عبدالباري عطوان : ست تطورات تؤكد ان بوتين بدأ “التسخين” نوويا والهدف القادم ستكون هذه الدول “تفاصيل”

 

إب نيوز ٢٦ يونيو

عبدالباري عطوان :

ست تطورات تؤكد ان بوتين بدأ “التسخين” نوويا والهدف القادم دول البلطيق.. لماذا قد تكون لندن الهدف الأول لاي ضربة نووية؟ وما هي السيناريوهات المحتملة بعد دخول الحرب شهرها الخامس؟

الذين يعرفون الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ويتابعون تحركاته جيدا ولغة جسده، خاصة في واشنطن ولندن، قالوا ان اندفاعه نحو الكرملين منتصف ليلة امس السبت ينبئ عن عزمه اتخاذ قرارات استراتيجية على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة، فليس من عادته ان يذهب في ساعة متأخرة الى مقر قيادته، ولا بد ان امرا عاجلا استدعى هذه الخطوة.
لا ندعي اننا نعرف طبيعة هذا المشهد والظروف المحيطة به، ولا احد يستطيع ان يتكهن بما يمكن ان يترتب عليه أيضا، فكل هذا يأتي في نطاق الاسرار العسكرية العليا لقائد دولة يخوض حربا عالمية بالتقسيط المريح، وتسير وفق خطته التي أعدها ومستشاروه العسكريون بكفاءة عالية، تجسدت أبرز فصولها في اقتحام قواته للأراضي الأوكرانية وتحقيقها إنجازات عسكرية وسياسية واقتصادية ضخمة اربكت خصومه في العالم الغربي، والإدارة الامريكية على وجه الخصوص.
***
مع دخول الحرب شهرها الخامس، يمكن ان نلخص هذه الإنجازات، والتطورات “الطازجة” في هذه الحرب في النقاط التالية:
ثانيا: دخول بيلاروس الحليف الأوثق لروسيا وجارتها الحرب بشكل رسمي علني، وإطلاق صواريخ من أراضيها استهدفت بلدة ديسينا الحدودية حيث تجمعت قوات اوكرانية تضم بعض المرتزقة وذلك للمرة الأولى منذ بداية الحرب.
ثالثا: اصدار الرئيس بوتين قرارا بإرسال صواريخ “اسكندر إم” (مداها 50 كم) المزودة برؤوس نووية الى بيلاوس، وتحديث طائرات “سوخوي 25” الحربية، التي تتواجد في ترسانتها العسكرية للدفاع عن نفسها “نوويا” في حال تعرضها لهجوم من حلف الناتو الذي بدأ بالتحشيد بالقرب من حدودها.
سادسا: كشف الجنرال الروسي المتقاعد أندريه غوروليوف المقرب جدا من الرئيس بوتين ان العاصمة البريطانية لندن ستكون اول مدينة تتعرض للقصف في حديث تلفزيوني محسوب بعناية ان سيناريو الحرب العالمية الثالثة سيبدأ بإسقاط أقمار صناعية، وقطع جميع امدادات الطاقة الروسية الى أوروبا وقصف “جميع” قواعد الصواريخ الامريكية والغربية في أوروبا وتدميرها بنسبة 100 بالمئة.
هذا الصاروخ سيصل الى قلب لندن وباريس ووارسو في دقائق معدودة وقدرته التدميرية عالية جدا، ويمكن ان تكون فاعلية رؤوسه النووية اكثر من عشرة أطنان حسب المعلومات المنشورة في مجلات عسكرية أوروبية متخصصة ومداه 6000 كم.
بعض المحللين في الغرب يعتقدون ان هذه التهديدات التي يصدرها الرئيس بوتين وبعض العسكريين المقربين منه تأتي في اطار الحرب النفسية وردا على زيادة منسوب التسليح الأوروبي والامريكي للقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة، مثل الأسلحة الثقيلة والصواريخ بعيدة المدى الامريكية من نوع “هيمارس”، ولكن تجربة المئة يوم الأولى من عمر هذه الحرب اثبتت ان الرئيس الروسي يهدد وينفذ، وسمعنا مثل هذه التحليلات قبل الاجتياح الذي اسقطها وغيرها الكثير.
الحرب الأوكرانية تتطور بسرعة وتتوسع لتكون حربا عالمية ثالثة ونووية في ظل غياب أي وساطات ناجعة للتوصل الى حلول سياسية تمنع هذا التطور، او تؤجله على الأقل، وتتجاوب مع معظم المطالب الروسية المشروعة في عدم توسيع عضوية حلف الناتو وازالة جميع قواعد الصواريخ الباليستية المقامة على الحدود الروسية.
***
صديق عربي ودكتور في الاقتصاد يقم في موسكو منذ أربعين عاما ويحمل الجنسية الروسية، ويعرف الرئيس بوتين جيدا وعن قرب، هاتفني امس، وقال لي ان روسيا تعيش حاليا حالة من نشوة النصر، وان اقتصادها قوي جدا، وعملتها اقوى، والاسواق طافحة بالبضائع، والروح المعنوية عالية جدا مدعومة بالاستقرار على عكس ما يجري حاليا على الجانب الأوروبي عندكم حيث الاقتصاد بتسارع نحو الانهيار، وارتفاع في نسب التضخم وغلاء المعيشة وهبوط في قيمة العملات، والقادم اعظم والكلام له.
الأيام والاسابيع القادمة ستكون حاسمة وفارقة في ملف الحرب الأوكرانية ومن الواضح ان البلدورز الروسي يتقدم بسرعة ويجرف العديد من الحواجز امامه اليوم في أوكرانيا وغدا في البلطيق، وبعد غد ربما بولندا.. والله اعلم

You might also like