وعملٍ واجتهاد.
غير هذا، فدعوها لمن هو أهلٌ لها وانسحبوا من المشهد بكل هدوء واحترام، فالناس بصراحة لم تعد تتحمل أعباء تواجدكم على كراسي المسئولية، فالمسئولية هي في الأول والأخير تكليفٌ لا تشريف أو كما قال السيد عبدالملك الحوثي ذات يوم .

(جمعتكم مباركة)

#معركة_القواصم

You might also like