المستفيد الأكبر من الحرب المستمرة في اليمن.. ثلاث سيناريوهات مستقبلية غامضة

إب نيوز ٣ صفر

إن الاهتمام بما يجري في اليمن لم يعد دولياً فحسب بل تحول لسباق إقليمي وتحوّل الأمر إلى ما يشبه صراع بين القوى الإقليمية وحلفائها على الأرض اليمنية ومن المهم تفهم الدوافع الحقيقية
كل ذلك جاء نتيجة فشل مشروع الدولة الوطنية بعد قيام الثورة و عدم قدرته على تحقيق الاندماج الوطني و كذلك دور العوامل الاقتصادية و تقسيم الثروة والموارد في البلاد بصورة غير عادلة فضلا عن دور المتغير الخارجي في دعم أطراف الصراع و التدخل في تفاعلاته المختلفة لتشكل كلها المتغيرات الأهم في دوافع حالة الحرب المستمرة في اليمن
وتتباين مواقف الدول الإقليمية و الدولية من القضية اليمنية على حسب أهدافها و إستراتيجيتها فثم اهتمام بما يجرى في اليمن من المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي بالاضافة الى دول الجوار إضافة للدور الأمريكي البارز و المنطلق مما تمثله اليمن من أهمية خاصة في الإستراتيجية الأمريكية في الحرب على ((الإرهاب)) فضلا عن ثروات اليمن المتعددة وموقعها الجغرافي المؤثر في صراع القوى الكبري القادم و يبدو أن مستقبل التناحر و الحروب في اليمن لا يخرج عن واحد من سيناريوهات ثلاثة:
أولا: القبول بحل سياسي شامل متوافق عليه من جميع الاطراف السياسية في اليمن وبمباركه ودعم من المجتمع الدولي ودول الجوار القائم على مرجعيات تراعي الوضع الراهن وتلقى القبول من جميع الاطراف للحفاظ على الجمهورية والوحدة الجغرافية لأن الحل هو في دولة مستقلة ذات سيادة فهي وحدها القادرة على تمثيل مصالح كل اليمنيين وإقامة علاقات متوازنة مع محيطها الاقليمي والدولي
ثانيا: تفكيك وتقسيم اليمن إلى مجموعة من الكيانات ذات ارتباطات إقليمية مختلفة وهذا ما أصبح من الناحية العملية واقع يتعايش معه معظم اليمنيين وهو مؤشر على أستمرار هذه الحرب والاضطرابات السياسية والتي ستصبح ساحة خصبة لحروب الوكالة الاقليمية التى ستكون تداعيتها الامنية والاقتصادية على كل المنطقة
السيناريو الثالث: وهو الاسواء أستمرار حالة الحرب والاضطرابات السياسية التي ستجعل اليمن مفتوحة من كل الاتجاهات لكل الفاعلين الإقليميين والدوليين دونما اعتبارات المصلحة اليمنية بكل محدداتها لان التدخل على مصراعيه هو سيد الحال وأخذت شيئاً فشيئاً آثار التدخل السلبي تتفشى وتنال من بنية الدولة وبنية استقرار المجتمع ومكتسباته الاقتصادية والأمنية حد أن تعالت الأصوات بين الغالبية العظمي من اليمنيين بالترحم على الفترات السابقة بكل مساوئها
وقد بات واضحاً في الفترة الاخيرة بأن هناك قوى خارجية تسعى لبعثرة كيان الدولة والبنية المجتمعية لليمنيين من خلال الاستقطابات الاقليمية التي لا تراعي المصلحة اليمنية وما يجمع اليمنيين مستغلة ضعف بعض القيادات والوجاهات الاجتماعية وحاجتها للمال السياسي حتي ولو على خراب اليمن ومعاناة شعبها كما أن التحولات الجديدة التي حدثت في اليمن أثبتت أننا أمام وضع وجديد وتداخل مصالح بين قوي أقليميه ودوليه وغيرها
ويمكن القول أن الأطراف الاقليميه والدولية لا يوجد لديها رؤيا واضحة أومشروع محدد تجاة تحقيق السلام في اليمن مجرد تشابك المصالح وأختلاف الأهداف تدفع جميع الأطراف إلي التبشير بأهمية وقف الحرب بينما الواقع يؤكد غير ذلك ويمكن القول أن الاختلافات الاقليمية والدولية حول مايجري في اليمن لا يزال هو أحد أهم الاسباب الجوهرية في عدم وقف الحرب واحلال السلام في اليمن لأن هذه الاطراف الاقليمية والدولية تتحرك ببطء شديد لإيجاد حل سياسي ينهي معاناة اليمنيين والمآسي المستمرة لكن في الجانب الآخر تستمر معظم هذه الدول في تحقيق أهدافها ومصالحها في حرب اليمن وهذا يؤكد أن حجم المصالح السياسية والاقتصادية الكبيرة لكثير من هذه الدول يجعلها المستفيد الاكبر من أستمرار الحرب في اليمن

 

*د : علي أحمد الديلمي
سفير بوزارة الخارجية

You might also like