مسرحية خاشقجي الداعشية !

 

إب نيوز ١٧ أكتوبر

بتول عرندس

إنها العقلية الداعشية نفسها، عقلية الإرهاب الوهابي البربري الذي لا يميز بين صديقه وعدوه.
خاشقجي الذي نعارضه ونعارض أفكاره في نهاية المطاف صحافيٌ قتل بطريقةٍ وحشية فقط ﻷنه عبّر عن رأيه ليقول بأن المتعجرف الثلاثيني أخفق.
وهنا، وحيث انه لا مجال للمقارنة نستذكر شهيد الرأي الصائب، سماحة الشهيد آية الله نمر باقر النمر، لنذكر العالم بأن هذا النظام الرجعي لا يعرف معنى الديمقراطية والتعددية ولن يكون يومًا لا في 2018 ولا في 2030 نظام إصلاحاتٍ وتقدم.
وفيما تتسارع وتيرة المسرحية الهزيلة، المحكمة الإخراجِ ترامبيًا أردوغانيًا وسعوديًا، يضج العالم بسنريوهات الجريمة. ضجيجٌ لم يسعف يومًا ضحايا اليمن الذين تقطع أوصالهم وتصهر كل يومٍ وساعة.
أربعةُ اعوامٍ والدم اليمني ينزف وكل الدلائل واضحة، لكن ما من إعلام تحرك او غطى وكأن شيئًا لا يحدث.
من حصار قطر إلى أختطاف الحريري الى احتجاز الأمراء الى التطبيع المخزي، تكر السبحة ويزداد النظام المجرم اجرامًا. اجرامٌ وحشي زهق ارواح 40 طفلًا في ضحيان ويختطف اليوم بثينة، هل تذكرون بثينة، بثينة عين الإنسانية، والصمتُ سيد الموقف؟
ألم يأن الأوان لتحاسب الرياض؟! وإلى متى تتاجر الإدارة الأمريكية الإمبريالية بأرواحِ اليمينين في صفقاتِ أسلحتها المخزية؟
ألم تعِ بأن تجويع اليمنين لن يثينهم عن مقاومة العدوان وصده وبأنهم شعبٌ لا يبايع الطاغوات ولا يسلّم ارضه وشرفه لمرتزقةٍ رجعيين، ديدنهم القتل والتنكيل.
من أصل 22.2 مليون يمني، 10 مليون ضحية يواجهون الموت بسبب الحصار واغلاق مطار صنعاء ومحاصرة الحديدة. هؤلاء لا يعنون شيئًا لترامب الجشع المتجبر، تاجر الأسلحة والصواريخ، رأس الإدارة التي لُطخ اسمها بالدم اليمني حتى قيام الساعة.
واشنطن، لندن وباريس يدللون السعودية حفاظاً على مصالحهم بعد الهزيمة المذلة لمشروعهم في سوريا.
ويغيب عن بال هؤلاء الحمقى بأن اليمنيين كما السوريين شعبٌ يقاوم حتى النفس الأخير ولا يعلق الأمل على تهديدات ترامب البالية وتقارير الأمم والمنظمات الصورية.
وحدها اليمن ستأثر ﻷبنائها ومقاومتها الباسلة لا ولن تغبط البتة اهتمام العالم بقضية السياسي السعودية، كونها سبقٌ صحفي ورواية بوليسية فاشلة. لتسأل ما تبقى من أحرار هذا العالم: من يحقق في اختطاف واعدام علي النمر واسراء الغمغام ورائف بدوي وغيرهم الكثير الكثير؟ من يحقق في محو التاريخ الإسلامي وتزويره وطمس معالم وقبور آل النبي (ص)؟
هل أرادت السعودية أن تقول للعالم بأنه من غير المسموح انتقادنا “لا سلبًا ولا ايجابًا،” كذلك الداعية الذي حثّ “مسلميه” على مبايعة حاكمه، مبايعةً مطلقة “حتى لو كان يزني ويشرب الخمر على الهواء مباشرةً”؟
هل الرسالة: على العالم أن يعلل قتلنا لخافجقي و”يسوي روحه ما شاف” ﻷننا نبيع الضمائر، نشتري ليس فقط الدم بل العقول والأدمغة!!
لا واللهِ لا نسلم، لا رقابنا ولا أدمغتنا، فنحن أحرار من مدرسةِ معلم الحرية والكرامة والإباء، أبي الضيم (ع).
أدمغتنا مقاومة تأبى استخفاف الطغيان السعودي الذي يتحكم عن بعد بالعقول العميلة مقابل المال الحرام، المال الملطف بدماء أطفال صعدة ونساء الحديدة وشيوخ تعز. مالٌ تمرر به “صفقة القرن” في حفلٍ ماجنٍ تحتسى بهِ دماء شبان غزة وحرائرها.
مسرحية خافقجي كمسرحتي الغوطة وخان شيخون، المخرج والمنتج المنفذ وكذلك الممثلون تخرّجوا من معهد الفنون الاجرامية غير الجميلة ليغدوا على مسارحِ اوطاننا أبطال الدم والقتل والعمالة.

You might also like