كربلاء آل الرميمة صمود وانتصار .

إب نيوز ١٨ اغسطس

كرم الرميمة

أسرة آل الرميمة أسرة علوية عريقة امتدت جذورها في مدينة تعز منذ مئات السنين ، عرف عنهم العلم والتقى والولاية جعلوا من منطقتهم حدنان مزار لطلب العلوم الدينية
غرسوا روح المحبة والإخاء في قلوب سكان المنطقة فعاش الناس بأمن وسلام جيل بعد جيل.

لم يدم الأمر طويلا فهاهو المنهج الوهابي ينفث سموم حقد بني أمية في أوساطهم فتعم الفرقة والشتات صفوفهم فينقسمون بين موالي لله متشبثا بعترة رسوله وبين تبعية عمياء لفكر داعش الوهابي.

وما أن بزغ نور المسيرة القرآنية وتجدد جرح كربلاء الطف بذبح حسين مران حتى أدرك الشهيد البطل وائل عبد العزيز الرميمة القائد العسكري والثقافي لآل الرميمة أن لا ملاذ لهم ولا خلاص من كهنوت الوهابية إلا باتباع نور الله والتسليم لقائد المسيرة القرآنية فكان هو ورفاقة الأبطال أوائل الملتحقين بساحات الحرية ، وأول من رفع علم البراءة من اليهود داخل مدينة تعز خائضين أشرس المعارك وأعنفها لتطهير البلاد من دنس المرتزقة .

بدأت مرحلة الشهادة والصعود إلى السماء من جامع بدر والحشحوش فتزينت السماء بثلاثة نجوم من خيرة رجال آل الرميمة ،
وما إن كشر تحالف العدوان العبري بأنيابه على بلدتنا الطيبة إلا وكان لآل الرميمة نصيب بالفداء للوطن ليزف شهيدين قضوا إثر غارات قصف طيران العهر السعودي على مدينة تعز

وبدأت سلسلة آل الرميمة تنثر حلقاتها فماهي إلا أيام معدودة منذ بدء العدوان الغاشم على اليمن يجد الإشراف من آل الرميمة أنفسهم محاصرين في إحدى زوايا حدنان ممنوعين من الزاد والدواء ومن أبسط سبل العيش.
لم يرغبوا في الحرب لعلمهم بأن الحرب إذا دخلت ديار قوم جعلت أعزتها أذلة.

أرسل الشهيد وائل الرميمة لجنة صلح إلى القرى المجاورة فرفضوا الصلح وأطلقوا الوفد بوابل من الرصاص علم حينها بأن لا خيار أمامهم إلا الحرب فعزم مع مجموعة من رفاقه البواسل على هجوم الأعداء إلى قعر دارهم مرددا قول جده الحسين بن علي عليهما السلام والله ماخرجت أشرا ولا بطرا وإنما خرجت لإصلاح أمة جدي رسول الله صلوات ربي عليه وآله.

لتدور هناك معركة شرسة وغير متكافئة برز فيها الشهيد ورفاقه بصدورهم أمام من قد ضربت عليهم الذلة ليواجهوهم من وراء جدر بقناصات إسرائيلية فيتساقطون إلى السماء سراعا واحدا تلو الآخر .

تلقى آل الرميمة خبر استشهاد قائدهم كالصاعقة لكنهم لم يزدادوا بعده إلا صمودا وثبات.

تمر الأيام ونساء آل الرميمة يقفن على أعتاب بيوتهن يلتقفن شهدائهن بتكبيرات العزة والكرامة تاليات قول العقيلة زينب عليها السلام” اللهم إن كان هذا يرضيك فخذ منا حتى ترضى “منتظرات من يكون الشهيد القادم .

لم يقتصر القنص على فرسان آل الرميمة وخيرة شبابها فحسب ، وإنما طال حتى الأطفال والطاعنين في السن لتخلد جريمة قتل الطفلة شيماء والحجة جليلة الرميمة مع ابنها وضاح أبشع جريمة أضيفت إلى جرائم داعش

وحين علم أعداء الله أن لا طاقة لهم بمواجة فرسان آل الرميمة لجأوا إلى خدعة الصلح المزعومة
يرضخ آل الرميمة إلى الصلح على مضض إذعانا لقوله عز وجل” وإن جنحوا للسلم فاجنح لها” ما أن وصل آل الرميمة إلى ساحة الصلح حتى بدى لهم جليا أنهم وقعوا في شراك خدعة مقتضاها التصفية العرقية لآل الرميمة فيقعون بين أمرين بين السلة والذلة وهيهات منهم الذلة.

تدق نواقيس خطر كربلاء وتعزف لحن الموت أةتارها وتستعاد مشاهدها فصلا فصلا ،
ليبرز عباس آل الرميمة كالنسر الجارح فيقاوم بكل شجاعة وبسالة حتى تمكن منه عشرات الأمذال فيسحل ويقطع رأسه .

في الجهة الأخرى يؤخذ الشهيد محمد الرميمة من بيته فيذبح ويرمى على قارعة الطريق من قبل وحوش بشرية لم يؤثر فيهم توسل زوجته الثكلى وصراخ بناته وتشبثهن بقميص والدهن .

ووراء سور مجمع السعيد التربوي يقف الشهيد عبدالله الرميمة أمام تلامذته بالأمس مذكرا إياهم بمبادئ دين الإسلام وتعاملاته فيجازوه برصاصة على رجله ويرموا به داخل أحد الفصول لينزف حتى الموت.

فصل آخر من فصول كربلاء إنه مسلم بن عقيل آل الرميمة الدكتور عفيف الرميمة من فصل لحمه عن عظمه وكسرت أطرافه ورمي به من أعلى طابق في المجمع ليتناثر مخه على الأرض فتلتقفة نسوة آل الرميمة الحائرات لهول الأحداث من حولهن يلتفتن يمنة ويسرا.

أما من مغيث يغيثنا
أما من مجير يجيرنا
فتطلق قلوبهن قبل حناجرهن صرخة الثكل الزينبي ووووووحسينااااااااه ووووووووقلة ناااااصراه

فلم يجدن حولهن إلا كلاب بشرية بعد أن قضى رجالهن بين شهيد وأسير يستصرخن فلا يجابين إلا بعبارات التشفي وكلام لاذع ممن لا دين لهم ولاذمة.
نعم
فعلى أرض حدنان نكأت جراح كربلاء ،
على أرض حدنان تفطر قلب زينب غما وكمدا مجددا ،
على أرض حدنان نزفت دماء نجوم بني هاشم من آل الرميمة فاسقت الأرض دون ارتواء
على أرض حدنان دمرت أضرحة الأولياء ونبشت قبور الموتى
اشعلت النار في المنازل بعد نهبها .

لم يسدل الستار عن جريمة آل الرميمة بعد فمنذ ذالك اليوم المشؤوم وإلى اليوم لا يزال خمسة أسرى يقبعون داخل سجون داعش دون أن يعلم عنهم أهلهم وذويهم شيء .

أربع سنوات من التهجير قابلها آل الرميمة بأربع سنين من الصمود والتضحية .
فهاهم منذ السنة الأولى من تهجيرهم وهم يقدمون خيرة شبابهم للدفاع عن الدين والوطن ولا زالت سجون العدوان تستقبل أسراهم أسير بعد أسير
ولا يزالون مستمرةن في العطاء حتى ينالوا أحد الحسنيين النصر أو الشهادة.

السلام عليكم آل الرميمة
السلام على شهدائكم الأبرار
السلام على أسراكم المكبلين بالأغلال
السلام على صمودكم وإبائكم وتضحياتكم
السلام عليكم ما توالى اليل والنهار

You might also like