هم أشقاء فعلا .. لا أعداء !

 

إب ٢٩ جمادي الأولى

عبدالملك سام

كعادة الكثيرين منا أنتشرت عبر وسائل التواصل الإجتماعي الإنتقادات والتصريحات التي شجبت زيارة الوفد العماني لصنعاء، ووصل الأمر بالبعض ليدعو بأن نطرد الوفد العماني متهما إياه بأنه يقف مع العدوان! وهذا الرأي المتشنج لا يعتمد على تحليل منطقي، وقائله يظهر بأنه لا يتمتع ببصيرة تمكنه من الحكم على الأمور بشكل صحيح، وليعين الله قيادتنا ويمدهم بالصبر على هذا العجين.

يجب أن ندرك أولا أن الأشقاء في عمان ليسوا مضطرين لهذه الوساطة، وكان بإمكانهم أن يتفرجوا على ما يحدث في بلدنا كما يفعل الأخرون، والدور الذي حملوه على عاتقهم من المفترض أن يكون محل شكر وأمتنان من شعبنا سواء أثمر أم لم يثمر؛ فهم في الأساس يقومون بعمل وساطة بين الأطراف، ولا يتحملون نتائج قرارات هذه الأطراف.

الأشقاء في السلطنة بنوا أنفسهم في صمت، ومنذ عقود لم يسمع أحد بأنهم تدخلوا في شئوون غيرهم، على العكس، لطالما وجدناهم يتعالون على الرد عندما يتدخل الأخرون في شئوونهم الداخلية. الإستثناء الوحيد في توجههم هذا كان في قضية العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على بلدنا، فوجدناهم يخالفون قناعاتهم ورؤيتهم الثابتة فقط في قضايا الشعب اليمني، وهذا الأمر لابد أن يكون محل إعجاب وتقدير كل يمني.

قد يرى البعض أن لسلطنة عمان مصلحة في أمن واستقرار اليمن، وهذا كلام منطقي، ولكن لأي درجة يمكن أن يكون هذا هو الأمر الوحيد الذي قد يدفعهم لبذل هذا الجهد؟ فعلى الأقل هم لا يرون أن في إستقرار اليمن ضررا عليهم كما يرى ذلك النظامين السعودي والإماراتي، وهم بهذا الموقف الأخوي أتخذوا موقفا إنسانيا وشريفا عندما يعتبرون إستقرار اليمن في مصلحة الجميع.

النقطة التي يجب أن نركز عليها هي أن موقف السلطنة يجب أن يكون محل ترحيب وتقدير، وألا ننسى ما بذلوه من جهود عظيمة ونحن في خضم معركة شرسة لنيل حريتنا وإستقلالنا، وألا نسمح للغضب بأن يتحول لردود أفعال رسمية غير محسوبة. الأخوة في عمان بذلوا ويبذلون جهود لا يمكن أن نكافئهم عليها، ووجودهم بيننا لابد أن يكون محل ترحيب وحفاوة من الجميع، ولو كنا نشعر بالغضب من النتائج فلنوجه هذا الغضب نحو تلك الأنظمة العميلة التي ترفض الحلول، وتسعى لتدميرنا وإستعبادنا ونهب ثرواتنا، او تلك التي تتفرج على معاناتنا دون أن تتخذ موقفا مشرفا ولو لمرة واحدة!

….

*لكل يمني أسعده نجاح قطر في تنظيم كأس العالم، هل تعلم بأن ما انفقته قطر في المونديال كان يكفي لحل مشكلتنا الإقتصادية التي تسبب فيها الحصار والذي فرضه تحالف الشر، وقطر من ضمن المشاركين فيه، ولمدة 122 سنة! بالإضافة إلى إمكانية أن ينظموا مونديال عادي مثل باقي الدول!!

You might also like