ذكرى قُدوم الإمام الهادي (عليه السلام) إلى اليمن

إب نيوز ٤ صفر
خديجة المرّي

وأشرقت الأرض بِنور أعلام الهُدى، وأنتشر دين الله في كل الدُنا، وانزاح عصر الضلالة والردى، بعَلم شع علمه وما انحنى، وهُنا في يمن الإيمان والحكمة، شاءت مشيئة الله بأن يكون أهل اليمن هم من السَبّاقيين إلى الدين ومبادئه الأخلاقية، فجاء الإمام الهادي يحيى أبن الحٌسين (عليه السلام) وأحيا بِه الله الشعب اليمني ليحيى كيف لا وهو من أعلام بيت المصطفى، وجده علي المرتضى، وجهاده كـالحسين وزيد وعمار والأشترى، وبفضله انتشر في اليمن الدين، وعم الخير.

كانت اليمن قبل قدومه تعيش حالة من الضلال والتيه، من الجهل والإقتتال والتنازع، والقهر والإختلاف فيما بينها، وكانت تعيش المأساة والإستعباد، فجاء الإمام الهادي (عليه السلام) ليخرج الشعب اليمني من الظلمات إلى النور، ومن حالة الذلة إلى والرّفعة والعزة، ومن حالة الإستعباد إلى الحرية والكرامة، كيف لاوقد بشّرنا قبل مجيئه الرسول (صلوات الله عليه وآله) عندما قال:(سيخرج رجلاً من ولدي في هذه الجهة أسمه يحيى يُحيي الله به الدين) فصدق قوله (عليه السلام)، وخرج إلى اليمن بدعوته الله ورسالته المُحمدية السماوية، قايلاً:(إن هي إلا سيرة محمد أو النار) وكان يقول أيضاً:((لو أن معي خمسمائة شخص مُخلصين لدوخت بهم الأرض)) وكما يقول الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه):((الإمام الهادي خرج إلى اليمن بمفرده، وأقام دولة إسلامية في اليمن، وماتزال بركاته إلى الآن قائمة)) فهو واحد من أعظم أعلام الأمة، الذين خرجوا دفاعاً عن الإسلام، فكان (عليه السلام) نُموذج راقي في القوة والشدة والبأس والشجاعة، كما عُرف أيضاً بمكارم الأخلاق والتواضع، مما حُظي بالمكانة والمقام الرفيع في قلوب المُؤمنين الصادقين.

وبعد خروجه إلى اليمن أتخد من مدينة صعده السلام مركزاً لتحركه وأعماله الجهادية، حيث كان تحركه ضد حركة (القرامطة) التي كانت آنذاك قد انتشرت في كثير من مناطق اليمن، وعاثت الفساد، فتحرك (عليه السلام) وبدأ بالصلاح بين الناس، وإطفاء نار الفتن والمشاكل بينهم، ودعوتهم وشدهم نحو الله تعالى، وعمل وأهتم بتأمين الطرق، والإنتصار للمظلومين، والمستضعفين.

وبعد ذلك تحرك وجاهد طوال حياته، منذٌ خروجه إلى اليمن، بالسيف والكلمة الصادقة، والعبارات المُزلزلة لإعداء الإسلام، وكانت مواقفه يُجسدها في سيرة رسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله)

وهكذا عاش الإمام الهادي (عليه السلام) كـ غيره من أعلام الهُدى عليهم السلام عمر حافل بالجهاد، والبذل والعطاء في سبيل الله، وإعلاء كلمة الله، والدعوة إليه، إصابته الكثير من الجروح طوال مسيرته الجهادية، صعدت روحه الزكيه الطاهرة في عمر ناهز ثلاثة وخمسين سنة، ليلة الأحد20من ذي الحجة سنة (289) ودفن قبره الشريف المقابل لمحراب جامعه الذي أسسه بمدينة “صعده” الذي مازال قائماً إلى اليوم، وهو من أشهر المعالم الدينية في اليمن، يتوافد إليه الزوار من كل مكان.

فسلام الله على الإمام الهادي إلى الحق، الذي أظهر الحق وهدى إليه فكان أسم على مُسمى، وزهق الباطل، وأزاح عصر الضلاله، وبزغت شمس النور من جديد، بفضله عليه السلام عشنا أعزاء وأحرار، وتخرج من مدرسته كل المُؤمنين الثابتين والأصار، وتبسم اليمن وأعلن الفرحة رغم الحصار، وبقدوم ذكرى الإمام الهادي إلى الحق سيزُف شعبنا العظيم بشارة الفتح قريباً والانتصار.

#ذكرى_قدوم_الإمام_الهادي_إلى اليمن
#كاتبات_وإعلاميات_المسيرة
#الحملة_الدولية_لفك;حصار_مطار_صنعاء_الدولي

You might also like