عطوان : ثلاث مفاجآت إيرانية ستضاعف رعب دولة الاحتلال وتربك الحسابات النووية الامريكية..

 

 

 

إب نيوز ٤ صفر

عبدالباري عطوان :

ثلاث مفاجآت إيرانية ستضاعف رعب دولة الاحتلال وتربك الحسابات النووية الامريكية.. ما هي؟ وماذا يعني اختراق هاتف قائد “الموساد” ونشر صور أسنانه كهدية عيد “المساخر”؟ ولماذا لا يتعلم العرب؟
معظم الحكومات العربية، وخاصة تلك التي ما زالت “تقدّس” أمريكا وتسبح بحمدها، وتعتقد انها ما زالت تحكم العالم، وتتعاطى مع ايران على طريقة النعامة التي تدفن رأسها في الرمل حتى لا ترى ما لا يسرها هروبا من الاعتراف بالأمر الواقع، وتشن هجوما عليها، عبر جيوشها الالكترونية، المزودة بمدافع وصواريخ الشتائم والسباب الفتاكة على وسائط التواصل الاجتماعي، وبالتنسيق مع نظيراتها وربما قيادتها ومنسقها الأعلى في فلسطين المحتلة.
ايران لا ترد على هؤلاء بالأسلوب نفسه، وانما بالتطور عسكريا ونوويا وأمنيا، والتحالف مع قوى عظمى صاعدة، ودعم اذرعها العسكرية الضاربة في أكثر من دولة عربية وشرق أوسطية استعدادا للمواجهة الكبرى مع دولة الاحتلال الإسرائيلي والتي باتت وشيكة للغاية.
***
ثلاث مفاجآت صادمة لأعدائها كشفت عنها ايران في الأيام القليلة الماضية تؤكد ما قلناه آنفا:
الاول: نجاح مجموعة “اليدان المبسوطتان” الالكترونية التابعة لها في اختراق الهاتف المحمول لرئيس الموساد ديفيد بارنيع للمرة الثانية، ونشر صور على حسابها على موقع “تليغرام” لأسنانه اثناء علاجها في عيادة خاصة، وقد ملأ السوس عددا كبيرا منها، وكذلك صورة عن استمارته التي يقدمها لمؤسسة الضرائب، وقالت، حسب موقع “واللا” الإسرائيلي، انها تقدمها هدية اليه (رئيس الموساد) بمناسبة قدوم عيد “بوريم” او “المساخر” اليهودي.
الثالث: تلكؤها لأكثر من أسبوع عن الرد الأمريكي وما تضمنه من مقترحات على الصيغة النهائية الأوروبية للاتفاق النووي المقترح مع أمريكا، وجاء ثمرة 16 شهرا من المفاوضات غير المباشرة في فيينا، وتشير كل الدلائل ان الرد الإيراني سيتضمن مجموعة جديدة من الشروط أبرزها طلب المزيد من الضمانات القوية بعدم انسحاب أي رئيس امريكي قادم من الاتفاق مجددا، ودفع تعويضات خيالية في هذه الحالة، ووقف وكالة الطاقة الذرية الدولية لجميع تحقيقاتها في ايران “ذات الدوافع السياسية” بشأن أنشطة إيرانية نووية في مواقع سرية غير معلن عنها، وهذا يعني في رأينا كسب الوقت وتجنب التوقيع في نهاية المطاف، فالوضع الحالي يناسب ايران اكثر.
هذه الإنجازات الثلاثة التي اربكت أمريكا وبثت الرعب، او المزيد منه، في أوساط القيادتين السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، ليست موجهة الى الحكومات العربية، وانما الى تل ابيب وواشنطن، فهذه الحكومات تحتل مرتبة متدنية في دائرة الاهتمام الإيراني، فهذه الحكومات العربية التي تتطلع الى تل ابيب وقببها الحديدية لحمايتها، أصبحت خارج التاريخ، وتقف معظم شعوبها على حافة الجوع ان لم يكن في عمقه بسبب فشلها الإداري وفسادها المالي، وعمرها الافتراضي اقترب من نهايته.
ليس هناك أي سبب او منطق من وراء هذا العداء “العربي” لإيران التي تزود المقاومة الفلسطينية بالصواريخ والذخائر والتكنولوجيا العسكرية الحديثة، واذا أراد البعض المضي قدما في هذا العداء عليه ان يكون اهلا له، وندا حقيقا لإيران، ليس بالشتائم، والجيوش الالكترونية، وانما بتطوير مشروع عربي مستقل، ولخدمة المصالح العربية وليس الإسرائيلية والأمريكية.
أحسنت كل من دولتي الامارات والكويت في رأينا بإعادة سفيريها الى طهران، فهذا عين الصواب، وأحسن واقوى رد على الابتزازين الأمريكي والإسرائيلي، فإيران تظل دولة مسلمة عدوها الاحتلال الاسرائيلي الذي اغتال علماءها، وحاول ويحاول منعها من ممارسة حقها الشرعي في امتلال الطاقة النووية.
اختراق ايران لهاتف رئيس الموساد، وتطويرها مسيرّات حديثة تلغي التفوق الجوي الإسرائيلي، وتتحدى الولايات المتحدة وترفض الرضوخ لإملاءاتها في ملف الاتفاق النووي، كلها مكاسب لنا كعرب ومسلمين بتحقيقها التوازن الاستراتيجي الذي كنا نحلم بالوصول اليه لعقود.
حرب أوكرانيا غيرت وستغير العالم، وستضع حدا لهيمنة الاستعمار الغربي، ونهبه ثروات العالم الثالث، والعرب تحديدا، ومن يقول غير ذلك يعيش في زمن اهل الكهف سياسيا وعسكريا واقتصاديا.. والأيام بيننا

You might also like