متحف المستقبل ! (قصة في مقال، او مقال في قصة)

إب نيوز ٢٤ يوليو

عبدالملك سام

تخيلوا معي.. نحن في العام 3000م أو 2451هـ، وها نحن ندلف إلى مبنى المتحف الوطني اليمني، ونقترب من إحدى زجاجات العرض، وفيها مومياء ممددة، وبجانبها لوحة ضوئية كتب عليها: “التنبوع”، والمرشد السياحي الذي يرافقنا يشرح لنا ما نشاهده قائلا:
– هذه مومياء شخص يدعى “التنبوع”، والإسم – كما هو واضح – يدل على المصطلح الذي نطلقه نحن على الشخص الخائن الغبي، وقد حفظت جثته لأننا وجدناها في أنقاض مدينة الرياض القديمة، غارقة في كمية كبيرة من النشادر المجهولة المصدر، ولكن يبدو أن المجاري القديمة كانت تصب في المكان الذي دفن فيه!

وأكمل وهو يشير لورقة معلقة في الجدار المقابل:
– أما هذه الخريطة فهي توضح أنه كان هناك دويلة تحتل جزء من اليمن! (يضحك) تخيلوا هذا؟! هذه الدولة كانت تحكمها أسرة أصولها يهودية تعود لجدهم الأكبر “مرذخاي”..
فسأله أحد الحضور:
– وماهي اليهودية؟
فرد المرشد:
– اليهودية عقيدة منحرفة كانت منتشرة عملت على ظلم وتضليل الشعوب قبل أن يقضي عليها اليمنيون في معركة “وعد الحق” عام 1447 هجرية دارت قرب مدينة القدس المقدسة، والغريب أن هذه الأسرة كانت تتحكم في العرب في عصر الإنحطاط وتدعي أنها عربية!

ثم قال وهو يشير لورقة أصغر حجما:
– هنا ترون ملصقا كتب عليه 2030 وهو كما يعتقد الخبراء تاريخ نصراني كان يستخدم في تلك الفترة، والطريف أنه كان مشروع خيالي فاشل لتلك الأسرة سيئة السمعة، والتي كانت تستعبد الناس، بل وكانت تسمي منطقة سيطرتها بأسمها، وقد حاولت جاهدة أن تدمر الكعبة المشرفة بعد أن سيطرت عليها لمدة قرن من الزمان تقريبا..
هنا أطلق الزوار صيحات أستغراب!، فيواصل المرشد الحديث قائلا:
– لقد استخدمت هذه الأسرة أساليب خبيثة لتجعل أعداء أمتنا يسيطرون على بلادنا، وتشغل الناس بالفساد والمجون مستخدمة الطاقة التي كانت تستخدم في تلك الأيام، ولكن الله نكل بهم وفرق جمعهم عندما قاموا بمنع الحج نهائيا، وقد أعتبرت قصتهم إحدى الحكايات التي فيها عبرة مثل تلك التي وردت في القرآن الكريم التي تحدثت عن الطغاة والمجرمين الأوائل.

ثم أنه أقترب من أحد الصناديق الزجاجية، وقال:
– أما هذه الأوراق المهترئة ففيها مجموعة مراسلات بين بعض اليمنيين الخونة وهذه الأسرة الخبيثة..
وهنا تسائل بعض الزوار بإستغراب:
– وهل يعقل أنه كان يوجد يمنيون خونة؟!!
فتنهد المرشد وواصل كلامه:
– نعم، ترون للأسف إلى أي درجة كانوا منحطين حينما ساهموا في محاصرة شعبنا العظيم لسنوات ومحاولة تدميره وتفكيك بلدنا لأقاليم متناحرة، ولكنهم فيما بعد هزيمتهم النكراء فروا بعوائلهم وبما نهبوه حاملين معهم اوراقا نقدية كانت تستخدم في تلك الأيام لا قيمة لها اليوم.. أما ما حصل معهم بعد أن فشلوا فلا أحد يعلم بالضبط، فكل ما وجدناه من آثار يشير إلى احتفالات النصر وتحرير اليمن كاملة من دنس الغزاة والخونة المتواطئين معهم.

هنا أشار أحد الحضور لقطعة قماش في أحدى صناديق العرض الزجاجية، فيجيب المرشد قائلا:
– هذه القطعة تسمى “سروال المؤسس”، ونحن نجهل ماهيتها بالضبط، ولكن أحد الخبراء أكد لنا أنها كل ما تبقى من الدويلة التي كانت تسمى “سعودية” أو “سعوطية”، وقد تم جلبها للمتحف بعد أن وجدناها في القدس، وقد حملها الصهاينة الفارين إلى هناك بعد أن أطاحت بهم قوات القائد المظفر (أبو جبريل) وطاردتهم حتى تحرير جزيرتنا ومقدساتنا بالكامل.

نكتفي بهذا القدر، وإن أعجبتكم الجولة فأعدكم بجولة أخرى في متحف المستقبل.. ودمتم بود.

….

*للثورة ميزات كثيرة، ولكل شخص حرية التفكير فيما حققته الثورة له شخصيا.. عني أنا فأعتقد أن أجمل شيء حققته الثورة لي أنها جعلت قلمي حرا يقول ما يشاء وقتما يشاء.. سأكتب لوطني وشعبي، ومن يدري؟ لعلي يوما أعود لقراءة ما كتبت وأبتسم وأنا أتذكر ما كان يختلج في صدري من أحلام وفكر وقد تحققت..

You might also like