ميزان القوة.. هو إخلاص المتوكل .

إب نيوز ١٣ نوفمبر

*بقلم: عفاف محمد

حسابات القوة..وفلسفة القوة..

*هكذا عبر عنها الكاتب التونسي”منصور هديل” في مقال له بعنوان “بين ترامب والحوثي”.

*وبالرغم من أنه لا مجال للمقارنة بين الثرى والثريا ؛ فإننا نجد أن هذه المقارنة تفرض نفسها على المشهد الحاصل. لأن هناك مقاييس وحسابات قد يتجاهلها البعض، والقوة بشكل خاص لها مقاييس وحسابات معينة.

*وقد شدني مقال هذا الكاتب الذي وصف المشهد الحاصل وجعل من مقارنة ترامب بالسيد عبدالملك مقارنة منطقية مستوحاة من الأحداث، حيث أن دونالد ترامب اليوم يربكه إسم السيد الحوثي؛ الذي أشهر شعاره كسيف قاطع “الموت لأمريكا” والذي رفعه سابقاً السيد الإمام الخميني في إيران وحزب الله في لبنان وكان لهما الغلبة لأن الإمام الخميني عبر عن أمريكا بأنها الشيطان الأكبر وبرهن ترامب ومن سبقه من الرؤساء على مصداقية هذا الشعار .

*وبالرغم من الاختلاف الشاسع بين الكم والكيف بينهما، إلا ان كفة السيد عبد الملك هي الأرجح سيما أن الواقع هو من يترجم ذلك.

*فعندما نتحدث عن القوة وهي محور أساسي في هذه المقارنة، نجد أن لها مقاييس وحسابات غير معتمدة على المادة، بل على مثاليات وقيم وسلوك، إذ أنه ليس المال والسلاح والجنود المأجورة هي من تضمن انتصار القوة على تلك الذات المتشبعة بالإيمان، والتي تستمد طاقاتها من ارتباطها بالله وثقتها به.

*فترامب يستمد قوته من الكم الذي يمتلكه والذي يجعله يستجلب كل ما يمكن أن يواجه به السيد الحوثي وغيره، ولا يهمه إن كانت تلك القوة تستخدم بما ينتهك القوانين السماوية والإنسانية .

*ولا يهم إن كانت أكثر توحشا وبشاعة، المهم أنها تفي بالغرض، لأنه يرى أن: “الغاية تبرر الوسيلة”.

*ويسعى ترامب دوماً ليحظى بنصيب الأسد متجاوزا معايير ونصوص هامة في قانون البشرية. ولكن الأمر مختلف مع سماحة السيد عبدالملك فقوّته تكمن بداخله بدون كم هائل من حوله كما يمتلك ترامب .

*إنها قوة غيبية مدعومة بالمعنى والفكر، إنها فلسفة خاصة لايدركها إلا من تمتلئ أدمغتهم بالحكمة ويحفهم الوقار وتكتنفهم العظمة النفسية التي لا تدعوهم للزهو بل للزهد ، كل ذلك ارتقى بروح سماحة السيد عبد الملك وجعل منه قوة بحد ذاتها ، قوة تفرض وجودها، قوة تقف في وجه جشع وطمع وهوس وتبجح ترامب الذي يمتلك نفسية متأرجحة .

*إن قوة السيد الحوثي هي من أعيت العالم االذي كان يخيّل إليه أنها مجرد حركة ستفنى بمجرد تصويب النيران عليها كحركة طالبان، أو أنّها مذهبية سيعملون على تقسيمها وتأليب بعضها على بعض كما حاولوا ذرع بذور الفتنة بين الشيعة والسنة في العراق ، أو قوة يهزمونها إعلامياً بعدم فشلت جحافلهم في الميدان . وكما حاولوا فبركات سقوط الحديدة ومطارها وميناءها على غرار فبركة قصة سقوط مطار بغداد وغيرها من القصص التي لا يمكن لها أن تتكرر في اليمن .

*إنها قوة الله التي تجعل الكل ينحني إجلالاً أمام المواقف النبيلة والعظيمة للسيد الحوثي، وتعمل على ترسيخ قاعدته الجماهيرية ونمائها المضطرد. فما كان لله ينمو .

*إنها قوة عجيبة تجعل من ترامب خائفا وترتعد فرائصه عند ذكر اسم السيد الحوثي .

*ليست قوة السلاح أو العنجهية !

*إنها فلسفة حياة ذات مفهوم واسع، فلسفة تولد طاقات بشرية لاحدود لها. فمجرد ذكر جملة: “الموت لامريكا” تجعل معنويات ترامب تخور فيجثو ذاهلا عاجزا عن الحركة.

*إنّنا نرى جليّا رعونة ترامب تنهزم أمام تلك العقلية الفذة الحصيفة الحكيمة التي يمتلكها سماحة السيد عبد الملك؛ وبالرغم من فارق السن والإمكانيات المادية والبشرية بينهما .

*فهوس ترامب بالمال على وجه الخصوص يجعل من صورته تهتزّ بفضح طمعه في المال وحديثه عن ذلك بلسان وقح لا يعقده الحياء، مما يجعل منه رئيسا غير متزن، فحاجته الماسة للمال تجعله في حالة ضعف ولكنه يتباهى بسطوته لأنه أبتز مملكة الغدر ودفعت له الأموال صاغرة لظنها خاطئة بأن أمريكا ستحافظ على عرشها . إنها لم تأخذ العبرة من تخلي أمريكا عن شرطي الخليج وأكبر حليف لها في المنطقة أمام ثورة السعب الإيراني ؛ عنيت شاه إيران .

*وهذا الجانب لايعبأ به السيد كونه اعتاد على حياة تقشف وزهد ، حيث لم يكن له أو لأهله ولعاً ، ولهاً وطمعاً بالبنوك وجمع المال.

*فالقوة بمفهومها وفلسفتها الحقيقية ترجح كفتها هنا . فتنهزم تلك النفسيات المأجورة التي تتحرك بدافع التسلط والحاجة للمال لابدافع نصرة القضية العادلة .

*كانت تلك السنوات الأربع كفيلة بأن تكشف للرأي العام من هو ترامب ووضاعته ومن هو السيد الحوثي ورفعته .

*هي حسابات منطقية عقلية والواقع قد أكد الفرق بين نذالة السيد الأمريكي وشهامة السيد الحوثي .

*إنه قانون العدل الآلهي ومعطيات الواقع الذي جعل السيد الحوثي يرتقي خلقا ويرتقي فلسفة وفكرا وجعل قوته هي الأشد والأكثر تأثيرا . وأما رعونة ترامب وغطرسته وابتزازه للآخرين فقد جعلت منه مهرج سيرك يؤدي عروضه ليحصل على المال .

فعندما يكون الحديث عن المعركة في حضور ترامب والحوثي فإن الغلبة للقوة المعنوية الإيمانية التي تمتلكها روح السيد عبدالملك . تلك الطاقة العجيبة التي يستمدها من قوة ربانية يقينية . وتنعكس الك القوة بالتالي على كل من حوله من الشرفاء فيؤدون أدوارهم على اكمل وجه، وتنهزم أمامهم تلك القوة المادية التي لها قاعدة هشة سهلة الانكسار.

حينها تكون جبهات الحق مليئة بجثث المرتزقة وحطام أحدث الترسانات العسكرية التي تهاوت ضعفاً بعد أن هزمتها سواعد المجاهدين التي تعتمد على قوة الحق وفلسفة الحياة

You might also like