لعنة (ميسي).

 

إب نيوز ٢٨ ربيع الثاني

بقلم الشيخ/ عبدالمنان السنبلي.

عند عتبة الباب من الداخل، وقف فجأةً أمام الجميع وبدأ يحلف قائلاً بصوتٍ عالٍ ونبرةٍ مجلجلة :
“والله.. والله.. ثم والله.. مهما فعلت وعملت، ما اقدر أوفيه شيئاً من حقه”
حسبته بصراحة ، وللوهلة الأولى، يقصد أباه أو أمه أو، ربما، أحداً من الذين لهم أفضالٌ عليه من أهله مثلاً أو أصدقائه المقربين.
يعني بالضبط كما هو مألوفٌ ومتعارفٌ لدينا في مجتمعنا اليمني عند سماع مثل هذه اليمين.
لم أكن في الحقيقة أعلم أن (صاحبنا) هذا واحدٌ من أولئك العائشين بعيداً في عوالم افتراضيةٍ أخرى غير عالمنا الحقيقي هذا الذي نعيش فيه إلا بعد أن بادرته بالسؤال :
خير.. من تقصد؟!
أجاب وبكل ثقة قائلاً : (ميسي)!
من.. ؟ ميسى!
يا للهول!
وليته اكتفى بهذه الإجابة،
بل زاد وأردف قائلاً أنه قد أسمى ابنه الذي كان يقف في تلكم الأثناء خلفه والذي يتراوح عمره ما بين الست أو السبع سنوات تقريباً على اسم (ميسي) تيمناً به واعترافاً له بالجميل.. أو كما قال!
لحظتها أدركت بصراحة أنني أمام شخصٍ لا جدوى من النقاش أو الحوار معه، ولذلك قررت أن أضع حداً لهذا الهراء بالقول :
أبا (ميسي)..
يحشر المرء مع من يحب..!
يحشر المرء مع من يحب..!
انتهى.
فهل رأيتم إلى أي حد وصل بنا الأمر؟
وكم هنالك طبعاً في أوساط مجتمعاتنا من أمثال صاحبنا (أبي ميسي) هذا من الذين يتخذون لهم من المشاهير في عوالم الكرة والفن والسياسة رموزاً لهم يعشقونهم حتى الثمالة لدرجة أنهم يستحوذون على كل عقولهم وتفكيرهم واهتماماتهم وقلوبهم مدى الحياة، فكأنما هم لم يخلقوا أو يوجدوا إلا ليذوبوا عشقاً وتهياماً بهم!
والسبب بسيط جداً طبعاً..
السبب يعود إلى ضعف الوازع الديني والإيماني والأخلاقي لدى هؤلاء الصنف من الناس الأمر الذي سمح بظهور ونشوء ثقافة مغايرة وبيئة مناسبة لنمو وتكاثر مثل هذه الكائنات والطفيليات.
لذلك، وفي ظل هذه البيئة الحاضنة،
ليس غريباً أن تسمع أن فتاةً مثلاً قد انتحرت يوماً لموت فنانٍ أو مغنٍ، أو أن ترى فتاةً أخرى تشق الصفوف وتصعد مخترقةً حاجز الأمن إلى خشبة مسرح لمعانقة فنان أو أخذ صورةٍ معه.
ليس غريباً أن تجد فتاة (عربية) تحلم يوماً بلقاء ومعانقة لاعب كرة قدم أجنبي!
وليس غريباً أيضاً أن تجد هنالك من يعمل جاهداً على تحقيق حلم هذه الفتاة!
أن تجد حكومتها هي من يسهل ويرعى ويمول حفل التقاء هذه المواطنة الحالمة (زينب) مع فارس أحلامها اللاعب الإيطالي (دليبيرو)، بل وتشهد بحضورٍ رسمي وشعبي لحظة العناق المؤثر بينهما في خطوةٍ تعدها من أهم انجازاتها ومشاريعها الوطنية والقيمية المشهودة بحسبهم!
فأي أزمة هويةٍ وأخلاقٍ وقيمٍ خانقةٍ هذه، يا ترى، التي بتنا نعاني منها اليوم؟!
لا أدري بصراحة!

#معركة_القواصم

You might also like